شاهد..هذا ما حصل في الـ24 ساعة الأخيرة في ليبيا

الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

شنت قوات حكومة الوفاق الليبية، صباح السبت، هجوما شاملا على مدينة ترهونة الاستراتيجية (غرب)، التي تُعد نقطة الارتكاز الوحيدة للقوات التابعة لخليفة حفتر في الهجوم على العاصمة، وبها غرفة عمليات رئيسية، ومنها يتم تزويد جبهات القتال جنوبي طرابلس بالإمدادات.

العالم - ليبيا

وتركزت خطة قوات الوفاق، عبر الهجوم من 7 محاور رئيسية، والإطباق على ترهونة (نحو 90 كلم جنوب شرق طرابلس) كالهلال (فكي كماشة)، من الشمال والشرق والغرب والجنوب الغربي، مع ترك منفذ من الجنوب لهروب قوات حفتر والكانيات (مليشيات ترهونة) إلى مدينة بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس).

كما تعتمد خطة الوفاق على تكثيف الهجوم في محوري المشروع وصلاح الدين، جنوبي طرابلس، لدفع قوات حفتر، إلى خيارين أحلاهما مر، إما الانسحاب من طرابلس لإنقاذ ترهونة، أو التمسك بمواقعهم جنوبي العاصمة وترك ترهونة تسقط في يد قوات الوفاق.

وصباح السبت، أعلنت القوات الحكومية إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على ترهونة، التي تعتبر غرفة عمليات حفتر المركزية غربي البلاد، وآخر معاقله الرئيسية بمدن غلاف طرابلس.

وأوضح بيان لقوات الوفاق، نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" على فيسبوك، أن الضربات "جاءات تمهيدا ومساندة للقوات خلال تقدمها نحو ترهونة، وفقا للخطة التي وضعتها غرفة العمليات، في إطار عملية عاصفة السلام، وردا على القصف المتواصل لأحياء طرابلس، وتأديبا لمليشيات المرتزقة".

وفي وقت سابق السبت، أعلنت قوات الحكومة أسر 102 من قوات حفتر، والاستيلاء على معدات عسكرية كبيرة، بينها دبابات، خلال تقدمها نحو مدينة ترهونة.

ووجهت القوات الحكومية عصر السبت، "إنذارا أخيرا" إلى كل من رفع السلاح بجانب مليشيا حفتر في ترهونة، لإلقائه، مع التعهد بمحاكمة عادلة.

وتعتبر ترهونة، مدينة استراتيجية لحفتر، فهي نقطة ارتكاز رئيسية لمليشياته في هجومها على طرابلس، ومنها تنطلق الإمدادات بالأسلحة والذخائر والوقود القادمة من قاعدة الجفرة الجوية، إلى جبهات القتال في العاصمة.

كما أن ترهونة تمثل الخزان البشري الرئيسي لقوات حفتر في المنطقة الغربية، بفضل مليشيا الكانيات، التي تمثل رأس حربة العدوان على طرابلس، بحكم معرفتها الجيدة بأرض المعركة.

ومنيت قوات حفتر، خلال الأيام الأخيرة، بهزائم عسكرية كبيرة على يد قوات الحكومة، أبرزها خسارة مدن الساحل الغربي للبلاد حتى الحدود التونسية.

وردا على الانتهاكات المستمرة، أطلقت الحكومة الليبية في 26 مارس/ آذار الماضي، عملية "عاصفة السلام" العسكرية ضد قوات حفتر.

وبحسب الاناضول المحاور السبعة التي ينطلق منها هجوم قوات "عاصفة السلام"، التي أطلقتها قوات الوفاق تتمثل في:

1- محور الزطارنة (شمال ترهونة)

ويقع هذا المحور شرقي طرابلس، بالقرب من مدينة القره بوللي (50 كلم شرق طرابلس) ويتفرع منه محور صغير يسمى القويعة، وشهد تقدما لقوات الوفاق نحو الحدود الشمالية لترهونة، ويعتبر من المحاور الرئيسية التي تشهد قتالا متواصلا منذ أشهر.

2- محور القره بوللي (شمال ترهونة)

ويسمى أيضا المحور الساحلي، وتتواجد به كتائب من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، ويمثل المحور الرئيسي لهجوم قوات الوفاق على ترهونة، وحقق أهم الانتصارات، السبت، حيث تمكن من طرد عناصر اللواء التاسع التابع لحفتر من جنوب القره البوللي، وسيطر رفقة القوات القادمة من الزطارنة على أهم المناطق شمالي ترهونة، مثل الرواجح والشريدات والحواتم والعبانات والمصابح، وأسر العشرات من مسلحي الكانيات وغنم عدة دبابات وآليات ومدافع وذخائر.

3- محور مسلاتة (شرق ترهونة)

ويسمى أيضا محور وادي تارغلات، وتتواجد فيه كتائب قادمة من مدينتي زليتن والخمس (شرق طرابلس)، وتتقدم هذه القوات باتجاه منطقة الخضراء البوابة الشرقية لمدينة ترهونة.

4- محور غريان (جنوب غرب ترهونة)

وينطلق من مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس) باتجاه منطقة فم ملغة، البوابة الغربية لمدينة ترهونة، وسيطرت قوات الوفاق لحد الآن على بوابة الويف، الواقعة بين ترهونة وبلدة العربان (جنوب شرق غريان).

5- محور طويشة (غرب ترهونة)

من المحاور الرئيسية جنوبي العاصمة، وتقع غرب مطار طرابلس القديم الذي تسيطر عليه قوات حفتر والكانيات، وحققت قوات الوفاق تقدمات جيدة بهذا المحور، وتسعى عبره للتقدم نحو بلدة سوق السبت (جنوب المطار القديم)، لقطع خط الإمدادات بين بلدة السبيعة (45 كلم جنوب طرابلس) وحي قصر بن غشير (25 كلم جنوبي طرابلس) المحاذي للمطار، وإذا سيطرت على السبيعة فالطريق يصبح مفتوحا نحو ترهونة ويمكن أن تلتحم مع قوات الوفاق القادمة من غريان في فم ملغة.

6- محور المشروع (جنوبي طرابلس)

ويعتبر أخطر المحاور على العاصمة طرابلس، حيث يحاذي حي أبوسليم الشعبي، جنوبي العاصمة، وتحاول قوات الوفاق استغلال الهجوم على ترهونة لدفع مليشيات الكانيات للانسحاب من المحور والعودة للدفاع عن مدينتها، وتمكنت قوات الوفاق من تحقيق بعض التقدم في هذا المحور لكنه ليس حاسما لحد الآن.

7- محور صلاح الدين (جنوبي طرابلس)

وهو محور موازي لمحور المشروع جنوبي طرابلس، وحققت فيه قوات الوفاق بعض التقدم، لكنه يعتبر من نقاط الثقل الرئيسية لحفتر جنوبي طرابلس، لذلك تركز قوات الوفاق على دفع المليشيات للتراجع بعيدا عن الأحياء المكتظة بالسكان جنوبي طرابلس.