بينما المنطقة غارقة في ازماتها السياسية والامنية والاجتماعية، لا تبدو منطقة شمال شرق سوريا بعيدة عن تلك الازمات، انها ازمة الاحتلال التركي لتلك المنطقة الواسعة من سوريا، ومعها الممارسات ضد المدنيين التي تقوم بها القوات التركية والجماعات المسلحة التي تدور بفلكها.
ما يجري في تلك المنطقة، كان مدار تحذير من المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشيل باشليت من حالة حقوق الإنسان في أجزاء من شمال وشمال غرب وشمال شرق سوريا، الواقعة تحت سيطرة القوات التركية، والجماعات المسلحة التابعة لتركيا، حيث ينتشر العنف والإجرام.
باشليت لفتت إلى أن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لاحظت وجود نمط مقلق في الأشهر الأخيرة من الانتهاكات الجسيمة في هذه المناطق، بما في ذلك في عفرين ورأس العين وتل أبيض، حيث تزايدت عمليات القتل، وقد تم توثيق عمليات الاختطاف والنقل غير القانوني للأشخاص، ومصادرة الأراضي والممتلكات وعمليات الإخلاء القسري.
ومن بين الضحايا، أشخاص يُنظر إليهم على أنهم متحالفون مع أحزاب معارضة، أو ينتقدون تصرفات الجماعات المسلحة التابعة لتركيا.
وفور الاعلان الاممي، رحب مجلس سورية الديمقراطية، بتقرير لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة، داعيا مجلس الامن لاستصدار قرار يرغم تركيا على الانسحاب من شمال سورية..
وقبل اشهر، شهدت المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات التركية، والفصائل المحلية الموالية لها، في شمال شرق سوريا، صراعاً محتدماً بين تلك الفصائل والعناصر المنتمية لها؛ إذ تصاعدت الخلافات بينهم، على إثر رفض سياسة تركيا نقل وتعبئة المرتزقة السوريين في جبهات القتال بليبيا.
كما شهدت مدينة تل ابيض عدة تفجرات راح ضحيتها العشرات على اثر تناحر تلك القوات التي تدعمها تركيا على خلفية امتيازات ومكاسب يريدون تحقيقها على حساب المواطنين هناك.
وتؤكد مصادر من داخل عفرين، ان المدينة لا زالت تشهد عمليات خطف وقتل للمدنيين بشكل مستمر، وتزداد تلك الحالات مع انفلات الوضع الامني، على خلفية الصراع بين الفصائل المحلية الموالية لتركيا.
وفي منطقتي تل أبيض ورأس العين تحديدا، تعددت التفجيرات والاشتباكات التي تحدث، بصورة شبه يومية، بحسب المصادر، بالإضافة إلى سرقة القوات التركية للقمح والمحاصيل الزراعية.