العالم – الخبر و إعرابه
-اعترفت صحيفة "هآرتس" "الاسرائيلية"، ان تنكيل قوات الاحتلال بالفلسطينيين، وقع رغم عدم وقوع أي حادث استثنائي في السجن. وبحسب الصحيفة "ادعت مصلحة السجون أن ما حدث تدريب روتيني ضمن التدابير الأمنية المتبعة، دون الإشارة إلى تفاصيل عن أي تهديدات محتملة داخل السجن"!!.
-كما نقلت الصحيفة عن أسرى داخل سجن مجدو، لم تسمهم، قولهم إن هذه ممارسات "روتينية"، وأنهم يتعرضون يوميا لانتهاكات جسدية ونفسية على يد قوات السجن". كما نقلت عن معتقلين قولهم، إن السجانين يأخذوننا لأماكن لا توجد بها كاميرات ويضربوننا في الأماكن الحساسة".
-لا يمكن مشاهدة الفيديو المروع، من دون ان يقفز الى ذهنك، فظائع امريكا في سجن "ابوغريب"، وترويع السجناء فيه، وكذلك مسالخ "داعش" واكثرها فظاعة مجزرة تكريت او ما باتت تعرف بجريمة "سبايكر". السجانون في هذه السجون والمسالخ، يمارسون ذات الاساليب، وكأنها استنساخ، فرغم سادية السجانين، الا ان هدفهم الاول والاخير، هو ارعاب "الاعداء"، والتغطية على فشلهم وهزيمتهم في مواجهة الشعوب وروح المقاومة التي في قلوب ابنائها والرافضة للاستسلام والخنوع امام الارهاب والارعاب والقوة.
-ما كان الكيان الاسرائيلي ليجازف في تسريب مثل هذه الممارسات الفظيعة، ويعمل على زيادة عزلته الدولية، التي تسببت به الابادة الجماعية التي يمارسها في غزة، وهي ممارسة دخلت اليوم شهرها الـ12، لو كان حقق شيئا على الارض، مثل تحرير اسراه، او القضاء على المقاومة في غزة، او فصل الحاضنة الشعبية للمقاومة فيها، ولولا الدعم الامريكي، بل التورط الامريكي المباشر في الحرب على غزة، والذي حال الى الان دون اصدار مذكرات اعتقالات بحق المجرمين نتنياهو وغالانت، من قبل الجنائية الدولية، او التنديد بالكيان لدوره في الابادة الجماعية في غزة، من قبل العدل الدولية، بعد ان هددت امريكا القضاة والمدعين العامين في المحاكم الدولية، بل وحتى الدول التي تسعى الا ادانة الكيان.
-ان العالم بات على يقين، ان الارتباط بامريكا وتنفيذ اوامرها لحماية مصالحها غير المشروعة، تمنح كل نظام او كيان او عصابة ارهابية تكفيرية وعنصرية، الضوء الاخضر لفعل اي شيء دون الخوف من العقاب او المساءلة. فكم قتلت "اسرائيل" من المواطنين الامريكيين لمجرد مناصرتهم لغزة، واخرهم المواطنة الامريكية إيسنور إزغي، حيث اطلق عليها "جندي اسرائيلي" النار من مسافة لا تتجاوز 200 متر، فاخترقت الرصاصة راسها واستشهدت على الفور، بينما ادارة بايدن، اكتفت بالاعراب عن الاسف دون ادنى تنديد، وهناك من قال انهم مازالوا يدققون في ملابسات الحادث، بينما عندما قتلت قوات الاحتلال اسرى صهاينة في غزة بينهم "اسرائيلي" من اصول امريكية، اقامت ادارة بايدن الدنيا ولم تقعدها، وهددت المقاومة بتدفيعها ثمنا باهظا على هذه "الجريمة" التي ارتكبتها حليفتهم، دون التدقيق في ملابسات الحادث!!.
-بفضل دماء الابرياء من الاطفال والنساء في غزة، وبفضل المقاومة الاسطورية في غزة ومحور المقاومة، لم تعد امريكا "عوراء" في نظر الشعوب التي اكتوت بحروبها وحصاراتها و ظلمها وتدخلها وانقلاباتها فحسب، بل ان هذا "العور" الامريكي بات اكثر وضوحا لدى الشعوب الغربية وخاصة الشعب الامريكي، الذي بدأ هذه الايام استئناف انتفاضة الجامعات الامريكية، بعد انتهاء العطلة الصيفية، وهذه الانتفاضة تكشف حقيقة واحدة، وهي ان امريكا المحرك والسبب الاول لكل الاهوال التي تشهدها منظقة الشرق الاوسط، ولولاها لما تجرأت "اسرائيل" ان تواصل فظائعها في غزة، ولولاها ما ظهرت "داعش"، ولولاها، لما شهدنا ظهور جيل من الصهاينة العرب، ولولاها لما شهدنا تفشي، ظاهرات الانحرافات الاخلاقية والافتخار والجهر بالعمالة والانحطاط الاخلاقي والفساد، بين الشباب العربي، ولكن هناك شيئا فات امريكا ان تدركه، لانها لا تفهمه ولا تستوعبه، وهو ان هذه الشعوب تحمل مبادىء وتعاليم رسالة سماوية، تعصمها من التيه والضياع، وعجز امريكا وربيتها "اسرائيل" ووليدها الشرعي "داعش"، في تحقيق اي هدف من اهدافها في المنطقة، وخاصة في غزة، خير دليل على ذلك.