ورأى عبيد أنه"على الرغم من أن هذا القرار نابع من إحباط سعودي حيال فشل مجلس الأمن في إنهاء الحرب في سوريا والعمل على مسألة الدولة الفلسطينية، فإن هناك ما هو أكثر من الرفض".
واعتبر الكاتب أن"ابتعاد السعودية عن وظيفة موقتة في محفل دولي، هو دلالة على أمور قادمة مع انتهاج الرياض سياسة خارجية جديدة وحازمة".
ومع أن ما أعلنته السعودية من إرادة بإنهاء الحرب في سوريا يتناقض مع دعمها المتواصل مالاً وتسليحاً للمجموعات المقاتلة ضد النظام، يرى عبيد أن"هذا القرار أتى بعد عدة أسابيع من المناقشات المكثفة بين كبار المسؤولين في جدة، العاصمة الصيفية،"
"حول ما إذا كان السعوديون يمكن أن يحققوا المزيد من خلال تولي منصب إسمي نسبياً في إطار دولي، أو من خلال توسيع عملهم من جانب واحد وتنفيذ توجهاتهم".
ويضيف الكاتب أنه"على مدى العامين الماضيين، أنفقت الحكومة السعودية قدراً كبيراً من الطاقة والموارد لإعداد دبلوماسييها وبعثتها لدى الأمم المتحدة، من أجل الانضمام إلى مجلس الأمن".
"لكن الأحداث في سوريا خلال الصيف، والطريقة التي جرى فيها النقاش حول الحرب في مجلس الأمن، غيّرت الحسابات في مؤسسة السياسة الخارجية السعودية".
ولفت إلى أن "محور المناقشات الداخلية كان السؤال عما إذا كان، في مثل هذه البيئة الإقليمية المشحونة،"
"يمكن للرياض أن تتحمل سياسياً مسؤولية أن تكون عضواً عاجزاً في المجلس.. عندما تواجه ضرورة ملحة لإنهاء المآسي في سوريا".
ويزعم الكاتب أنه "باختصار، وجد السعوديون أنفسهم في وضع سياسة خارجية مختلف كثيراً عما كان عليه قبل عام واحد، بعد أن تُركوا وحدهم للمحافظة على الاستقرار في المنطقة".
"ونظراً للضغوط من هذا المأزق، فإن الركيزة الأساسية لعقيدة السياسة الخارجية السعودية الجديدة تتمحور حول تغيير المسار من دولة يحميها الآخرون إلى اُخرى تحمي نفسها وحلفاءها".
وفيما يُعد هذا الكلام اعترافاً صريحاً بتبعية النظام السعودي للغرب منذ عقود، يضيف الكاتب"أن السعوديين يعرفون أنهم يحتاجون إلى إعادة هيكلة مؤسساتهم المعنية بالسياسة الخارجية والأمن القومي،"
"كي يتصرفوا دولياً على نحو يتماشى مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والدينية الخاصة بهذا البلد".
ومع أن واشنطن تملك الكثير من أدوات الضغط على حكام الرياض من أجل تطويعهم، ينتهي الكاتب إلى القول"إن السعوديين عازمون على تحقيق مصالح الأمن القومي الخاصة بهم على نحو أكثر حزماً، حتى لو أدى ذلك إلى انقطاع استراتيجي مع الولايات المتحدة".