العالم - يقال ان
الهوة بين صنعاء والتحالف السعودي ما فتئت تتسع، فكل طرف لديه استراتيجية المواجهة لكن الرياض ما تزال أكثر قلقاً من إنخراط في حوار مع من تعتبرهم انفصاليين متمردين وأداة عسكرية بيد الإيرانيين على حد زعمها، معتبرةً الجلوس مع أنصار الله حول طاولة واحدة قد يسبق عليهم مشروعية من نوع ما ويقوض خطوة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي اقترف المليارات السعودية لوضع هذه الحركة على قائمة الإرهاب، فضلاً عن ما يقتضيه الحوار السياسي من تقديم تنازلات، فيما يطغى فشل الرياض في صد صواريخ الجيش اليمني واللجان الشعبية على القرار، ما حول المشهد الجديد إلى ما لا تشتهي السفن في الرياض.
عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي وتعليقاُ على القرار الأميركي الجديد، قال إن أي تحرك لا يحقق نتائج على الأرض بإنهاء الحصار وإيقاف العدوان على اليمن، تعتبره صنعاء شكلي ولا يلتفت إليه. فيما أكد رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام أن خيار العدوان والحصار أثبت فشلاً ذريعاً أمام الصمود الأسطوري للشعب اليمني.
وفيما تحفّظت الرياض على قرار بايدن، رحبت أبو ظبي بالقرار وأشارت إلى أنها أنهت تدخلاتها العسكرية في اليمن في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بينما يؤكد مراقبون إن خطوة إنسحاب الإمارات من اليمن كانت مجرد مناورة للهروب من المسؤولية أمام المجتمع الدولي بعدما لعبت دوراً كبيراً في التوجيه الكارثي للعدوان على اليمن، إذ أن استراتيجية الإمارات هي البقاء في المحافظات الجنوبية عبر ميليشيات تم إعدادها، للتعامل معها بالتخفي وعدم الظهور أمام المجتمع الدولي.
يبدو إذن أن هناك إرادة في الدولة الأميركية العميقة لإنهاء العدوان على اليمن، من خلال حل دبلوماسي، يرى تحالف العدوان السعودي فيه مخرجاً له للوصول الى تسوية سياسية تمكن دول التحالف من الحفاظ على مصالحها في اليمن، مستجد ساخن ستكشف عن تطوراته الأيام المقبلة.
* ماجد الشرهاني*