إعادة ضبط البوصلة الفلسطينية

إعادة ضبط البوصلة الفلسطينية
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٩ - ٠٥:٣٠ بتوقيت غرينتش

العالم- الخبر واعرابه

الخبر:

رحبت المقاومة الفلسطينية اليوم بعملية "أرئيل" في الضفة الغربية واعتبرتها حرکة الجهاد الاسلامي اعادة تنظيم لمسار الفلسطينيين.

التحلیل:

بعد التوتر والاضطرابات التي حدثت خلال الايام الأخيرة في غزة حاول البعض ان يُشربوا الرأي العام فکرة ان الشعب الفلسطيني قد سئم الکفاح ضد اسرائيل واعتراه الاحباط و بالتالي فضّل الاقتصاد والمعاش علی القضية الفلسطينية.

ومقابل هذه النظرة والدعاية المتمرکزة حولها برهنت هذه العملية المعادية للصهاينة في الضفة الغربية ومقتل ثلاثة من الاسرائيليين واصابة عدد آخر منهم، برهنت علی أنه ورغم أن التذمر الشعبي فيما يتعلق بالقضايا المعيشية حق لکن عوامل وجذور قضايا کهذه تکمن في ما وراء حدود غزة وفلسطين وان النزعة المثالية عند الشعب الفلسطيني ما تزال شديدة وقوية کسابق عهدها.

وبعد ما تم اطلاق صاروخين اثنين من غزة باتجاه تل أبيب الجمعة الماضي وبالتالي القصف المدفعي الاسرائيلي لغزة حاول البعض الايحاء بأن تبادل اطلاق النار هذا من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تم عن خطأ کما فضلوا الحديث عن نوع من التقارب فيما بين حماس واسرائيل، في حين أن اطلاق الصواريخ، سواء کان عن خطأ أو عن صواب، کشف عن حقيقة أن صواريخ المقاومة قد تزودت اليوم بقابلية التحدي بالنسبة لاسرائيل أکثر من أي وقت مضی وأنها من شأنها أن تقطع المسافة فيما بين غزة وتل أبيب بسهولة.

بينما حمل استهداف الصواريخ تل ابيب، رسالة مهمة عن افتقارالقبة الحديدية لاسرائيل الی الفاعلية المزعومة. ان عملية ارئيل حملت رسالة أخری للصهاينة وبخاصة نتنياهو مفادها أنه لا يُسمَح لأي رئيس وزراء اسرائيلي باستغلال مقولة مهمة عنوانها "التلاعب بالمقاومة" لضمان فوزه في الانتخابات القادمة.