العالم - تقارير
فها هو العدو الجالس في البيت الأبيض يهيء المسرح لعملية خداع واسعة تستهدف القضاء على قضية فلسطين.
لكن تأجيل الاعلان عن الصفقة ما بعد شهر رمضان، خشية كوشنر وترامب من أن يلعب جو رمضان المبارك عاملا هاما في استنهاض العرب والمسلمين ضد مخطط تهويد فلسطين والقدس ثالث الحرمين وأولى القبلتين وتحويل الأقصى الى كنيس.
وغني عن القول من ان دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية والامارات والبحرين ومصر وقطر تسعى الى تناسي قضيّة فلسطين الخطوة الثانية بعد التطبيع المخزي علناً متفاخرين باقامة علاقات ودية مع الكيان الغاصب للارض العربية باعتباره البوابة الوحيدة لواشنطن الضامنة لعروشهم.
"حل الدولتين"، تم تقطيعه "إربا إربا"، بعد ان اتخذ ترامب قراره احادي الجانب واعدّ فخاً سميت بصفقة القرن الرامية الى الالتفاف على القوانين والقرارات الدولية ورميها في سلة المهملات، من خلال اولى خطواته بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي بعد نقل سفارته، وبجرة قلم ضم الجولان السوري للاحتلال وشطب حق العودة، ويدور حديث عن ضم الضفة الغربية قريباً للاحتلال.
مهما كانت البنود التي ستنشر بعد رمضان من قبل الصهاينة ترامب – كوشنر – بومبيو، فان الثابت والأكيد هو ان كوشنر وترامب سوف يقترحان مجرى تفاوضيا سيشكل الغاءاً للقرار الاممي 242، والقاضي بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وحقه في العودة وحقه في أرضه وثروات أرضه.
وكوشنر على يقين "حسبما قال"، من أن السعودية ستساعد كثيرا في دفع الدول للموافقة على أفكار ترامب مؤكدا قول ترامب لبعض الديمقراطيين في الكونغرس (لولا السعودية لما نشأت "اسرائيل" ولا عاشت ولا تقدمت)، كما تسعى السعودية لاستعجال ضمان الموافقة العربية – اضافة الى ان السيسي أخذ تعليماته من ترامب.
يجب ألا يخيف هذا التحرك أحدا، بل يجب أن ينهض الهمم لاسقاط المخطط، كوشنر وترامب هما الخائفان من الفشل وكذلك نتنياهو، لذلك أعلن كوشنر أن الاعلان عن الأفكار الاميركية سيتم بعد شهر رمضان وليس قبل ذلك. خاصة بعد ان اصبحت غزة اليوم تمثل الشوكة الحقيقية في حلق صفقة ترامب، وحجر عثرة امام هذه الصفقة باعتبارها مخزون المقاومة الفلسطينية، اضافة الى الحراك الشعبي الفلسطيني ومسيرات العودة التي احيت واعادت تفاصيل وعناوين القضية الفلسطينية من جديد.
ما اكده عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل: إن "حركته تقود مشروعاً كبيراً لمواجهة صفقة ترامب، وقد يتحول لمؤسسة وتجمع وطني يقود كل الحراكات لمواجهة الصفقة"، يظهر من ان الفصائل الفلسطينية بدأت باضرام كرة النار استعداداً لمواجهة صفقة ترامب، والتصدي لتداعياتها الخطيرة.
* اقبال عبدالرسول/ قناة العالم