العالم ـ اليمن
ومن محافظة عدن إلى محافظة تعز وربما لاحقاً مناطق أخرى جنوبية يدور صراع مسلح بين ميليشيات يمنية ولاءات بعضها للسعودية والأخرى للإمارات، في مشهد بات مألوفاً في اليومين الماضيين ويعكس خلافات عميقة لدى الجانبين.
"الإمارات تبحث عن تواجد دائمي لها في الجنوب اليمني وإن تطلب ذلك إقامة دولة انفصالية"
وسقط قتلى وجرحى خلال اشتباكات مستمرة في تعز بين تلك الجماعات المسلحة، وطبعاً يقف كل من السعوديين والإماراتيين موقف الداعم لجماعاته ومصالحه في اليمن، حيث مناطق النفوذ والتوسع والهيمنة تفرض نفسها بقوة في تلك المواجهات.
أما عدن التي اندلع فيها الأحد اقتتال عنيف بين الجانبين في محيط المطار فقد توقفت فيها الاثنين الرحلات الجوية التابعة للخطوط الجوية اليمنية على خلفية التوتر هناك منذ يوم الجمعة الماضية، وقد تدخل طيران تحالف العدوان في مواجهة قائد أمن المطار المدعوم إماراتياً بعد رفضه تعليمات من هادي بتغييره.
"حرب اليمن أسفرت عن منح الجنوب اليمني هدية للإمارات"
القائد المعروف بأبي قحطان تذرع بعدم دفع مرتبات عناصره المتأخرة وذلك منذ عدة أشهر بحسب ما نقل عنه، في حين أرسل النظام السعودي قوات دعم إضافية مدعومة بمروحيات وتحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء المدينة في مؤشر على بداية عهد جديد من الاقتتال وتصفية الحسابات بين أبو ظبي والرياض وأيضا بين هادي وخصومه اليمنيين.
وتتهم أطراف محلية يمنية المستقيل هادي بالوقوف وراء هذه الأحداث لمصلحة سعودية للحد من نفوذ الاحتلال الإماراتي في الجنوب، في حين يرى مراقبون أن التحرك الإماراتي يصب في خدمة الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، في ظل أنباء عن عرض الإمارات خدماتها بتأمين الجنوب والسواحل ومضيق باب المندب مقابل دعم لها مستقل عن دعم الرياض التي يتم إظهارها عاجزة عن حسم الحرب وتأمين المصالح الإسرائيلية والغربية هناك.
"أضحت الإمارات بأعين سعودية حائلاً دون تحقيق أحلامها بالإطلالة على بحر العرب"
وفي المقابل تبدو الإمارات بأعين سعودية حائلاً دون تحقيق أحلامها بالإطلالة على بحر العرب ممثلاً في طموح احتلال حضرموت وميناء المكلا، غير أن الحاصل هو أن حرب اليمن أسفرت عن منح الجنوب هدية للإمارات الساعية وفقاً للمتتبعين إلى تأمين تواجد دائمي لها في الجنوب اليمني وإن تطلب ذلك إقامة دولة انفصالية.
توجه يبدو وفقاً للتطورات الميدانية الأخيرة ضرب من المراهنة على السراب في اليمن، إذ أن المشروعين السعودي والإماراتي يصطدمان برغبة جادة من قوى في الحراك الجنوبي لمقاومة قوات الاحتلال أياً تكن سعودية أو إماراتية أو أميركية.
للمزيد إليكم هذا الفيديو
104-4