العالم – كشكول
رغم شفاء سكريبال وابنته من اثار التسمم ومغادرتهما المستشفى، ورغم نفي روسيا لاي دور لها في محاولة الاغتيال الفاشلة، إلا ان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اعلنوا حينها، فرض عقوبات على تسعة مسؤولين روس، بينهم مدير الاستخبارات العسكرية الروسية ونائبه، وتجميد أصولهم وحظرهم من السفر.
هذا الغرب المتباكي دوما على حقوق الانسان وحرية التعبير والرافض للعنف ضد اصحاب الرأي، نراه يتجاهل جريمة اغتيال الفيلسوف والمفكر الروسي الكسندر دوغين في موسكو، والتي ذهبت ضحيتها ابنته داريا، بعد ان استقلت سيارة والدها بالصدفة وانفجرت بها، فحسب، فالمتابع للاعلام والصحافة الغربية، يرى تبريرا حقيرا لهذه الجريمة الارهابية، عبر وصف الفيلسوف دوغين بانه "عقل بوتين"، وانه "مهندس" الحرب في أوكرانيا. حتى ابنة دوغين القتيلة لم تسلم من نفاق الغرب، عندما اتهمها بانها تروج لمعلومات مضلله عن الحرب في اوكرانيا.
من المؤكد ان الغرب يحاول من خلال تغطيته الاعلامية والصحفية لهذه الجريمة ان يبعث رسالة مفادها ان حقوق لانسان لديه هو حقوق الانسان الغربي بالدرجة الاولى، وان حرية التعبير مكفولة للانسان الغربي وفي نطاق ما تحدده الدول العميقة في الغرب، اما جرائم قتل الفلاسفة والمفكرين والعلماء والصحفيين النشطاء، فهي محكومة اذا كان الضحايا غربيين او من عملاء الغرب، وإلا فلا قيمة لحياة ضحايا هذه الجرائم لو كانوا من قوميات وشعوب اخرى، وخاصة تلك التي ترفض الهيمنة والتبعية الغربية وتعتز بكرامتها واستقلالها وسيادتها.
اليوم، اغلب شعوب العالم تنتظر ما الذي سيفعله الغرب، ازاء جريمة اغتيال ابنة رجل ذنبه الوحيد انه مفكر يعمل لرفعة بلده، فهل سيلاحق الغرب الجهات المتورطة بالجريمة، كما فعل في جريمة اغتيال العميل سكريبال، او على الاقل يندد بها، أم ان عملاءه افضل من الفلاسفة؟!.