وأضاف: هكذا فشل في وقت قياسي ما طلبته السعودية من أهداف بالضغط على رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» للاستقالة المفاجئة من عاصمتها الرياض.
وتابع: تأزيم الوضع اللبناني الهش تصادم ـ أولا ـ مع تفاهمات دولية وإقليمية، مباشرة وغير مباشرة، على إبعاد ذلك البلد العربي ـ الصغير بحجمه والمؤثر بموقعه ـ عن براكين النار لحين النظر فى ترتيبات الإقليم وتوزيع النفوذ والقوة عند الانتهاء من الحرب على «داعش».
ورأى أنه "لم يكن صحيحا بأي قدر أن التسوية التي جرى بمقتضاها إنهاء أزمة الشعور الرئاسي لبنانية محضة ـ كما شاع على الألسنة”.
وتابع السناوي: “لم يكن هناك من هو مستعد أن يقامر على سلامة البلد بالانجرار إلى التصعيد السياسى على خلفية استقالة «الحريرى» خشية الوقوع مجددا فى شرك الحرب الأهلية، التى استنزفت أعصابه وموارده ومستقبله لسنوات طويلة تتابعت منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين.
وأوضح: تحسب للحيوية اللبنانية، شاملة أطياف الحياة السياسية على اختلافاتها الحادة، أنها استطاعت أن تضبط الأعصاب والتصرفات بما يضمن السلامة العامة.
لم تخرج تظاهرة واحدة، ولا أبدى أحد ميلا لصدام داخلي.
ما هو معتاد من مناكفات سياسية تحول إلى شىء من التوحد المعنوى وراء قضية واحدة عنوانها «عودة الحريرى» بأسرع وقت إلى بلده لشرح أسبابه فى الاستقالة الملتبسة حتى يستطيع رئيس الجمهورية البت فيها.
بتواتر المعلومات عن احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية بدا أن ما طلبته الاستقالة الإجبارية من أهداف فى سبيلها أن ترتد على أصحابها”.
يقامر بمستقبل المملكة
واختتم قائلا: “ذلك انقلاب ناقص يصعب استقراره فإنهاء الشرعية القديمة رغم عيوبها التكوينية دون تأسيس شرعية جديدة مقامرة بالحكم كله ومستقبل الدولة.
بكلام آخر فإنه لا فرصة لولى العهد فى الإمساك بالسلطة إلا بالتحول إلى ملكية دستورية بالنظر إلى اتساع الطبقة الوسطى المتعلمة وإطلالها على العالم وطلبها الشراكة السياسية.
إذا لم تتأسس مثل هذه الشرعية التى تتسق مع العصر واحتياج المجتمع فإن الانقلاب العائلى سوف يستحيل قريبا إلى قبض ريح.”
المصدر: صحيفة الشروق