قالیباف يكشف للعالم قضايا مهمة حول العلاقات مع دول الجوار والعالم+فيديو

الخميس ١٣ يونيو ٢٠٢٤ - ٠٣:٣٠ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2024.06.13 – أكد المرشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية محمدباقر قاليباف أنه سيواصل السياسة الخارجية لحكومة الشهيد رئيسي في توطيد العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة والدول الصديقة والإسلامية، مشددا على أن الماضي الأميركي السيء مع إيران على مر التاريخ يحول دون عقده اي لقاء مع الرئيس الأميركي أو الساسة الأميركان.

العالمخاص بالعالم

وإليكم النص الكامل لحوار قناة العالم الإخبارية مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الذي تقدم بالترشح لانتخابات الرئاسة الإيرانية:

- سؤالنا الأول حول سياستكم الخارجية وأولوية هذه السياسة لتوثيق العلاقات مع دول الجوار وخاصة العربية، وبالتحديد العراق والسعودية.

* كما تم التأكيد عليه في السياسة الخارجية لحكومة الشهيد رئيسي، فإن أولوية سياستنا الخارجية هي مع جيراننا ودول المنطقة والدول الصديقة والإسلامية، من شأن هذه السياسة أن تكون فعالة وأساسية بالنسبة لنا ولجميع دول المنطقة، وخاصة الدول الإسلامية من حولنا.. عندما ننظر إلى دول الخليج الفارسي، نرى أن هناك فرص اقتصادية كبيرة وتعاون أمني كبير، في الواقع يمكن أن يكون ذلك جناحين للمضي إلى الأمام، ويمكن أن يكون فعالا وأساسيا للغاية في التقارب الثقافي والحركة في الممرات الشمالية والجنوبية. نحن لدينا نفس الوضع مع جيراننا في الشرق والغرب. وكما ذكرتم، فإن هذا الوضع أكثر خصوصية بالنسبة للدولتين الإسلاميتين والعربية، إيران و السعودية، نظراً لحقيقة أن الدولتين الكبيرتين، إيران والمملكة العربية السعودية، أعادتا الآن علاقاتهما بعد انقطاع دام عدة سنوات، فهذه الفرص متاحة ويمكن أن تكون فعالة جداً للسلام والتنمية في المنطقة، والاستثمار في جميع دول المنطقة ومواجهة الأعداء المشتركين.

كما أن العراق دولة مهمة للغاية، مهمة في أمننا القومي، كما أن الأمن القومي في العراق مهم أيضاً، وبالنظر إلى كل التوترات التي حدثت في العقود القليلة الماضية، فإن هذا التعاون ضروري.

- فيما يتعلق بالموضوع النووي ما هي خططكم وبرامجكم لهذا الموضوع؟

* في المجال النووي، في الماضي كان هناك "الاتفاق النووي"، لكن ما حدث أعتقد أننا تعلمنا درساً عظيماً في مجال السياسة الخارجية والعلاقات مع الولايات المتحدة. فيما يتعلق بأمیركا، ربما في السنوات البعيدة، کانت المناقشة دائماٌ لدى بعض الناس، من النخب إلى الناس العاديين في المجتمع، كانوا يعتقدون أنه إذا تفاوضنا مع أميركا، ومن ضمن ذلك التفاوض المباشر فسيتم حل القضايا. على أية حال، جرت مفاوضات مباشرة مع أميركا، وتقدم موضوع الاتفاق النووي، وعلى الورق على الأقل، تم التوصل إلى اتفاق -بغض النظر عما إذا كان جيداً أم سيئاً- ولكننا جميعاً رأينا أنه وبتغيير في أميركا، أصبح هذا الاتفاق برمته حبرا على ورق. لذلك فهم ليسوا جديرين بالثقة وليسوا صادقين، بل يبحثون عن مصالحهم الخاصة. كان هذا هو الدرس الذي تعلمناه من الاتفاق النووي. نحن في البرلمان الحادي عشر لقد فعلنا الشيء نفسه بالضبط وذلك من قانون "قانون الإجراءات الاستراتيجية لرفع الحظر"، أي أنه فيما يتعلق بالسلبية التي حدثت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، فقد قرر البرلمان أنه لم يعد لدينا أي التزامات في الاتفاق النووي، بل سنتبع طريقنا الخاص.

وإلى اليوم، لدينا كلمة واحدة وموقف واحد في موضوع الاتفاق النووي: إذا تتحقق لنا أرباح اقتصادية، يعني أن يكون بإمكاننا القيام بتجارتنا في الأطر القانونية.. وأن تجري أمور تأميناتنا.. ونقوم بالاستثمارات - هذه أمثلة على ذلك - حينها سوف نمضي قدما في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي.. لكن إن أرادوا أن يكون ما يشبه النفط مقابل الغذاء فسوف لن نواصل آنذاك.

