صحيفة آفرينش: الإرهاب والأمن في جنوب شرق البلاد
تناولت افتتاحية صحيفة "آفرينش" موضوع الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوى الامن الحدودية ومجموعة من الاشرار في شرق البلاد بقلم "علي رمضاني". بداية يذكر الكاتب ان الاشتباكات المسلحة الاخيرة بين قوى الامن الحدودية ومجموعة من الاشرار على الشريط الحدودي لمدينة "سراوان" جنوب شرق محافظة "سيستان وبلوجستان" اسفر عن سقوط 14 شهيدا.
واشارت الافتتاحية الى ان هذه الحادثة الارهابية الاخيرة، توضح اهمية قضية الارهاب في جنوب شرق البلاد، واذا القينا نظرة فاحصة ودقيقة على هذه الحادثة، فاننا سوف نلاحظ وجود بعض النقاط المهمة في هذا الصدد.
الاولى، على الرغم من ان البعض يرى ان اعدام "ريغي" زعيم جماعة "جند الله" الارهابية قبل فترة، قد سلب قوة وقدرة هذه الجماعة، الا ان تنفيذ العملية الارهابية الاخيرة في جنوب شرق البلاد، اظهر انه مادام الدعم الاجنبي والامني والايديولوجي والطائفي، لهذه المجموعة مستمر، فانها ستواصل عملياتها الارهابية، وان توفير الارضية المناسبة لاستمرار العمليات الارهابية في محافظة "سيستان وبلوجستان" تنذر باحتمال توسيعها الى المحافظات الاخرى.
ثانيا- نظرا الى ان المجاميع الارهابية تستغل العنصر القومي والطائفي في تبرير عملياتها الارهابية في منطقة جنوب شرق البلاد، فلا يمكن اتهام البلوش الذين يشكلون الاكثرية السنية في هذه المنطقة بتنفيذ مثل هذه العمليات الارهابية.
ثالثا- تجدر الاشارة الى ان المجاميع الارهابية تشترك في الكثير من السلوك والمفاهيم (مثل تكفير الشيعة) وهذا يؤكد بانها تمثل امتدادا لانشطة الجماعات الوهابية التكفيرية.
رابعا- بغض النظر عن قضية مراقبة الحدود وضرورة دعوة دول الجوار (باكستان وافغانستان) للتعاون المشترك في مجال محاربة الارهاب، ينبغي الاهتمام اكثر بالمواطنين البلوش في البلاد وتذليل مشاكلهم المتعددة.
واخيرا ذكرت الصحيفة، في هذا الصدد، ان الفقر الاقتصادي يؤدي بطبيعة الحال الى الفقر الثقافي ولهذا يجب تنمية مناطق جنوب شرق البلاد وتحسين الاوضاع الاقتصادية والثقافية في هذه المناطق، بالاضافة الى تعزيز البنية التعليمة الرسمية في هذه المناطق وتقليل دور المدارس الدينية المتطرفة والمتعصبة في محافظة سيستان وبلوجستان، وفي الحقيقية فان هذه المبادرات يمكن ان تساعد على تهيئة الارضية المناسبة لمنع تنفيذ الاعمال العدائية وتوفر الامن في جنوب شرق البلاد.