العالم – خاص بالعالم
كان من شأن النكبة الفلسطينية أن أسلمت شعبا بأكمله الى الشتات فوجد الفلسطينيون أنفسهم في واقع جديد، فيه من أثر الظلم ما يذهب بالنفوس كمدا، ومن دواعي اليأس ما يقعد الهمم ويحيل العزائم الى القنوت.
لكن هذا الشعب الفلسطيني الذي انتزعته النكبة من أنس الموطن لترميه في وحش المنافي والمخيمات، لم يطل الجزع عند المصيبة فثار على واقعه الجديد طالبا لبلاده ولأبنائه، ثأر الدماء التي أريقت والبيوت التي استحلها الغرباء، والزيتون الذي يحرس قدس فلسطين، حينها شقت غياهب سنوات الظلم والظلام أشعة المقاومة الاولى التي بدأ رجالها الأوائل بنهج طريق الفداء والعمل المقاوم فأصبحت عملياتهم التي عبروا فيها الحدود إلى البلاد الحلم، جذورا رواسخ للثورة الفلسطينية.
وفي خمسينات القرن الماضي تراكمت في ذاكرة الفلسطينيين مشاغل كبرى لما اصبح فيما بعد الرحم التي خرجت منها نظرية الثورة، هذه النظرية التي غدت أمّا لكل ما عرفه التاريخ الفلسطيني الحديث من فصائل للمقاومة والعمل الفدائي.
وفيما يتعلق بقيام شبه وحدة بين الاردن والضفة الغربية فيما سمي بـ"وحدة الضفتين" وما يتعلق بأحوال الفلسطينيين وكيفية تشكّل الوعي الفلسطيني بتلك المرحلة، أكد سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين في دمشق أن تلك الفترة الزمنية تعتبر فترة مخاض حقيقي للمنطقة بشكل عام وللشعب الفلسطيني بشكل خاص، حيث لم يتم فقط وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، فهناك حدث في عام النكبة جرى في الأردن في نهاية عام 1948، حيث عقد مؤتمراً أعد له سليمان الفاروقي، وهو من معارضي الحاج أمين حسيني وألحقت بعد ذلك الضفة الغربية بالمملكة الاردنية الهاشمية.
ولفت الرفاعي إلى أنه في نفس التاريخ كان هنالك مؤتمر وطني في قطاع غزة في نفس اليوم في تاريخ 1/10/1948، حيث أعلن مفتي فلسطين الحاج امين الحسيني وتم إعلان حكومة بعموم فلسطين في نفس التاريخ لرئاسة أحمد حلمي عبد الباقي.
ضيف الحلقة:
- سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين في سوريا وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح
التفاصيل في الفيديو المرفق ...