"زلزال" مطار الطبقة خلال 48 ساعة

الثلاثاء ٠٧ يونيو ٢٠١٦ - ٠٤:٤٧ بتوقيت غرينتش

سيطر الجيش السوري على عدة نقاط بمنطقة المثلث على إتجاه المحطة الثالثة بريف تدمر، في تطوير لمعركة البادية التي فتح الجيش حساباتها الأسبوع الماضي باتجاه الرقة.

وبحسب موقع "عاجل" فإن مصادر خاصة أكدت سيطرة الجيش السوري على مفرق الرصافة ومخفر شرطة الطرق العامة، الواقعين جنوب غرب مدينة الطبقة بنحو 20 كم، ليقف بذلك الجيش على بعد مسافة لا تزيد عن 18كم عن مطار الطبقة العسكري، ما يرجح بدء معركة استعادة السيطرة على المطار خلال مدة لا تزيد عن 48 ساعة.
وأوضحت مصادر ميدانية، أن تطور سير العمليات باتجاه شمال وشرق تدمر سيكون له منعكساته على مسار عملية "تحرير الطبقة"، إذ ستكسر السيطرة على بلدة السخنة ظهر "داعش"، وتصبح مجموعاته في البادية شبه معزولة، الأمر الذي سيجبرها على التراجع باتجاه الطبقة مع انقطاع طرق الامداد القادمة من عمق البادية السورية، في حين أن عملية نقل الامدادات عبر الطرق الرئيسية الواصلة ما بين دير الزور والرقة، باتت تعتبر عملية انتحار مجاني من قبل ارتال "داعش".
ويشكل المطار العسكري في الطبقة خط الدفاع الاساسي عن المدينة ومن خلفها الرقة، كما ستشكل استعاة السيطرة على المطار "زلزالا" سياسيا قد يجبر القوى الاقليمية الداعمة للميليشيات على تحريك الميليشيات السياسية المتمرسة في عواصم عدة للتصعيد سياسيا واعلاميا باختراع أسباب تؤخر الجولة القادمة من محادثات جنيف، فالمطلوب على المستوى الميداني خلق إنجاز يشكل مرتكزا "لمعارضة الرياض" لطرح رؤاها للحل السياسي في سورية وفقا لمزاج مشغليها.
ولعل عجز الميليشيات المرتبطة بـ"القاعدة" و"جبهة النصرة" عن قلب موازين المعركة والتخفيف من الضغط العسكري السوري على جبهة الرقة، هو السبب في دفع أمريكا لـ"قوات سورية الديمقراطية" نحو مدينة "منبج" بسرعة كبيرة، لا تتناسب فيها انسحابات "داعش" المتتالية وحجم القدرة العسكرية المستخدمة في عمليات "الديمقراطية"، فالتنظيم أخلى مساحات واسعة وبدء بالتحرك نحو الباب ودير حافر بريف حلب الشرقي، ما يرجح تشكيل التنظيم خلال المرحلة القادمة ضغط ميداني على المجنبة الشمالية لوحدات الجيش السوري المتقدمة نحو الرقة، وذلك بهدف الحفاظ على طرق التنقل الواصلة بين شرق حلب وجنوب الرقة، والمحاذية للضفة الجنوبية من "بحيرة الأسد".
فالتفكير الأمريكي منشغل حاليا بكسب أكبر مساحة ممكنة في شمال سورية لوضع "الديمقراطية" فيها، الأمر الذي سيشكل دعما للمعارضات بشرط زج المكون الكردي في هيكلية الوفد الذي سيمثلها، وهذا التوجه سيلقى قبولا من المجتمع الدولي لكون "الديمقراطية" صورت على أنها قوى علمانية تعددية تحارب الإرهاب، ودفع "داعش" نحو فتح جبهات جديدة مع الجيش السوري لعرقلة وصول الجيش إلى الرقة، سيبقي حسابات أمريكا في ملف المناطق النفطية قائمة لجهة تدعيم مواقف ممثليها على طاولة المحادثات، إلا أن منطق الحدث وفقا لما يجري في ريف الرقة الغربي، وعمق البادية يفضي إلى أن الدولة السورية تتجه لحسم ملف المناطق النفطية عسكريا، بما يكسبها دفع سياسي مسقطة من حسابات واشنطن وحلفائها ورقة "الفدرلة"، كما إن عودة النفط لحسابات الدولة السورية سينعش اقتصادها الذي انهكته الحرب، وبالتالي يمكن القول أن معركة المطار المرتقبة ستحدد ملامح الحدث الميداني في مناطق شرق وشمال سورية عموما، لجهة تطوير هجمات الديمقراطية نحو حلب، وتطوير هجمات "داعش" نحو دير الزور أيضا، ليكون لكل منهما جزء من هذه المناطق لحين إيجاد أوراق سياسية وميدانية يمكن الاستناد إليها في بناء وريقة حل أمريكية للأزمة السورية، في حين أن دمشق ستطرح أوراقها القوية على طاولة الحل في جنيف، في حال قبلت المعارضات أن تعقد بعد شهر رمضان، فالغالب أن واشنطن وحلفائها سيدفعون المعارضات باتجاه رفض الجلوس إلى طاولة جنيف حتى اشعار أمريكي أخر.

* محمود عبد اللطيف ــ عاجل