العالم - لبنان
عدد الموقوفين لحد الأمس بلغ ٢٧ موقوفاً (٢٦ موقوفاً لدى استخبارات الجيش، وموقوف واحد لدى فرع المعلومات)، إلا أن المصادر الأمنية كشفت أن سبعة منهم سيُخلى سبيلهم خلال الساعات المقبلة، إذ إن بينهم زوجته ووالده وشقيقيه، مشيرة إلى أن التحقيقات تسعى لكشف الجهة المحرّضة أو المشغّلة للإرهابي، لكون «المتورطين» من بين الموقوفين تبيّن أنهم عاونوا مبسوط عبر بيعه الأسلحة والذخائر التي استخدمها، من دون أن يكونوا على دراية بما كان ينوي فعله. وعلمت «الأخبار» أن استخبارات الجيش طلبت الاستماع إلى الموقوف الوحيد لدى فرع المعلومات لعلاقته الوثيقة بمبسوط.
وترافقت التحقيقات مع تداول أكثر من فرضية تنقض كل واحدة منها الأخرى. وبين فرضية الاضطراب النفسي وفرضية وجود أكثر من شخص نفّذ العملية، بقيت فرضية الذئب المنفرد الأكثر متانة حتى اليوم، وإن لم يُستبعد منها الدافع الثأري والواقع الاجتماعي والمالي السيئ لمنفّذ الهجوم. ولا سيما أن التحقيقات كشفت أن مبسوط عمد إلى بيع أثاث منزله لشراء الأسلحة والذخائز، علماً أن والده كان قد اشتراه له لكونه بلا عمل، علماً بأنه أب لطفلين. وكان مبسوط قد تقدّم قبل ثلاثة أشهر لوظيفة «حمّال» في مرفأ طرابلس، لكنه لم يُقبل للعمل في هذه المهنة.
نشر التنظيم في «جريدته الرسمية» خبر العملية، ما يُعَد تبنياً لها
وفي موازاة التحقيقات الجارية، ذكرت مصادر مقرّبة من تنظيم داعش لـ«الأخبار» أن "عبد الرحمن مبسوط" استجاب لطلب زعيم التنظيم الارهابي، بتنفيذ عمليات فردية مؤخراً لاستنزاف "دول الطاغوت"، مؤكدة أنه لم يكن هناك بيعة رسمية بين مبسوط وداعش. وأشارت المصادر إلى أن مبسوط من بين الأفراد الذين لا ينتمون إلى هيكلية داعش بارتباط مباشر، إنما يؤمنون بفكرها، لافتة إلى أن «العملية فردية وتمويلها ذاتي من مبسوط نفسه». وتحدثت المصادر عن تعميم صدر عن قيادة التنظيم الارهابي خاطب كل مبايع أو غير مبايع، بالقيام بعمليات استنزاف عبر ضرب مفاصل الدول في كل مكان.
وإذ نفت المصادر «انتماء مبسوط إلى صفوف التنظيم»، مؤكدة أنه «محب ومؤيد»، فإنها لفتت إلى أن «التنظيم تبنى العملية ونشر الخبر عنها في جريدة «النبأ». صحيفة «النبأ» المعتمدة «رسمياً» من التنظيم، نشرت خبراً بعنوان مقتل 4 من الجيش اللبناني بهجمات في طرابلس. وذُكِر في الخبر أن منفذ الهجوم هو «عبد الرحمن مبسوط»، وأُتبِع اسمه بعبارة «تقبّله الله». ويُعد هذا النشر تبنياً للعملية الإرهابية، بحسب مصادر متابعة للتنظيم.
كذلك جرى تداول بيان على مجموعات الواتساب منسوب إلى «مجموعة العقاب»، يهاجم رجال الدين الذين استنكروا العملية.
الاخبار