العالم - بانوراما
في ملف بانوراما الاول.. نستعرض الخلاف بين واشنطن وانقرة حول موضوع سحب القوات الاميركية من شمال سوريا، بعد تصريحات مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون، ورد انقرة بانها لن تطلب اذنا لشن عملية عسكرية ضد القوات الكردية. فيما يستمر التخبط الاميركي حول قرار سحب قوات بلاده، ليحاول وزير خارجية واشنطن مايك بومبيو استدراك الوضع ولملمة التناقض في التصريحات حول هذا القرار.
فمنذ اللحظة الاولى لاعلان سحب القوات الاميركية من شمال سوريا، بدات تناقضات وتخبط المواقف والتصريحات الاميركية حول تنفيذ القرار. الامر لم يتوقف على الادارة الاميركية، فالجدال وصل الى حلفائها في المنطقة وتحديدا تركيا، لاسيما بعد تصريحات مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون من الكيان الاسرائيلي، بان سحب القوات مشروط بضمان حماية القوات الكردية المدعومة من واشنطن، واعتباره ان اي عملية عسكرية تركية دون التنسيق مع الاميركيين ستكون عملا خاطئا.
الاتراك سارعوا الى الرد على بولتون، بدءا من الرئيس رجب طيب اردوغان الذي هاجمه مؤكدا ان العملية العسكرية ضد القوات الكردية ستبدأ قريبا جدا .
وقال اردوغان "لا يمكننا قبول رسالة بولتون لقد ارتكب اخطاء خطيرة، لا يمكن ان نساوم على هذه النقطة. من هم جزء من ممر الارهاب في سوريا سيتلقون الدرس المناسب. لا فرق لدينا بين حزب العمال وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب وبين داعش. سنتحرك ضدهم قريبا جدا" .
بولتون توجه الى انقرة لاستدراك الغضب التركي، زيارة لم تكن ناجحة كما ارادها الاميركي حيث غادر تركيا دون لقاء اردوغان واقتصار اللقاءات على المتحدث باسم الرئاسة ابراهيم كالين، الذي اكد ان بلاده لن تطلب الاذن من احد وانها لم تقدم اي ضمانات حول القوات الكردية .
حيث قال كالين ان"الرئيس اردوغان اجرى اتصالين مع الرئيس ترامب ولم يكن هناك اي ضمانات حول القوات الكردية. الاميركيون قالوا ان اي عملية بدون التنسيق معهم ستكون خطأ وجوابنا واضح.. سننسق مع الجميع لكننا لن نطل بالاذن من احد".
هذا الواقع يرجعه المراقبون الى التخبط الواضح منذ البداية في التعاطي الاميركي مع قضية سحب القوات من سوريا، من تبرير ترامب ذلك بان جماعة داعش الوهابية انتهت، الى ربط الانسحاب بشكل كامل بضمان حماية الاكراد. واقع حاول وزير الخارجية مايك بومبيو لملمته ووضع موقف واشنطن في اطار محدد، ما يعتبره المتابعون تحديا صعبا في ظل عدم وحدة القرار الاميركي والتعقيدات الكثيرة التي تحيط بالملف السوري وتحديدا شمالي البلاد حيث العامل التركي والروسي والكردي حاضرون بقوة.
وفي ملف بانوراما الثاني.. نتابع زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى الهند حيث اكد استعداد ايران لتطوير العلاقات مع شركائها التقليديين بعد تلكؤ اوروبا في وضع الية للتبادل التجاري مع طهران لانقاذ الاتفاق النووي.
من مبدأ تقوية العلاقات مع دول المنطقة الفاعلة ،شارك وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بالمنتدى الاقتصادي الايراني الهندي في نيودلهي ومن على منبر المنتدى اكد ظريف مجددا استعداد ايران لتطوير العلاقات مع الشرق منوها بوقوف نيودلهي الى جانب طهران في الظروف الصعبة.ظريف لفت الى ان بلاده لن تنتظر أوروبا وستتعاون مع شركائها التقليديين كالهند وروسيا والصين.
المواقف الايرانية الاخيرة تأتي بعد تلكؤ وتعثر اوروبا في ايجاد الالية المالية الخاصة بالتجارة مع ايران،والتي اكدت حيالها مصادر مقربة من منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فدريكا موغيرني ان ايجاد تفاصيل تلك الالية مع ايران تتقدم بشكل جيد.
المتحدثة باسم موغيريني مايا كاسيانجينج رفضت الافصاح عن تحديد موعد لتفعيل تلك الالية،لكنها اوضحت من جانب اخر ان الدول الاوربية تلعب دورا محوريا في هذا الخصوص، لافتة الى ان مساعيها تأتي في اطار جهود اوسع من قبل الاتحاد الاوروبي وتهدف للحفاظ على الاتفاق مع ايران.
وكانت موغيرني اوضحت ان الاتحاد الاوروبي بكافة اعضائه يسعى جاهدا للحفاظ على الاتفاق وان العمل ينصب حاليا على السعي لتوفير آليات تهدف لحماية التجار الاوروبيين امام الحظر والتهديدات الاميركية،نحو التبادل التجاري مع ايران،لكن تلك المؤشرات تبدو بطيئة ودون المستوى بنظر المسؤولين الايرانيين.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي اوضح في وقت سابق إن القناة المالية التي ستشكلها الأطراف الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي تهدف لتسهيل التبادلات بين طهران والاتحاد الأوروبي، وتشمل العديد من البضائع، لا الغذاء والدواء وحسب، مؤكدا أن طهران تتجه نحو إجراء تبادلاتها مع الآخرين بالعملة المحلية وتنوي الابتعاد عن الدولار.
وكان من المقرر أن يقوم الاتحاد الأوروبي قبل نهاية 2018بإطلاق الآلية الخاصة بالتحويلات المالية الإيرانية، إلا أنه يبدو أن دولا أوروبية تتخوف من أن تعرض نفسها لعقوبات من جانب الولايات المتحدة ومن هنا يبدو الاتحاد الاوروبي مرة اخرى امام تحدي تحويل وعوده الى حقيقة تجاه ايران.
التفاصيل بالفيديو المرفق..