- بموضوع رفع الحظر النووي.. هل ستتابعون رفع الحظر؟ وإلى أي مدى سيأخذ هذا الموضوع حيزاً في سياستكم الخارجية؟ وهل لديكم خارطة طريق لهذا الموضوع؟

* برنامجي في الحكومة الرابعة عشرة سيكون له توجهان في هذا الصدد.. الأول: تحييد الحظر، والثاني: رفع الحظر. وفي مجال تحييد الحظر، عيوننا مصوبة إلى الداخل ونعتمد على قدراتنا الداخلية. ونحن نؤكد أننا وفي مجالاتنا الدفاعية أظهرنا أنه بالاعتماد على الداخل أصبحنا اليوم ضمن أول 5 دول في العالم في بالتمتع باستراتيجية دفاعية فعالة وتتمتع بالردع الفعال، ومن خلال ذلك تمكنا من الحفاظ على أمن البلاد في على أعلى مستوى، والذي تتتطلع إليه دول المنطقة والعالم.

في مجال الاقتصاد كذلك بالاعتماد على قوتنا الداخلية، فإننا نتعامل مع الدول المجاورة بنفس النهج الذي ذكرته، حتى نتمكن من التعاون الوثيق بشأن قضايانا الاقتصادية والتجارية وأمن منطقتنا وأمن العالم الإسلامي.

وفي مجال رفع الحظر، لدينا هناك بالضبط نفس النقطة التي ذكرتها، أي سيكون "قانون الإجراءات الاستراتيجية لرفع الحظر"، هو أساسنا، نحاول هناك أن نضع المناقشات المتعلقة بالملف النووي والحظر في إطار الانتفاع الاقتصادي الكامل.

- ما هو موقفكم حول العلاقة مع الولايات المتحدة؟ وإذا تم اقتراح لقاء مباشر مع الرئيس الأميركي هل ستوافقون على ذلك؟

* في تاريخ إيران، قبل الثورة وبعدها، لم نرى من الأميركان إلا النفاق والازدواجية والسلوك الأحادي وغير العادل، ولم يكن يهمهم شيء سوى مصالحهم الخاصة. ذروة تصرفهم هذا قبل الثورة، كان انقلاب 19 أغسطس 1953 لإعادة الشاه. قاموا بهذا الانقلاب في البلاد. وبعد الثورة، حدثت أحداث كثيرة، وكانت هناك تهديدات مباشرة وغير مباشرة. وفي الاتفاق النووي نفسه، أظهر الأميركيون أنهم لا يريدون سوى مصالحهم الخاصة، وأنهم غير صادقين في كلامهم، ولا يتمسكون حتى بتعهداتهم. و ظل هذا السلوك الأميركي معنا طوال القرن الماضي وحتى اليوم. فهل يمكن المضي قدماً مع مثل هذه الرؤية ومثل هذه الحكومة ومثل هؤلاء الرؤساء والحكام في أمريكا؟ أبداً!

- ما هو موقفكم من القضية الفلسطينية.. هذا الجرح القديم؟ هل لديكم حلول بهذه القضية؟

* كما قال الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، إن فلسطين اليوم هي القضية الأولى للعالم الإسلامي وللأمة الإسلامية. قبل عملية طوفان الأقصى التي أصبحت في رأيي نقطة عطف في تاريخ العالم وبقيت خالدة فيه.. فإن أي تحليل سياسي و أي قرار بالتأكيد سوف يصنف إلى ما قبل وما بعد عمليات طوفان الأقصى. لأن هذه العملية غيرت كل شيء. وأعتقد أن قضية فلسطين اليوم لم تعد قضية العالم الإسلامي لوحده، واليوم فلسطين هي قضية العالم أجمع. قضية فلسطين هي قضية الإنسانية والحرية والقمع. اليوم لا يقتصر النقاش حول فلسطين على الجمهورية الإسلامية أو الدول الإسلامية فحسب، بل هو دائر في كل مكان.. في أوروبا وفي أميركا وحتى في محكمة لاهاي. أينما تنظرون اليوم هناك صرخات الدفاع عن فلسطين، لأن الكيان الصهيوني وبدعم من أميركا المجرمة أظهر أنه قد انتهك كل حقوق الإنسان والمبادىء الإنسانية، ووضع علامات تساؤل على كل شيء يخصه. بجرائمه هذه لقد وضع علامات تساؤل على إنسانيته وطبيعته البشرية.

فنحن نرحب اليوم بهذا التوجه نحو فلسطين أيضا. وقد حصلنا على هذا بفضل الثورة الإسلامية وذكاء الإمام الخميني، الذي عندما كان يقاتل ضد نظام الشاه في عام 1964، شخّص آنذاك وبسرعة أن إسرائيل هي العدو الرئيسي وقال إن أميركا تقف أيضا خلف إسرائيل. اليوم وبعد 60 عاما نرى مدى دقة إمامنا وإدراكه العميق لهذه المسألة.

