العالم – يقال ان
المعروف ان إدراج حركة انصارالله من قبل ادارة ترامب، كان عبارة عن اجراء انتقامي من الشعب اليمني الذي التف حول قواه الوطنية والثورية وعلى راسها حركة انصارالله، وادار ظهره لدول العدوان ومرترقتها واموالها القذرة، وذلك عبر ايجاد عراقيل امام حركة المنظمات الانسانية في الاراضي الخاضعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، وسيزيد ذلك من معاناة الشعب اليمني ، الذي يواجه اكبر مأساة انسانية في العصر الحديث.
هذه الحقيقة المرة، حقيقة الانتقام من الشعب اليمني عبر ادراج حركة انصارالله على قائمة الارهاب الامريكي، كشفت عنه وكالات الأمم المتحدة قبل ايام، ومنها منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، ومنظمة الطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، عبر بيان اممي مشترك، اعلنت فيه، ان سوء التغذية الحاد يهدد نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن عام 2021، وهذا يشمل ما يقرب من 2.3 مليون طفل. ومن المتوقع أن يعاني 400 ألف من هؤلاء الأطفال من سوء التغذية الحاد الشديد، ويمكن أن يموتوا إذا لم يتلقوا علاجًا عاجلًا، ويمثل هذا الرقم زيادة قدرها 22% عما كان عليه الحال عام 2020.
ادارة بايدن تحاول من خلال رفع حركة انصارالله من قائمة الارهاب الامريكية، ذر الرماد في العيون، من اجل التغطية على دورها المخزي والعار في قتل اطفال اليمن جوعاً، عبر تورطها المباشر في العدوان على اليمن، وبيع الاسلحة الفتاكة للسعودية والامارات، ومنع السفن التي تحمل المساعدات الانسانية لليمن، تحت ذرائع سخيفة، من اجل الضغط على الحاضنة الشعبية للقوى الثورية والوطنية التي افشلت العدوان واذلت المعتديين.
بات واضحا ان قوى العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، لم تحارب "ميليشيا" ، كما تزعم دول العدوان، بل تحارب شعبا يرفض الاستسلام والخنوع والركوع. كما كان واضحا منذ البداية ان السعودية والامارات هما اصغر من ان يشنّا حربا على الشعب اليمني، وان الحرب شُنت باوامر امريكية، لتحقيق اهداف "اسرائيلية" ، ولا يملك "ملوك وامراء ومشايخ" السعودية والامارات!!، الا التنفيذ.
اليوم على ادارة بايدن، اذا ارادت حقا انهاء المأساة في اليمن، ونحن نشك في ذلك، ان تعلن وقف االعدوان وترفع الحصار عن الشعب اليمني، وتدعو اليمنيين الى الجلوس حول طاولة واحدة دون استبعاد طرف مهما كان، وعندها يمكن ان تجد الازمة اليمنية طريقها الى الحل، وإلا فمثل هذه الحلول الترقيعية، التي تهدف الى تجميل صورة امريكا البشعة في اليمن، فلن تزيد االازمة اليمنية الا تعقيدا.