العالم - مقالات وتحليلات
وقالت مصادر رسمية مواكبة لمشاورات التأليف لـ"الأخبار" إن المرونة التي أبداها حزب القوات اللبنانية والقابلة لأن تتحول إلى خرق ما في جدار الأزمة الحكومية، "ستجعل من العقدة الجنبلاطية وحيدة، وهنا ينتظر أن يتدخل بقوة الصديق المستعان به، أي رئيس مجلس النواب نبيه بري، حتى يتولى بمونته السياسية الكبيرة على وليد جنبلاط حلحلة العقدة الدرزية، لكن حتى الآن لم نصل بعد إلى هذه المرحلة".
وتشير المصادر إلى استمرار تمسك رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بمعادلة رفض حصر التمثيل الدرزي بالحزب التقدمي الاشتراكي وحده، خصوصاً في ضوء نتائج الانتخابات النيابية، وفق القاعدة حيث أثبتت الأرقام المحققة أن المرشحين الدروز من خارج الحزب التقدمي الاشتراكي حازوا أربعين في المئة من أصوات المقترعين الدروز، وبالتالي لا يمكن منع تمثيلهم بوزير درزي، فضلاً عن أهمية العنصر الميثاقي الذي يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الحكومة (احتمال استقالة الوزراء الدروز الثلاثة إذا كانوا جنبلاطيين حصراً).
واشارت المصادر إلى أن القوات اللبنانية تريد حقيبتين خدماتيتين أساسيتين مثل الأشغال والصحة، حتى تتخلى عن الحقيبة السيادية، خصوصاً بعد أن أقفل العهد والتيار الحر أبواب التسوية، سواء حول مقعد نائب رئيس الحكومة أو الحقيبتين السياديتين (الدفاع والخارجية) اللتين يعتبرهما التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية "حقاً غير خاضع للمساومة أو المقايضة".
واكدت المصادر أن حزب الله لن يستدرج تحت أي ظرف من الظروف ومهما اشتدت الحملات وتصاعدت المواقف للقول نعم أو لا لإسناد هذه الحقيبة أو تلك إلى هذه الكتلة النيابية أو تلك، "لذلك، من الأفضل ألّا تجهد بعض القوى السياسية نفسها في هذا المجال، لأن الحزب ليس في وارد الرد على التسريبات أو التحليلات الموحى بها أو الشائعات عن نيات معينة، وهو الأكثر احتراماً للآلية الدستورية في عملية تأليف الحكومة وموقفه أبلغه إلى رئيس الجمهورية في استشارات التكليف وإلى الرئيس المكلف في مشاورات التأليف".
وفي انتظار أن يتحقق شيء ملموس يبرر زيارة الحريري لبعبدا، أشارت المصادر نفسها إلى أن الاتصالات لم تنقطع بين عون والحريري، "وهي دائمة ويومية، لكن هناك حرص على عدم إعلانها، لكونها تندرج في الإطار الطبيعي للتعاون من أجل تبادل الأفكار والمساعدة في عملية تأليف الحكومة، وعندما يكون هناك حاجة للاجتماع المباشر، فإن ذلك سيحصل فوراً".