اوكرانیا.. وتاثیرات الجرح الروسي علی الشرق الاوسط

اوكرانیا.. وتاثیرات الجرح الروسي علی الشرق الاوسط
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

لطالما كانت اوروبا الشرقیة وبالمرتبة الثانیة بلدان الاتحاد السوفیتي السابق هي الخاصرة الرخوة للامن القومي الروسي وفي الصراع بین القیاصرة الروس و"السوفیت " والامبراطوریات الاوروبیة والامبراطوریة الامیركیة مؤخراً...

فسیاسة الامر الواقع التي انتهجها القیاصرة اواخر القرن التاسع عشر والزعماء السوفیت خلال سبعة عقود من عمر الاتحاد السوفیتي في القرن العشرین لم تستطع سلب اوروبا الشرقیة من انتماءها التاریخي، رغم ارتباطها المذهبي مع روسیا...

نفس الامر فیما یتعلق بالشرق الاوسط وانتماءه الاسلامي والعروبي وتباین مصالحه مع المنظومة الغربیة..مع فارق الارادة بین شعوب المنطقتین،ففي اوروبا الشرقیة شعوب تنظرالی مصالحها القومیة (الاقتصادیة والامنیة ) وتجبر القیادات السیاسیة علی الرضوخ لهذه المصالح، وفي الشرق الاوسط شعوب تحركها مصالح الحكام المرتبطة بالغرب حتی وان كانت مصالح الحكام ضد وفي تناقض مع مصلحة الشعوب...

ان الاندفاعة الاوربیة -الامیركیة تجاه اوكرانیا لیس لها ما یبررها سوی الانتقام من روسیا ومحاصرتها، لانها استعادت في الآونة الاخیرة جزءاً من تراث القطبین في العلاقة مع الولایات المتحدة ! او علی الاقل هذا ما تفهمه الادارة الروسیة من الموقف الغربي تجاهها.. ما یعني الاخلال بالصیغة القائمة للتوازن في اوروبا والعالم بالنهایة.ومن هنا یاتي الاستعداد والجهوزیة الروسیة لخوض الحرب في مواجهة الخطر الذي یتوجه صمیم الامن القومي الروسي، باعتبار اوكرانیا واحدة من آخر المواقع التي تنتهي الی العمق الروسي والذي من الصعب ان تتخلی عنه الادارة الروسیة (خاصة في عهد بوتین ) بهذه البساطة...

لكن السؤال الاساس الذي یمكن ان یثار في مواجهة هذا الوضع، هو: كیف سترد روسیا هذا التهدید الغربي وما هي ادواتها في مواجهة الاندفاعة التي یقودها "الناتو " نحو الحدود الروسیة من خلال الوضع في اوكرانیا؟

لعل بعض الرد سمعناه في خبرین الاول : جهوزیة القوات العسكریة الروسیة، والثاني في مطالبة شبه جزیرة القرم بالحكم الذاتي التام..لكن هل هذه كل الخیارات الروسیة ؟ وماذا عن الشرق الاوسط..؟

فمن باب "مصائب قوم عند قوم فوائد " قد یؤدي الوضع علی الجبهة الاوكرانیة الی انفراجه في الموقف الشرق اوسطي لصالح سوریا التي دفعت ثمن صمودها بوجه المشروع الامیركي -الرجعي العربي عشرات الالوف من الضحایا وبدماء شهداءها...

هكذا یقرأ البعض الكمین الذي ادی الی ما یقرب 200مسلح تسللوا من الاردن باتجاه القلمون، فكانت القوات السوریة تنتظرهم في العتیبة بارض ملغمة !!
اي ان المعلومات الاستخباریة كانت متقنة ودقیقة بشكل اعطت الجیش السوري فرصة تلغیم المسیر بالبرامیل والعبوات..ومثل هذا الجهد قد یكون وفق معلومات استخباریة روسیة...
وانه -ایضاً -مثل هذه المعلومات یمكن للروس تقدیمها مما سیسرع من وتیرة حل الازمة، مادام الشریك الدولي لا یلتزم باصول اللعبة غیر المجزئة ان كانت في اوكرانیا او سوریا...

 فالشرق الاوسط والدویلة الصهیونیة اللقیطة وانظمة الحكم الرجعیة فیه هي جزء من الخاصرة الرخوة للقوة الامیركیة - الاوربیة التي یمكن للروسي وغیره الضغط من خلالها لكسب اعتراف في مواقع اخری.

* بقلم :علاء رضائي