فورين بوليسي: احتدام الصراع على السلطة بالسعودية

فورين بوليسي: احتدام الصراع على السلطة بالسعودية
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣ - ٠٦:١٠ بتوقيت غرينتش

أكدت دراسة اميركية الأزمة التي يعيشها النظام السعودي في ظل احتدام الصراع بين أجنحة الحكم مع تقدم الملك عبد الله بن عبد العزيز في العمر وتراجع صحته.

وأشارت الدراسة التي نشرها موقع "فورين بوليسي" تحت عنوان (الصراع على السلطة في المملكة العربية السعودية) الى أن التغييرات التي أجراها الملك مؤخرا شملت تعيين أمراء أصغر سنا لوزارات أساسية، ما يعني تأجيل نقل السلطة الى الجيل الأصغر، وهو أمر لا يروق لواشنطن.

وذكرت الدراسة أن الصراع على السلطة بين الأمراء الصغار يزعزع استقرار المملكة، خاصة مع القلق الذي تبديه القيادة السعودية حول تراجع الدور الأميركي في المنطقة.

واضافت الدراسة: برغم تقدم الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في العمر (90 عاما) وتراجع صحته، فإنه بدا مشغولا مؤخرا بتحضير العائلة الحاكمة لفترة ما بعد رحيله عن المشهد السياسي، وذلك عبر إجراء عدد من التعيينات والتغييرات. وذلك ماكان وراء قطع عبد الله إجازته عائدا إلى الرياض على خلاف ماتم اعلانه حول متابعة تداعيات الأزمة في سوريا.
وتركزت جهود الملك عبد الله على إعادة رسم القيادة ضمن العائلة المالكة. فأقر قبل توجهه إلى المغرب في 27 أيار الماضي تحويل الحرس الوطني إلى وزارة مستقلة وتعيين ابنه الأمير متعب (61 عاما) وزيرا عليها. وأدى هذا التعديل إلى إعطاء متعب نفوذا سياسيا أكبر، ما يسمح له بالمنافسة مع الأمراء الأصغر سنا لآل سعود.
وتقول الدراسة أن الاعتقاد الأبرز أن الملك يحضر لتسليم العرش إلى واحد من أخوته غير الأشقاء، مؤجلا بذلك نقل السلطة إلى الجيل الأصغر قدر المستطاع، وإذا كان ذلك صحيحا، فإنه لن يلق إعجاب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي تـضغط نحـو نـقل السلطة إلى وزير الداخلية الجديد محمد بن نايف (53 عاما) الذي أخرجت له الإدارة الأميركية السجاد الأحمر في شهر كانون الثاني الماضي حين قام بزيارة لأربعة أيام إلى الولايات المتحدة وا عقد اجتماعات منفصلة مع الرئيس أوباما، ومع وزيرة الخارجية (السابقة) هيلاري كلينتون، ومع مستشار الأمن القومي (السابق) توم دونيلون، إضافة إلى غيرهم من المسؤولين الأميركيين.
من جانبهم، يعتقد مراقبون سعوديون (حسبما أفادت الدراسة) أن القرار قد يقع على من يعيش أطول، أو على ولي العهد الحالي الأمير سلمان. وإذا صمد سلمان وأصبح ملكا بعد عبد الله، فإن الاعتقاد السائد بأنه سيرشح أخاه الأمير أحمد لأنهما ينتـميان إلى ما يسمى بـ(السديريين السبعة)
وإحدى الفرضيات المطروحة أيضا أن يعيش الملك عبد الله، بشكل أعجوبي، أكثر من ولي عهده، ما سيقدم الأمير مقرن إلى الواجهة، ويقول سعوديون إن مقرن ينافس بوضوح من خلال ظهوره العلني المستمر، والذي يرغب من ورائه الإبقاء على نفسه في دائرة الضوء. كما يحافظ أمير آخر هو متعب على نفسه في الصفوف الأمامية، إلا أن غالبية المراقبين السعوديين يشككون في إمكانية أن يختاره الملك كولي للعهد.
وتذكر الدراسة أنه في حركة مفاجأة أخرى ضمن التعيينات التي قام بها الملك أنه أقال في شهر نيسان الماضي الأمير خالد بن سلطان من منصبه كنائب لوزير الدفاع.
وبالتالي، فإن ذلك يترك للقسم القوي من عائلة (ولي العهد المتوفى) سلطان بن عبد العزيز منصبا واحدا كبيرا هو الإدارة العامة للاستخبارات. منذ شهر تموز الماضي، تسلم هذا المنصب الأمير بندر بن سلطان، وهو سفير البلاد سابقا إلى واشنطن، والذي شغل منصب مستشار الملك للأمن القومي.
وتختم الدراسة "في حين بدا أنه تم تعديل هذه العملية بشكل دراماتيكي بعد إنشاء الملك عبد الله (هيئة البيعة) العام 2007، ففي المقابل، لم تقم هذه الهيئة بعملها كما يجب، إذ قام الملك، حتى اليوم، بتعيين وليي عهد من اختياره، هما الأمير المتوفى نايف بن عبد العزيز وولي العهد الحالي الأمير سلمان".