من العاصمة مسقط الى مجلس الامن في هذا الطريق تمر المحادثات الجارية مع الاطراف اليمنية بوساطة عمانية لانهاء العدوان على اليمن والخروج بحلول سياسية.
غير انه ولغاية اللحظة لا اثار عملية لأي نقاشات أو تفاهمات في مسقط فيما يحيط الغموض بحقيقة المبادرات المطروحة على الطاولة لكن التسريبات توضح أن النقاط السبع الذي يحملها المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ستمثل مبادرة أممية جديدة تلقى قبول الجميع عوضا عن قرار مجلس الامن الاخير على أن يسلمها المسؤول الدولي إلى المجلس يوم الأربعاء المقبل.
الغموض الذي يلتف مجريات المباحثات زاد من وتيرة التوقعات حيث افادت وسائل اعلامية نقلا عن مصادر مطلعة إن المباحثات الجارية في مسقط قد تفضي إلى التفاهم حول أهم النقاط والمرتكزات التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق سياسي شامل مضيفة انه من المتوقع أن يغيب عن المشهد السياسي الداخلي عدد من الوجوه السياسية أبرزها الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي.
وجذبت الجهود المبذولة للوصول الى حل سياسي، هذه المرة الجزائر حيث كشف رئيس لجنة السلم والمصالحة في الإتحاد الأفريقي أحمد ميزاب أن الخارجية الجزائرية بصدد الإعداد لوساطة جديدة تسعى إلى تسوية الأزمة اليمنية بمبادرة عمانية.
وظهرت بوادر الوساطة عقب لقاء وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
الى ذلك، كان لبرنامج بانوراما لقاء مع عضو المجلس السياسي لحركة انصار الله ضيف الله الشامي ، الذي قال، ان ما يجري في مسقط لم يأت نتيجة ترتيبات سابقة، وان الدعوة اتت في اطار محاولة تطبيع الاوضاع ومحاولة ايقاف اطلاق النار، وان الحل السياسي لن يقوم به طرف دون اخر وما يجري في مسقط ليست مباحثات سياسية، فالحل السياسي يقرره الاطراف اليمنية فقط.
وفيما اشار الشامي الى ان اليمن سيتعامل مع كل المبادرات بايجابية وبشكل واضح ومكشوف، قال الشامي ان الحلول السياسية يجب ان تكون شاملة ولن يحددها انصار الله او المؤتمر بعيدا عن باقي الاطراف.
وتابع قائلا: ان السعودية تسعى لدفع المحادثات لمحاولة الترويج لانتصار، وان الشعب اليمني لن يتنازل لمواجهة العدوان بكل السبل المتاحة.
اليمنيون.. انتصارات متتالية
ياتي ذلك في وقت يواصل فيه الجيش مسنودا باللجان الشعبية التصدي للعدوان السعودي الذي دخل شهره الخامس.
وفيما تسير عجلة الحل السياسي تعكس المطبات الميدانية اثرها بعد فشل العدوان خلال خمسة اشهر من تحقيق اي هدفا من اهدافه، حيث تواصلت المعارك في محيط زنجبار عاصمة محافظة أبين بين الجيش والللجان الشعبية من جهة وقوات العدوان المسنودة بآلاف من المسلحين الموالين لللقاعدة ومرتزقة الرياض من جهة اخرى.
وفي لحج استولى الجيش واللجان على أكثر من احدى عشر مدرعة إماراتية في منطقة كرش مكبدين القوات المدعومة سعوديا خسائر فادحة خلال المعارك الدائرة.في وقت تتواصل فيه المعارك في عدد من المحافظات مع التكفيريين والمنرتزقة المدعومين بغطاء جوي سعودي مازال يستهدف العديد من المناطق اليمنية .
واقع ميداني واخر سياسي يقسم المشهد اليمني فما يجري على الارض بحسب المراقبين سيعكس صورته لا محال على طاولة المفاوضات والتي تعلق الاطراف جميعها امالا عليها للخروج من الازمة الراهنة.