"هل خسر أوباما السعوديين أيضاً"

الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

يسأل في الواشنطن تايمز، رئيس الجامعة الأميركية في موسكو وأستاذ السياسات العالمية في جامعة موسكو الحكومية، إدوارد لوزانسكي، حيث عرض لمحاولة السعودية عن طريق بندر بن سلطان عبثاً إغراء روسيا بحوافز اقتصادية من أجل التخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد.

في هذا الإطار، يقول الكاتب إنه "لأكثر من نصف قرن، وجّهت المملكة النفطية الصحراوية شؤونها الدولية نحو علاقة خاصة واحدة، وهي صفقتها مع الولايات المتحدة.."
"لتزويد واشنطن وحلفائها بإمدادات نفطية غير مقيدة، مقابل ضمانات لأمنها، ومن دون توجيه النقد لملكيتها غير الديمقراطية وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان".
ويلاحظ الكاتب أن "هذه العلاقة الخاصة تجاوزت عدة أزمات كبرى، لا سيما عام 1973 أثناء حظر النفط السعودي، وبعد 11 أيلول/ سبتمبر لعام 2001، أثناء الهجوم على أميركا، الذي نفذته مجموعة شبّان كان معظمهم من المواطنين السعوديين".
وهو يعتقد أن "هناك أدلة على أن الزواج المريح بين الولايات المتحدة والسعودية قد لا يكون مريحاً كثيراً بعد الآن، على الأقل بالنسبة للرياض".
وبعد إشارته إلى غضب السعودية من التفاهم الإيراني – الروسي وحمايته سوريا من ضربة أميركية محتملة، يعتبر الكاتب أن "الرئيس أوباما قد خيّب السعوديين حتى أكثر مما كان قد خيب الرأي العام الأميركي بدبلوماسيته غير الفعّالة وافتقاره إلى خطة إستراتيجية أو مبادئ يمكن إدراكها".
ويتابع الكاتب أن "أوباما الذي سبق واستسلم لأوركسترا صفارات الإنذار الحريصة على ضرب سوريا، وعد حينها بإطلاق صواريخ كروز من نوع توماهوك على دمشق، ليسعد الأمراء السعوديين".
"غير أن الكونغرس فاجأه بسكب الماء البارد على خططه، موضحاً بأن المزيد من المسؤولين في واشنطن قلقون من تدخل أميركي آخر في منطقة الشرق الأوسط".
"وعلى نحو مفاجئ أكثر، استحوذت على أوباما ووزير خارجيته جون كيري مبادرة دبلوماسية من موسكو،"
"التي وضعت فيها اقتراحاً تنهي بموجبه سوريا ترسانة الأسلحة الكيميائية لديها تحت إشراف دولي".
وبالتالي، يرى الكاتب أن "السعودية تبدو عالقةً في طريق مسدود، وهو ما قد يكون شيئاً جيداً بالنسبة لاحتمالات السلام في سوريا".
ثم ينتهي إلى القول إنه "بسبب الزيادة الأخيرة في إنتاج النفط الأميركي المحلي، بفضل التكنولوجيا الجديدة،"
"تبدو أميركا أكثر فأكثر أقلّ اعتماداً على واردات الخام من الشرق الأوسط، وربما بالتالي أقل ميلاً للتدخل في هذه المنطقة".
"وفي الواقع، فإن القوة الدافعة في دبلوماسية الشرق الأوسط تأتي الآن من روسيا،"
"ونظراً إلى السجل الحافل للولايات المتحدة وحلفائها السعوديين خلال العقود الأخيرة، ربما حان الوقت لإعطاء الدبلوماسية الروسية فرصتها".