ولم يشر اي من المعلقين الى ان الاتفاق هو مؤامرة امريكية - اوروبية ايرانية ضد العرب وخاصة الانظمة الخليجية كما علق كاتبهم محمد الرميحي على الاتفاق واظهر قلق وخوف الانظمة الخليجية من الاتفاق واعتبره مؤامرة تستهدف بالدرجة الاولى دول الخليج الفارسي.
فالرميحي معروف في الاوساط السياسية بانه على علاقة وثيقة بحكام المنطقة فعندما يعلق على الاتفاق ويعتبره مؤامرة ضد هذه الدول انما ينقل مخاوف اصدقائه الحكام من ايران .
فهو على علم بردود فعل حكام المنطقة من الاتفاق ومن الحوار بين ايران والولايات المتحدة وقد رأينا ورأى العالم كيف ان السعودية غضبت واظهرت انزعاجها من الاتفاق وهددت الولايات المتحدة بإعادة النظر في علاقاتها معها اذا لم تتراجع عن الحوار مع ايران .
الرميحي يرى في مقاله الذي كتبه ونشر في مجلة السياسة الدولية المصرية ان التوقيع على الاتفاق كان رغبة من الجانبين وهذا صحيح كما اشار الى ان هناك في الجانبين معارضون للاتفاق وهذا صحيح ايضا ، واشار الى معارضة "اسرائيل" وتخوفها من الاتفاق وتحذيرها للمسؤولين الامريكيين من التوقيع عليه ولكنه لم يشر الى سبب خوف الاسرائيليين من الاتفاق النووي هل هو خوف على مصالحهم أم خوف على مصالح الانظمة الخليجية التي تحاول اقامة علاقات معها للوقوف معها ضد ايران .
ويبرز الكاتب الكويتي تخوف الانظمة الخليجية مما سماه بالتهديد البيئي وينسب الخوف الى المواطنين وهذا غير صحيح ، لان الانظمة هي التي طرحت هذا الموضوع واعلنت بان المنشات النووية الايرانية في بوشهرتشكل خطرا على البيئة محذرة المجتمع الدولي مما سمته بالخطر البيئي فالمواطن الخليجي له همومه ومشاكله وقضاياه ولا وقت له لكي يتحدث عن اوهام طرحتها الانظمة التي لا هم لها سوى طرح قضايا لا صلة لها بالواقع .
الكاتب الكويتي بعد كل المقدمات التي طرحها استنتج بان ايران تتدخل في دول المنطقة وتستغل انصارها لتوسيع نفوذها في المنطقة ويضرب امثلة بعلاقات ايران مع العراق ولبنان وسوريا واليمن ويرى بان ايران تتدخل في شؤون كل هذه الدول عن طريق انصارها.
الكاتب يطرح نظرية المؤامرة بقوة ، ويرى بان ايران لا هم لها في المنطقة سوى تدبير المؤامرات ضد الدول الخليجية والتدخل في شؤونها وتحريض أنصارها في هذه الدول لاثارة المشاكل والقلاقل في الداخل .
الكاتب الذي لا يعرف ايران ولا يعرف شيئا عن مسؤوليها يثير كلاما يدعو للسخرية والضحك ، ويزعم بان الايرانيين لا هم لهم سوى التوسع على حساب الانظمة الخليجية والتدخل في شؤون دولها .
المسؤولون الايرانيون لهم اهتماماتهم وقضاياهم وليس لديهم الوقت للتفكير حاليا في العلاقة مع الدول الخليجية ولم نسمع من الرئيس روحاني منذ اشهر كلمة واحدة عن دول الخليج الفارسي، فكيف بالتامر ضدها ، فاولويات المسؤولين الايرانيين كثيرة لن تكون العلاقة مع الانظمة الخليجية ضمنها ، فكيف يمكن تصور انهم يفكرون بالتامر ضد الانظمة الخليجية او التدخل في شؤون دولها .
فالكاتب الرميحي يدعي بان لايران اطماع في المنطقة وتريد الهيمنة على دول المنطقة ، ويقول بان ايران تستخدم التقية لخداع الخليجيين وهي في حالة هجوم تحت ذريعة مناصرة المستضعفين .
فالكاتب بدل ان يعدد قدرات الانظمة الخليجية في مواجهة اي عدوان اجنبي يعرب عن خوفه وخشيته من ان تقوم القوى البحرية الدولية باعادة النظر في تواجدها في المنطقة ويرى بان ذلك سيعزز من قدرات ايران .
الكاتب الكويتي يردد الاسطوانة المشروخة والكلام المكرر وهو ما يراه تآمر ايران على دول الخليج الفارسي والتدخل في شؤونها الداخلية ، وهذا کلام سخيف، وهو بمقاله المطول يحاول ان يظهر نفسه كالخبير في الشؤون الايرانية وشؤون المنطقة ، بينما الواقع يشير الى انه يجهل ما يجري في ايران وسياسة ايران تجاه دول الجوار ، ولا يتضمن مقاله اي جديد ولكنه بدلا من دعوة اصدقائه من حكام المنطقة الى الرد بايجابية على دعوة الرئيس حسن روحاني بالتعاون بين دول المنطقة يثير الخوف والقلق من قدرات ايران وسياساتها المستقبلية .
*شاكر كسرائي