إضحك مع مخابرات 'الدولة الأعظم في العالم'..

المال الإيراني يقف وراء التظاهرات المطالبة بوقف الحرب على غزة؟

المال الإيراني يقف وراء التظاهرات المطالبة بوقف الحرب على غزة؟
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠٢٤ - ١٢:٤٣ بتوقيت غرينتش

قالت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية "أفريل هينز" ، أمس الثلاثاء، :" أن أشخاصا على صلة بحكومة إيران قالوا إنهم نشطاء عبر الإنترنت سعوا إلى الحث على احتجاجات تتعلق بغزة وقدموا للمحتجين دعما ماليا".

العالم – الخبر و إعرابه

-ما قالته هنيز، كررته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، بقولها: "تضطلع الحكومة الأميركية بواجب تحذير الأميركيين من تأثيرات أجنبية خبيثة.. سنواصل كشف محاولات تقويض ديمقراطيتنا في مجتمعنا مثلما نفعل اليوم".

-ما قالته هينز وجان بيير، ردده ايضا مسؤول في مكتب مديرة المخابرات الوطنية -الذي طلب عدم نشر اسمه- كما ذكرت وكالات عالمية :"ان إيران لديها مصلحة منذ فترة طويلة في استغلال التوترات السياسية والاجتماعية الأميركية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي".

-من الواضح ان محاولة الادارة الامريكية، التملص من مسؤوليتها المباشرة، فيما يجري من ابادة جماعية في غزة منذ اكثر من 9 اشهر، عبر تكرار كذبة في غاية السخف، من ان ايران تقف وراء التظاهرات والاحتجاجات، التي شهدتها وتشهدها مدن امريكا، والداعية لوقف الحرب على غزة، هي محاولة ليس بائسة ويائسة للتغطية على دور امريكا فحسب، بل تفضح اكثر حجم التورط الامريكي في هذه الحرب، التي كان يمكن وقفها في ايامها الاولى ، لولا الدعم الامريكي العسكري والسياسي والاقتصادي والمالي والاعلامي للكيان الاسرائيلي، وافشال كل محاولات الدول الاخرى لوقفها.

-اللافت في تصريحات المسؤولين الامريكيين المضحكة، هو تأكيدهم على ان ايران تمول هذه الاحتجاجات ماليا، دون ان يكلفوا انفسهم عناء الكشف عن الطريقة السحرية التي استخدمتها ايران لايصال تلك الاموال و"شراء ذمم" الملايين من الامريكيين، ودفعهم للخروج الى الشوارع، ليهددوا الديمقراطية والمجتمع الامريكي، واغلبهم طلاب من ارقى الجامعات الامريكية، ومن النخب السياسية والاعلامية والفنية والفكرية؟!.

-اذا كان المال الايراني يقف وراء كل هذه التظاهرات الداعية لوقف الحرب على غزة في امريكا، فمن يا تُرى يقف وراء خروج الملايين من الناس في تظاهرات مماثلة، في بريطانيا وفرنسا والمانيا والدنمارك والسويد وسويسرا وايطاليا وكندا و استراليا ونيوزلندا وهولندا و...، هل كان المال الايراني هو المحرك لها ايضا؟!.

-لنفرض جدلا ان ايران تحرك كل هذه الامواج البشرية الهادرة التي حركتها فطرتها الانسانية السليمة، بعد ان شاهدت ما يجري من فظائع باسلحة واموال حكوماتها في غزة، ترى من الذي حرك نحو 10 مسؤولين امريكييين كبار لتقديم استقالاتهم من مناصبهم، احتجاجا على دور بلدهم المخزي والعار في غزة، هل هي ايران ايضا؟!. ترى من الذي حرك منظمة الامم المتحدة لوضع "اسرائيل" على قائمة العار ، لقتلها الالاف من الاطفال في غزة، هل هي ايران؟!. من الذي حرك المحاكم الدولية وعلى راسها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، بعد ادانتهما "اسرائيل" واصدار مذكرات اعتقال لزعمائها، لتورطهم في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية في غزة ، هل هي ايران؟!.

-الجانب الخطير في الكلام المسؤولين الامريكيين، هو تحميلهم "وسائل التواصل الاجتماعي" جانبا من "مسؤولية" تهديد الديمقراطية الامريكية ، الامر الذي يؤكد ان هناك اجراءات قد تتخذ لفرض قيود على وسائل التواصل الاجتماعي، في البلد الذي رفع "لواء حقوق الانسان وحرية التعبير"، ل"منع ايران" من "تهديد الديمقراطية والمجتمع الامريكي" عبر هذه الشبكات. وهو ما يعيد الى الذاكرة، كيف كان مسؤولو الادارات الامريكية المتعاقبة ومنها ادارة بايدن، يخرجون وبكل صلافة ووقاحة، على الفضائيات، وهم يشجعون عملائهم في الداخل الايراني، على ضرب امن واستقرار ايران، عبر ارسال الاموال والاسلحة، الى الجماعات الانفصالية والتكفيرية واتباع النظام الملكي والمنافقين، لاثارة الفتن والاضطرابات، وعندما كانت ايران تتهم امريكا وبالدليل القاطع، بانها تقف وراء ما يجري من ازمات في ايران، يخرج هؤلاء المسؤولون الامريكيون، ليسخروا من كل تلك الادلة، على تورط بلادهم فيما يجري في ايران، مرددين جملتهم الشهيرة "ان على ايران الا تُقحِم العامل الخارجي فيما يجري داخلها". واليوم نشهد دولة تعتبر نفسها "الاعظم في العالم"، تلقي مسؤولية ما يجري من احتجاجات في دخلها على عامل خارجي هو ايران وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، من دون ان تقدم دليلا واحدا على مزاعمها.

-امريكا ومن خلال هذه المواقف والتصريحات الهزيلة والمتهافتة والسخيفة، تهين مواطنيها بالدرجة الاولى، وتستصغرهم، وتستهزأ بهم، وتحتقر عقولهم، كما ان هذه المواقف والتصريحات، تكشف عن الارباك الذي يعاني منه المشهدين السياسي والاجتماعي في امريكا، فهو ارباك يستبطن علائم تشير الى اقتراب ساعة افول "القوة الاعظم في العالم".