العالم - منوعات
بدأ كابوس الأم السورية أواخر شهر أيلول الماضي، عندما هربت ابنتاها التوأم “14 عاماً” من المنزل في مدينة فوبرتال غرب ألمانيا، حيث تقيم العائلة منذ 3 سنوات، ولجأتا إلى مكتب رعاية الشباب “يوغند أمت” بتهمة قيام والدتهما بضربهما وممارسة الرقابة عليهما.
وكانت الفتاتان قد غادرتا المنزل للمدرسة بعد أيام من الاحتفال بعيد ميلادهما، ولم تعودا إليه، ولم تتجاوبا مع اتصالات والدتهما، لتعرف الأم لاحقاً بأمر الشكوى وتولي مكتب الرعاية الإشراف على قضيتهما.
وتقر الأم بأن الاتهام الوحيد الصحيح الموجه لها هو ممارستها الرقابة على هواتفهما فقط، مشيرة إلى أنه كان يحز في نفسها ويؤلمها قول ابنتيها حينذاك إنه ليس من شأنها تقرير أمر ذهابهما لمكان أو منعهما من ذلك، لأنهما تحت حماية الحكومة.
بالنسبة لهالة فإن ما حصل كان وراءه شاب سوري يكبر ابنتيها بعامين، أثر عليهما وحرضهما على التصرف على هذا النحو موحياً لهما بأن بوسعهما فعل ما يروق لهما واصطحابهما إلى مكتب رعاية الشباب، نافية لعب مشاكل أسرية مفترضة دوراً حاسماً في ذلك.
في بداية القصة، استغرقها الأمر 3 أسابيع قبل أن تلتقي بابنتيها للمرة الأولى بعد هروبهما، ورافق ذلك اللقاء توقيعها على وثيقة تسمح لهما بالبقاء فترة قصيرة بعهدة مكتب الرعاية ريثما يتم التحقق من ادعاءات الفتاتين.
فيسبوك ساعدها!
حينها، شارك الكثير من السوريين على الشبكات الاجتماعية فيديوهات ظهرت فيها الأم السورية تتحدث عن محاولاتها لاستعادة بنتيها التوأم من مأوى تابع لمكتب رعاية الشباب.
ولم يكن السوريون وحدهم من اهتم بهذه الفيديوهات بل أيضاً الموظفون في مكتب رعاية الشباب الذين تفاعلوا مع تلك الفيديوهات وقاموا بترجمتها للألمانية وناقشوا معها النقاط الواردة فيه، تقول هالة “بعد انتشار الفيديوهات تغير تعاطي موظفي مكتب رعاية الشباب معي، ولمست رغبتهم في حل المشكلة جدياً، وذلك بعد أن كان التعامل مع القضية في البداية عادياً”.
لم تشعر السيدة الخمسينية بأي خوف من الظهور على السوشيال ميديا والتحدث عن قضية ابنتيها وخاصة أن زوجها المقيم خارج ألمانيا شجعها على ذلك، الكل أيدها ما عدا ابنتيها، تقول “لم يعترض أحد على ما فعلت إلا ابنتي لم يعجبهما ذلك”.
هروب الفتاتين
وتتحدث الرستناوي عن هروب البنتين من المأوى لعدة مرات، خلافاً للقواعد الناظمة للإقامة فيه في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، وتغيبهما عن الدوام في المدرسة، وسوء في نتائجهما المدرسية خلال تلك الفترة.
102-4