خلال مؤتمره الصحفي مع السوداني..

الرئيس بزشکیان یؤکد ضرورة تنفیذ الاتفاقيات الأمنیة بین إيران والعراق

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠٢٤ - ١١:٥٣ بتوقيت غرينتش

أکد الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الأمنیة الموقعة بین إيران والعراق، والتي تؤدي لتعزيز التعاون الثنائي في مجال مکافحة الإرهاب والتصدي للأعداء.

العالم - العراق

وقال الرئيس بزشکیان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة بغداد اليوم الأربعاء: "لقد عقدنا مباحثات جيدة جدا مع رئيس الوزراء العراقي وكانت فرصة جيدة جدا لزيارة البلد الصديق والشقيق العراق في أول زيارة خارجية لنا"

وأوضح الرئيس الإيراني أنه تم اليوم التوقيع على 14 اتفاق للتعاون بين بغداد وطهران وهي نقطة انطلاق لتوسيع العلاقات الثنائية.

ولفت الرئيس بزشكيان، الى أنه "تمت مناقشة الأوضاع الجيو- سياسية للبلدين اللذین يعتبران نقطة وصل بين أوروبا وأسيا، وتشكيل لجنة خبراء في هذا الصدد، فضلا عن الخطط الاستراتيجية وطويلة الأمد التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التعاون بين الجانبين".

بدوره شدد رئيس الوزراء العراقي في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي: على تقوية العلاقات بين البلدين قائلا إن "العلاقات العراقية الإيرانية تتميز بمستواها العالي، وهي تضمّ العديد من الروابط التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين".

وأضاف أن "هذا الجوار التاريخي، يمكن أن يُترجم الى أعلى مستويات التعاون والشراكة، والعمل الثنائي من أجل مصالح شعبينا، ويساعد على مواجهة التحديات الراهنة، ودعم الاستقرار"، مبينا أن "الملف الاقتصادي المشترك بوابة مهمة لتحقيق تطلعات شعبينا، وفي اجتماعين ناقشنا الآليات التي من شأنها أن تنهض بهذا الملف المهم".

وتابع، أن "المباحثات تناولت الشراكة الثنائية الاستراتيجية المتعددة المجالات، وهي ركيزة أساسية في دعم خطط الحكومتين، ومفتاح للتكامل الاقتصادي"، مشيرا الى أن "المباحثات أكدت على تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين، وقطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (بصرة –شلامجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية".

واستطرد بالقول: "تم التباحث بأهمية تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع مشروعنا الكبير (طريق العراق للتنمية)، وتناولت المباحثات مشروع الطريق البرّي خسروي- المنذرية- بغداد، ونعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة ليكون جاهزاً لهذا الخط الاستراتيجي المهم"، موضحا أنه "تم التركيز على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، والتي تمت تهيئتها في 3 محافظات هي واسط، قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصصنا لها 2000 دونم في منطقة زرباطية".

وأردف، أنه " تم التطرق الى عمل الشركات الإيرانية، خصوصاً أنها شركات كفوءة ومهمة، سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية"، مبينا أن "موقف العراق كحكومة داعم لتوسعة التعاون الاقتصادي الإيراني مع دول المنطقة، وتوسعة الشراكات ستنعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي".

وأشار السوداني الى، أنه "تم توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة ومتعددة، ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة سابقا، خارطة عمل واعدة لتعزيز التعامل المشترك بين البلدين"، موجهاً الشكر الى "الإخوة في الجمهورية الإسلامية لدورهم ومساهمتهم في الوصول الى اتفاق شراء الغاز مع جمهورية تركمانستان".

وثمن رئيس الوزراء العراقي، "موقف الجمهورية الإيرانية الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطّات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة"، مستدركاً أنه "تم التحدث بشأن تهديد الاستقرار في المنطقة بسبب العدوان الصهيوني على غزّة، الذي تجاوز الأطر القانونية والأخلاقية، أمام عجز وفشل المجتمع الدولي، مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية تجاه شعبنا الفلسطيني بالأراضي المحتلة".

وأوضح، أن "مواقفنا المشتركة إزاءَ هذا العدوان واستمراره هي مواقف واضحة وصلبة، وأكدنا في أكثر من مناسبة رفضَ توسعة الصراع، وأننا ضدّ خَرق سيادة الدول، وعلى المجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية"، منوهاً بأنه " تم التطرق الى جانب التعاون الأمني، وأكدنا موقفنا المبدئي والدستوري والقانوني، بعدم السماح لأي جهة كانت، بارتكاب عدوان أو عمل مسّلح أو تهديد عابر للحدود، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأكمل السوداني، أنه "تم النجاح في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية، خصوصاً عند المناطق الحدودية، واللجنة الثنائية الأمنية مستمرة في التزاماتها ومهامها"، مؤكداً أن "التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل أشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين".

واختتم رئيس الوزراء العراقي قوله: بأن "هذه الزيارة مهمة وتمثل قوة دافعة لمسار العلاقات الثنائية المتنامية، في ظل وجود الإرادة والرغبة الصادقة لقيادة البلدين نحو المزيد من التعاون والتكامل".