العالم – فلسطين
وفي هذا الإطار طالب رئيس حزب العمل في الكيان الإسرائيلي آفي غاباي، حكومة بنيامين نتنياهو بالاستقالة والإعلان عن تنظيم الانتخابات، في ظل عجزه في حماية الصهاينة في المناطق القريبة من قطاع غزة جراء البالونات والطائرات الورقية الحارقة.
الاعتراف بالفشل في مواجهة طائرات غزة الورقية
وقال غاباي، في تصريحات صحافية مساء الأربعاء: "إن الحكومة الإسرائيلية فشلت في حماية سكان الجنوب، ولا تعمل بما يكفي من أجل توفير الأمن والأمان هناك، وأنه لا يوجد تجهيزات أمنية تتناسب مع الخطر الذي يتهدد السكان" مضيفا أن "نتنياهو يصر على البقاء في رئاسة الحكومة، لكننا ندعوه إلى إجراء الانتخابات، وترك الإسرائيليين ليختارون من سيمثلهم".
علاوة على ذلك تشهد المناطق المحاذية بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، توترًا أمنيًا غير مسبوق منذ انطلاق مسيرة العودة في الـ30 من مارس/آذار الماضي، وخاصة بعد استخدام المتظاهرين الفلسطينيين للطائرات الورقية والبالونات الحارقة ردا على العدوان المتواصل للاحتلال على المقاومة والمدنيين في غزة.
ويبدو أن الاحتلال وقادته الذين فشلوا في إرغام المقاومة على الانصياع لشروطهم الأمنية والسياسية يحاولون إرغام المقاومة على الاستسلام عبر عمليات محدودة تستهدف المقاومة لخروجهم من عنق الزجاجة.
العودة الى سياسة الاغتيالات
فالتقارير تؤكد أن قيادات عسكرية للاحتلال تعتزم تقديم خيارات إلى المستوى السياسي من بينها خيارات الجيش العودة إلى سياسة الاغتيالات ضد نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وربما أيضا تنفيذ اغتيالات بحق قيادات سياسية في الحركة. ومن بين الخيارات أيضا إمكانية تنفيذ عملية عسكرية محدودة أو واسعة في غزة، التي يحاصرها الاحتلال منذ 12 عاما.
وحسب التقارير إن المسؤولين في الكيان المحتل بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، بدأوا يقتنعون بأن "حماس" تحاول جرهم إلى جولة أخرى من القتال خاصة بعد كسر هيبة الاحتلال بشكل متكرر جراء ردود المقاومة القوية على عدوانه على قطاع غزة.
وتوعد نتنياهو وليبرمان وآيزنكوت في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، بتصعيد الرد على غزة إذا استمر إطلاق القذائف والصواريخ والطائرات الورقية الحارقة.
تأتي تهديدات الاحتلال بعد فشل محاولات السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله لنزع سلاح المقاومة ومنعها من الرد على الكيان المحتل وإسكاتها كنقطة خلافية جوهرية بين السلطة ورئيسها محمود عباس والفصائل الفلسطينية المقاومة كحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها، ما يوحي أن المقاومة ما زالت متمسكة بخيار الرد على جرائم العدوان والمخططات لتضعيفها تذهب أدراج الرياح بفضل الدعم الشعبي والإقليمي للمقاومة.
الاحتلال يتوعد مطلقي الطائرات الورقية الحارقة بالقتل
هذا وحذر المستشار القانوني لرئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" أفيخاي ماندلبليت، من استخدام الطائرات الورقية لأغراض قتالية. وقال ماندلبليت في تصريح للإذاعة "الإسرائيلية": "إذا تم استخدام الطائرات الورقية لأغراض قتالية فإنها تصبح هدفا عسكريا مشروعا.. وهؤلاء (مطلقو الطائرات) تنطبق عليهم قوانين الحرب، لذلك يجب قتلهم".
كما تقول "إسرائيل" إنها تعتزم الاستقطاع من أموال الضرائب، التي تحولها إلى الفلسطينيين، من أجل تعويض المستوطنين المتضررين من هذه الطائرات الحارقة.
88% يرون ان الطائرات الورقية اربكت الاحتلال
رأت الغالبية العظمى المشاركة في استفتاء اسبوعي على الانترنت ان نجاح الطائرات الورقية التي يطلقها الشبان من قطاع غزة تجاه مناطق "غلاف غزة" في استنزاف الاحتلال كانت خطوة مفاجئة وغير متوقعة اربكت الاحتلال. فقد رأى 87.6% في هذا الاستفتاء الذي اجرته وكالة معا للانباء انها كانت خطوة مفاجئة، ويشار ان هذه الطائرات اربكت قوات الاحتلال ودفعتها لتغيير خططها العسكرية حيث لم تنجح آلياتها بمنع هذه الطائرات الورقية ولا بحماية المستوطنين سكان "الغلاف"، حيث طالت الحرائق التي تسببتها هذه الطائرات مساحات زراعية شاسعة.
واتخذ الفلسطينيون خلال مسيرة العودة الكبرى؛ انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي، طرقًا جديدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي باتت أكثر نجاحًا من الحجر، من خلال استخدام الطائرات الورقية المحملة بالزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة.
حوّل الشبان الطائرات الورقية إلى أداة مقاومة تستنفر الاحتلال بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بالسولار في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية.
ونجح الشبان بإحراق آلاف الدونمات المزروعة للمستوطنين في مستوطنات غلاف غزة بواسطة تلك الطائرات؛ ردًّا على مجازر قوات الاحتلال بحق متظاهري مسيرة العودة السلميّين.
وهددت "وحدة الطائرات الورقية الحارقة" بمخيم العودة وسط قطاع غزة بتوسيع دائرة استهداف الحقول الزراعية للمستوطنين، حتى 40 كيلومترا خارج قطاع غزة، متوعدة بإطلاق 5 آلاف طائرة ورقية مشتعلة.