تركي وكندي وأردني..3 عمليات نفذها أجانب خلال عملية طوفان الأقصى!

تركي وكندي وأردني..3 عمليات نفذها أجانب خلال عملية طوفان الأقصى!
الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠٢٤ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

لم تقتصر معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت من أجل نصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين وإفشال المخططات الإسرائيلية لتصفية القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية على مقاومة الفلسطينيين وحدهم.

العالم- فلسطين

ورغم الدور الأكبر لأصحاب الأرض الذين يواجهون آلة القتل "الإسرائيلية" في الأراضي الفلسطينية فإن المعركة التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023م، شهدت مقاومة عربية وإسلامية إسنادًا لمقاومة غزة التي لا تزال تشكل حالة فريدة في الصمود والمواجهة. ولكن ثمة ثلاث عمليات فردية نفذها فدائيون من جنسيات مختلفة؛ نصرة للمسجد الأقصى المبارك وانتقامًا من الاحتلال الذي يرتكب جرائم وحشية ضد المدنيين في غزة.

واستطاع السائح التركي حسن سكالانان (34 عامًا) بتاريخ 30 إبريل/ نيسان الماضي إصابة جندي "إسرائيلي" طعنًا بالسكين قبل استشهاده بنيران جنود الاحتلال في مدينة القدس المحتلة.

وفي 22 يوليو/ تموز الماضي نفذ السائح الكندي زكريا آدم قريشي عملية طعن داخل مستوطنة "نتيف هعسراه" المحاذية لغزة، الأمر الذي أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين.

وصرخ المسلم قريشي (21 عاما) وقت إشهاره لسكينه ضد الجنود قائلا: "الجيش (الإسرائيلي) يقتل الأبرياء في غزة"، ليرتقي لاحقًا شهيدًا.

وتمكن سائق الشاحنة الأردني ماهر الجازي (39 عاما) الأسبوع الجاري من تنفيذ عملية إطلاق نار عبر (مسدس) داخل "معبر الكرامة" الفاصل بين الأردن والضفة المحتلة أسفرت عن مقتل 3 جنود "إسرائيليين" قبل ارتقائه شهيدًا.

جهود منقوصة وأوضح مدير مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أن العمليات السابقة والتحركات الجماهيرية العربية والإسلامية والعالمية تأتي جزءا من الدور الشعبي تجاه القضية الفلسطينية.

وأشاد خاطر بالحراكات المنظمة و"عمليات الأحرار"، مؤكدًا أن المطلوب من الشعوب تجاه فلسطين ومقدساتها "أكبر من ذلك بكثير". واعتبر حراك هذه المشاعر العربية والإسلامية والأجنبية تجاه قضية فلسطين، دليلا على أصل وثبات هذه القضية المرتبطة بالمسلمين في جميع أنحاء العالم.

وقال إن هذه الحراكات دليل على أن الشعوب العربية والإسلامية – في حال إزالة العقبات والحواجز - جاهزة للدفاع عن بوصلتها المركزية نحو فلسطين. وشدد على جوهر الصراع القائم بين المسلمين واليهود على الأرض المباركة والمسجد الأقصى المبارك، إذ إنه ليس صراعا فلسطينيًا – "إسرائيليا" فقط.

وقال: "فلسطين قضية أمة عربية وإسلامية وحرة وليست قضية محدودة أو محصورة"، منوها إلى أن الدور الجماهيري في الدول العربية والإسلامية "غير كافٍ" حتى اللحظة. وتساءل: أين دور الدول العربية المجاورة لفلسطين تجاه "حرب الإبادة الإسرائيلية" في غزة؟ أين دور هذه الدول والشعوب تجاه الانتهاكات "الإسرائيلية" في القدس والأقصى؟

وأضاف: جميع الوسائل القمعية التي لا تزال الأنظمة العربية تستخدمها في قمع شعوبها "لن تدوم .. وستغلي هذه الشعوب ضد الظلم ودفاعًا عن فلسطين ومسرى الرسول".

ودلل على ذلك بأصداء معركة "طوفان الأقصى" التي وصلت أنحاء العالم، "الطوفان (طوفان الأقصى) وصل مداه لكل العالم .. فلسطين وغزة أصبحت قضية العالم".

واعترفت إسبانيا وأيرلندا إلى جانب النرويج (خارج الاتحاد الأوروبي) بدولة فلسطين في 28 مايو/أيار ولحقت بها سلوفينيا في 4 يونيو/حزيران الماضي.

وحصلت فلسطين في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على 143 صوتاً مؤيداً لإعطائها صفة العضوية الكاملة في المنظمة الأممية، الأمر الذي اعتبره مراقبون انعكاسا لـ"طوفان الأقصى".

وأكد خاطر أن المطلوب من الأمة الإسلامية القيام بدورها الميداني تجاه فلسطين، موصيا علماء المسلمين بضرورة القيام بدورهم تجاه "وعي الشعوب". عمليات محدودة واتفق المختص في الشؤون الأمنية والسياسية د. إبراهيم حبيب مع سابقه، على أن هذه الحراكات "محدودة" ولا ترتقي لحجم المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

واعتبر حبيب في حديثه لـ"فلسطين أون لاين" العمليات الفردية للسائحين التركي والكندي والمواطن الأردني "تنفيسًا للغضب الذي يعتصر قلوب الأحرار". وأكد أن هذه الحراكات تعكس قضية فلسطين "الحاضرة في نفوس الأحرار وليس الشعوب .. المسؤولية التي تقع على الشعوب كبيرة ولم نرَ منها شيئا".

ونوه إلى أن الحراكات الجماهيرية والعمليات الفردية لا زالت حتى اللحظة "ردات فعل محدودة ومسيطرًا عليها .. المطلوب أكبر من ذلك بكثير".

وشدد حبيب على الدور المطلوب من علماء المسلمين والنخب السياسية والثقافية في الشعوب العربية والإسلامية والأجنبية لتحريك الرأي العام حول القضية الفلسطينية.

وسبق أن انتقدت الكاتبة والصحفية الأردنية لميس أندوني غياب الثورة النقابية والطلابية في الدول العربية تضامنًا مع غزة. وقالت أندوني في مقال سابق لها "تستمر وتتوسع ثورة غزة الطلابية، التي بدأت في أميركا ووصلت إلى أوروبا، فيما لا نجد في الجامعات العربية وحتى الفلسطينية، حراكاً يُذكر".

واعتبرت هذا السكون الملحوظ مُؤشرًا على شلل الحركات الجماهيرية العربية، وضعف الأحزاب والمؤسَسات المدنية، وهو مُؤشر خطير على حالة العجز عن تحرك جمعي، ليس ضد "حرب الإبادة الصهيونية" فحسب، بل على المطالبة بالعدالة والحرية عموماً.

وذكرت أن "انتصار الثورات المُضادة، وفشل الانتخابات في إحداث تغيير نحو الأفضل، وغياب قيادات وجبهات مُوحَدةٍ تحمل رؤىً وطنية تقدمية، أصاب كثيرين بالإحباط، وحتى اليأس".

ونوهت أندوني إلى أن الدرس الوحيد الذي تعلمته الأنظمة العربية هو ابتداع أساليب جديدة في كبح الحريات، عبر سَن قوانينَ تخنق حرية التعبير والعمل السياسي، وإغلاق الساحات والميادين، حتى لا تصبح مراكز تَجمع، ورموزاً لإرادة الشعب والتغيير.