ما سر اخلاء ثكنة عسكرية اسرائيلية مهمة قرب الحدود مع لبنان؟

الجمعة ٣٠ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٣:٠٦ بتوقيت غرينتش

اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد هشام جابر، ان اطلاق الجيش اللبناني النيران باتجاه الطائرات المسيرات الاسرائيلية والتصدي لها، كان تصرفاً طبيعياً جداً ينسجم مع عقيدته اولاً ومع قرارات مجلس الدفاع الاعلى التي صدرت ومع الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية والبرلمان.

وقال جابر في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان السنوات التي مرت منذ عدوان عام 2006 كانت هناك قواعد اشتباك معينة لم تجرؤ خلاله "اسرائيل" على القيام بعملية عسكرية داخل لبنان او ضد الجيش اللبناني في ظل تلكؤ الجيش الاسرائيلي في الدفاع عن نفسه.

واوضح جابر، ان كيان الاحتلال الاسرائيلي ينتابه حالة خوف شديد من رد حزب الله على اعتداءاته على الضاحية الجنوبية، حيث ابلغ سكان الجليل الاعلى بأخذ الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من الحدود او الدخول الى مناطق غير محمية او غير آمنة، اضافة الى نزوح بعض السكان الى داخل الكيان الاسرائيلي، وتوقف دوريات الجيش الاسرائيلية على الحدود مع لبنان.

واضاف جابر، ان الغريب من تصرف كيان الاحتلال فبدلاً من تكثيف وجوده العسكري في ثكنة عسكرية قرب مارون الرأس، قام باخلاء هذه الثكنة المهمة، فيما سحب ما يقارب 90 بالمئة من القوة العسكرية الاسرائيلية من الحدود مع لبنان ونقلها الى مكان آخر وسط حالة حذر وترقب، مشيراً الى ان هذا يدل على ان الاسرائيليين كحكومة وشعب يأخذون كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على محمل الجد.

من جانبه، اكد مسؤول العلاقة مع الاحزاب الوطنية في التيار الوطني الحر في لبنان المحامي رمزي دسوم، انه لاول يشعر اللبنانيون ان هناك من وحدة وطنية وثقة وشبه اجماع وطني ومؤسساتي خلف الجيش اللبناني والمقاومة والاعتراف بحق الرد على الاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية من بيروت والتي طالت مكاتب لحزب الله.

وقال دسوم: ان هذه الثقة والمسؤولية التي اعطيت للجيش اللبناني فانه بدوره لن يسمح بعد اليوم لأي طائرة صهيونية ان تعربد في سماء لبنان، مشيراً الى ان قواعد الاشتباك مع الاحتلال الاسرائيلي سوف تتغير.

واوضح دسوم، ان العدو الاسرائيلي يعيش حالة ترقب حذر وخوف شديد من رد المقاومة بعد الحماقة التي ارتكبها بشن اعتداء بطائراته المسيرة على الضاحية الجنوبية في بيروت.

بدوره، اكد الخبير بالشأن الاسرائيلي عادل شديد، ان الارتباك والقلق والتوتر الذي يعيشه كيان الاحتلال الاسرائيلي، وتراجع في المرافق الحياتية والاقتصادية داخل الكيان بشكل عام وفي الشمال اللبناني بشكل خاص، جاء نتيجة اجماع اسرائيلي مجتمعي وسياسي وامني وعسكري على جدية كلام السيد حسن نصر الله بالرد على الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية في لبنان.

وقال شديد: ان كل حرف يقوله الامين العام لحزب الله السيد نصر الله يؤخذ على محمل الجد من قبل العدو الاسرائيلي، وبحكم التجربة القديمة عمرها عقدين تؤكد ان ما يقوله السيد نصر الله يفعله، والامر الثاني هو ان الجبهة الداخلية غير قادرة على دفع الاثمان.

واوضح شديد، ان الخشية الاسرائيلية تؤكد ان الاحتلال غير معني الذهاب باتجاه حرب مفتوحة وسط القلق والاستنفار على طول 6 كيلومتراً من حدود فلسطين المحتلة الشمالية حيث يمنع الحركة فيها من مزارعين وغيره، اضافة الى خلو المنطقة من المرافق العسكرية والجيش الاسرائيلي والمنطقة شبه خالية.

واعتبر الخبير بالشأن الاسرائيلي، اطلاق الجيش اللبناني النيران على الطائرات المسيرة الاسرائيلية المعتدية، بأنه حدث كبير ورد استراتيجي، ورسالة واضحة للاحتلال بان الجبهة اللبنانية اليوم موحدة وصعب اختراقها في ظل علاقة الجيش اللبناني الجيدة مع حزب الله.

ووصف شديد، ان الاعتداء الاسرائيلي على اي مؤسسة تابعة لحزب الله بمثابة اعتداء على الدولة والجيش اللبناني الذي لن يتوانى بالدفاع والرد على مصدر الاعتداء.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4406576

https://www.alalamtv.net/news/4406581