سلسلة استقالات المسؤولين الإسرائيليين

الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠٢٤ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

إستقالة قائد الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات الإسرائيلية وهي الوحدة المسؤولة عن المتابعة عبر الوسائل التكنولوجية تضاف إلى استقالات أخرى كان أهمها استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وأيضا بتهديد آخرين من قادة الجيش بالاستقالة وذلك احتجاجا على إدارة بنيامين نتنياهو للحرب في قطاع غزة؟

العالم بتوقيت الضفة

لكن هل هذه الاستقالات تؤثر على بنيامين نتنياهو الذي ما زال يصر على شروطه في الصفقة؟ وهل ستؤثر على قرارات بنيامين نتنياهو في الضفة الغربية التي تسعى إلى التصعيد؟ وهل هذه الاستقالات ستغير مزاج الشارع الإسرائيلي الذي يتظاهر يوميا ضد بنيامين نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف؟

هذه الاسئلة وغيرها يطرحها البرنامج على أ.خلدون البرغوثي الخبير بالشأن الإسرائيلي، وعلى أ.عماد أبو عواد مدير مركز القدس للدراسات.

وفي اللقاء أشار خلدون البرغوثي إلى أن: هذه الاستقالة تأتي ضمن سلسلة استقالات المسؤولين الإسرائيليين، منهم من أعلن بأنه سيتنحى بعد انتهاء الحرب ومنهم من سارع إلى التنحي مثل هارون حاليفا رئيس شعبة أمان أو الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، من باب تحمل المسؤولية عن الإخفاق الذي حدث والذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر بغفلة من المنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية.

وأوضح أن الآن قد جاء الدور لأهم وحدة استخبارية في الجيش الإسرائيلي أي وحدة الرصد والمتابعة، لأنها تتحمل أولا مسؤولية كبيرة عن الإخفاق، لأن ربما توفرت لديها معلومات وتقارير مفصلة عن الخطة التي تم تنفيذها في 7 أكتوبر لكن لم يتم الأخذ بهذه التحذيرات.

وأوضح أنه قد جاءت بداية الاستقالات برئيس شعبة الاستخبارات كلها ثم اليوم استقال رئيس وحدة 8200 ضمن هذه السلسلة، وهذا له أثر طبعا على المنظومة الأمنية التي بالمجمل تحملت وأعلنت مسؤوليتها عن الإخفاق الذي حصل، لكن على المستوى السياسي هناك من يتهرب من هذه المسؤولية وهو بنيامين نتنياهو، ربما تفتح هذه الاستقالة أيضا الباب من جديد بشأن تحمل المسؤولية ومن يتهرب منها ومن يعلن أو قد حتى يحاكم أو يحاسب لاحقا عليها.

من جانبه لفت عماد أبو عواد إلى أن: الموضوع بالنسبة لإسرائيل اليوم بات أكثر مركباً ومعقداً يمكن مقارنته مع حرب 1982 وحرب 2006 بسبب بسيط.. لأن ما حدث هو أن إسرائيل تلقت ضربة صادمة وقوية في 7 أكتوبر.. وبعدها بدأت العمل العسكري.

وأوضح: التحقيق لن يكون كيف تصرفت إسرائيل ما بعد الحدث.. بل التحقيق سيكون ما الذي كان قبل الحدث.. وهنا تكمن المشكلة بالنسبة لإسرائيل.. فاليوم لا يدور نقاش في إسرائيل حول أداء إسرائيل العسكري في الحرب على قطاع غزة وحول حجم الخسائر الكبيرة رغم وجود بعض الأصوات التي تقول يجب أن يكون هناك انتباه وأن يكون هناك تغيير في الاستراتيجية وإيقاف لهذه الحرب أو الاستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية.. فهذه ليست جوهر النقاش اليوم بالنسبة للجان التحقيق.

ولفت إلى أن: اليوم في إسرائيل هناك قناعة بأنه سيتحمل مسؤولية الفشل الطرفين المستوى السياسي المتمثل ببنيامين نتنياهو الذي كان على رأس الحكم لمدة تزيد عن 13 عام في آخر 15 عام.. وكذلك المستوى العسكري لأنه عمليا ما قدم من خطط عسكرية خلال السنوات الأخيرة مثل خطة كوخافي جيش صغير وقاتل ويجب أن تكون الحروب قصيرة وهلم جرى من هذه القضايا.. علاوة على وجود بعض التسريبات التي أشارت بأن الجيش الإسرائيلي تلقى بعض الإشارات أن حماس تعد لضربة قوية ما، وأن المستوى السياسي لم يأخذ الموضوع على محمل الجد.. كل هذه القضايا وهذا اللغط الكبير سيكون له وقع وتأثير كبير.

وخلص إلى القول: برأيي أن اللجنة القادمة ستكون مؤثرة أكثر من اللجان السابقة لأن ما حدث كان لأول مرة أن إسرائيل تتلقى ضربة بهذا الحجم ومن ثم تبدأ العملية الحربية، وبالتالي الموضوع مختلف المقارنة مع 1984 و2006 واليوم.. لذلك باعتقادي ستكون هناك نوعاً ما قدرة للجنة القادمة على تحديد مصير الكثير من الشخصيات، لذلك يسارع اليوم بعض قيادات الجيش الإسرائيلي بالتفكير بالاستقالة وجزء منهم استقال لأنهم يدركون تماما أنهم يتحملون المسؤولية.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..