من له المصلحة بتزييف الفضاء الافتراضي؟

الإثنين ٢٩ مارس ٢٠٢١ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

اكد باقر كركي الباحث في الثقافة والاعلام الجديد، ان هناك من يسيطر على الفضاء الافتراضي ويصنف ويطور برمجياته في سوق عالمي لا يعترف بشيء سوى بالمصلحة.

وقال كركي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "نوافذ": ان التضليل الفضائي يبدأ من النظر الينا كمستخدمين واننا اصبحنا سلعة له، لذلك لا مانع لديهم من تضليل المستخدم في حال انه سيكون متفاعلا ومدمناً في الوقت نفسه، مشيراً الى ان الهدف من ذلك هو الوصول الى مستخدمين اكثر والتأثير عليهم واغراق المجتمعات بسياسة تخدم اقتصادهم.

ولفت كركي، الى تصريح بيل غيتس الذي قال "انه لا توجد موارد كافية على كوكب الارض للجميع، لذلك البقاء سيكون للاقوى والاصلح ولاصحاب السلطة، والغاية تبرر الوسيلة" واضاف كركي، ان السمعة الرقمية تأتي هنا لتوظيف وعي معين في الفضاء الافتراضي.

من جانبها، اكدت نجوى ازهار استاذة في التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية وايضاً مختصة في السمعة الرقمية، ان تعريف السمعة الرقمية هي صورة تعكس نشاطات شخص معين او مؤسسة او جمعية او بلد على الانترنت، ممكن ان تكون مقولات او تعليقات او صور ما يحكى عنه، اي هي تختلف عن الهوية الرقمية.

وقالت ازهار: ان الهوية الرقمية هي هوية اي مؤسسة او شخص، حيث يضع المعلومات بمحض ارادته على مواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة.

واوضحت ازهار، من اجل تجسيد السمعة الرقمية، ناخذ مثلا الهوية الرقمية ونعتبرها كنقطة في الوسط فالسمعة الرقمية تكون هي سحابة حول هذه النقطة تضم جميع مشاركات الاخرين، كمنافسين، اصدقاء، جيران، دول جارة، جمعيات ورواد الانترنت بشكل عام، مشيرة الى ان هذا المفهوم يرتبط بمبدأ المسؤولية الاجتماعية لتفادي الكذب والمعلومات الخاطئة باعتبار ان كل شخص او مؤسسة لديها مسؤولية اجتماعية ومجتمعية تجاه المجتمع القريب والكبير بالتحذير والوعي من التزييف وقلب الحقائق على الفضاء الافتراضي.

واضافت ازهار، ان هذه الامور اشتدت في ظل التباعد الاجتماعي في مقابل تقارب افتراضي والذي اصبح اساس حياة المستخدم.

بدوره، اعتبر عماد الدين الحمروني استاذ في الجغرافيا السياسية في جامعة باريس، ان الفضاء الافتراضي وعالم التواصل الاجتماعي والتطور التقني الكبير هو تطور تدريجي من الكتابة على الورق الى المذياع ومن ثم القنوات الفضائية ثم شبكة الانترنت والعالم الافتراضي.

وقال الحمروني: ان الادوات السمعية والبصرية تتحكم بها قوى المال والسلطة والتي اسماها بـ(القوى الشيطانية) التي تزيف اعمال وصور الناس، وان العالم الافتراضي قد سرع من عملية تزييف هذه الصور.

واوضح الحمروني، ان الشخصية الرقمية تكون غالباً مخالفة للشخصية الواقعية، بمعنى تحسين صورة الشخص في العالم الافتراضي بانه جميل وصادق ومخلص مع الناس، ولكنه في تعامله في العالم الواقعي يكون محتالاً ومنافقاً وخائفا او جباناً، مشيراً الى ان العالم الافتراضي ادى الى التزييف بالمعنى السياسي والثقافي والاخلاقي ما ليس في هذا الشخص.

ولفت الحمروني، الى ان الفضاء الافتراضي يعتبر عالم السرعة تتدفق فيه المعلومات بشكل سريع جداً، ادت الى ظهور حرب ناعمة وهي سلاح قوي جداً قامت به الولايات المتحدة واوروبا ضد اعدائهما مثل روسيا والصين وايران، بشن حربا شرسة من خلال التزييف للواقع الافتراضي كي يتمكنوا من الواقع الحقيقي.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابطين التاليين :

https://www.alalamtv.net/news/5510283

https://www.alalamtv.net/news/5510298