- ما هو رأيكم حول جبهة المقاومة؟ وإلى أي مدى تعتقدون أن وجود محور المقاومة في المنطقة وفي الميدان هو استراتيجي ومهم؟

* هذا موضوع مهم وجدي للغاية، اليوم ترون العديد من الاتفاقيات تبرم في المنطقة، يأتي الكثيرون من جميع أنحاء العالم ويوقعون اتفاقيات اقتصادية هنا. أنتم تعلمون أن إيران الإسلامية تقع في منطقة جيوسياسية حساسة ومهمة للغاية. تعتبر منطقة جنوب غرب آسيا منطقة حساسة وهشة للغاية فيما يتعلق بقضايا الطاقة والموقع الجغرافي للعالم الإسلامي. هشة لأن القوى الكبرى ومن أجل مصالحها الخاصة تتدخل في شؤون المنطقة بانتظام. وقد رأيتم أمثلة مختلفة على هذه التدخلات. إنهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة في الاتفاقيات الاقتصادية واتفاقيات آبراهام وغيرها من الخطط التي يتبعونها. وهذه الغدة السرطانية الصهيونية الموجودة هنا هي سبب كل هذا. ومن القضايا المهمة والأساسية هي جبهة المقاومة. هذه الجبهة هي في الواقع عبارة عن جغرافيا وخطاب واتفاق قوي، كان له تأثيره في المنطقة. ونحن بالتأكيد ندعم جبهة المقاومة هذه التي خلقت نهجاً جديداً وخطاباً جديداً وإمكانات مادية وروحية جديدة. ومصالح جنوب غرب آسيا والدول الإسلامية، وخاصة دائرة دول جبهة المقاومة، يمكن أن تكون فعالة للغاية، ويمكننا الآن أن نرى آثارها.

- ما هو رأيكم بمعاهدات بريكس وشانغهاي؟ وكيف يمكن الاستفاده من هذه المعاهدات بشكل عملي؟

* على أية حال، بعد نهاية الحرب الباردة عام 1990، نشهد بانتظام تغيرات على مستوى النظام العالمي. تنقسم هذه التغييرات إلى أحادية القطب ومتعددة الأقطاب وفي جوانب جيوسياسية مختلفة. وبطبيعة الحال، فإن مجموعتي البريكس وشنغهاي تشملان دولاً تتمتع اليوم بقوة عسكرية واقتصادية عالية، وتوزيع سكاني عالي، وهي مؤثرة للغاية في جميع الأبعاد على هذا الكوكب. وبما أن الفرصة أتيحت للجمهورية الإسلامية لتصبح عضوا رسميا في مجموعة البريكس وشنغهاي، فإن هذا يمنحنا فرصة كبيرة لتحييد الحظر، على سبيل المثال، في المجال المتعلق بـ "سويفت"، الذي يهيمن عليه بشكل رئيسي الولايات المتحدة والبنك الدولي، يمكننا من خلال نظام بريكس بالتحديد متباعة التبادل مع دول البريكس، حيث يمكن استخدام هذا النظام لتنفيذ التبادلات التجارية بين البنوك المركزية وكذلك التجارة بين الدول. نفس الإمكانية موجودة في منظمة شنغهاي. في مجال السياسة الخارجية، سنضع هذا الأمر بالتأكيد على جدول أعمال الحكومة الرابعة عشرة بطريقة تنفيذية وعملية بالكامل، وسنهتم بسرعة وبأولوية بهذه الفرصة وهذا التعاون.

ما هي أهمية النظام الدفاعي للبلاد برأيكم؟ وما هي المسائل التي ستبذلونها لرفع قدرة الردع الوطنية لإيران؟

- كما تعلمون، أنا قضيت جزءا من حياتي في القطاع الدفاعي في البلاد. إن لبلدنا ظروفاً خاصة، إذ لدينا وللثورة الإسلامية أعداء جديون. وليس نحن فقط، بل كل بلد يحتاج إلى هذين الأمرين أي النمو والبقاء.. أي دولة تريد أن تنمو، شرطها الأول هو الأمن المستقر. إنه لفخر لإيران الإسلامية أننا وصلنا اليوم إلى مستوى من القوة الدفاعية مع قوة الردع النشط، ما تأسف عليه جميع دول المنطقة ودول العالم. وكانت عملية الوعد الصادق عملية مهمة وضخمة. وبعد العدوان الذي ارتكبه الاحتلال، أطلقنا مئات الصواريخ على الكيان الصهيوني. هناك عدد قليل من دول العالم التي لديها القدرة على إطلاق هذه الكمية من الصواريخ بشكل متزامن. ولا توجد مثل هذه القدرة إلا لدى القوى العالمية من الدرجة الأولى. ورأيتم أننا نفذنا هذه العملية على مسافة تزيد عن ألف كيلومتر من الشمال إلى الجنوب. سواء في كمية النيران، أو في تصميم العملية، أو في التكنولوجيا والوضع الصاروخي، فقد أظهرنا أننا في قمة القوة ولدينا أحدث التقنيات في العالم. لذلك، ليس فقط أننا لن سنحافظ على هذه الظروف عند هذا المستوى، بل وبلا شك، فإن طريق النمو في هذا المجال سيأخذ مساره.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..