"إلى جانب مزاعم قليلة بأن "نفس الأشخاص" الذين أيدوا الحرب في العراق، يضغطون الآن من أجل تدخل الولايات المتحدة في سوريا".
ويتابع الكاتب قائلاً:"أنا واحد من هؤلاء الناس.. فهل تعلمتُ شيئاً من العقد الماضي؟ وهل أرغب في تكرار "الفشل الذريع" في العراق؟".
"فقد كان العراق، من دون شك، مكلفاً ومؤلماً بالنسبة للولايات المتحدة، سواء بالدولارات أو المجاملة السياسية، وفوق كل ذلك، في عدد الأرواح التي سقطت من العراقيين والأميركيين".
"والآن، في غياب التدخل الأميركي، يبدو كأن سوريا ستُنتج كارثة إنسانية أسوأ بكثير، وهزيمة استراتيجية أكثر خطورة بالنسبة للولايات المتحدة".
ويعتقد الكاتب أن"العراق وسوريا متشابهان في جوانب عديدة. فكلاهما ليس على طبيعته، حيث تم رسم حدودهما من قبل الدبلوماسيين البريطانيين والفرنسيين سنة 1916".
"وكلاهما يحتوي على مزيج من الجماعات العرقية والطوائف".
ثم يلاحظ الكاتب أن"الفارق يكمن في أن الجيش الأميركي حرّك التحوّل في العراق، وتخلص بسرعة من النظام القديم، وخفف صدمة الصراع الطائفي الناتج من هذا التحول".
"أما في سوريا، فقد انكفأت الولايات المتحدة، وقدمت (ما يسميه الكاتب) مساعدة إنسانية، وشجعت المجموعات المعارضة (المشرذمة) على توحيد جهودها، وبخلاف ذلك رفضت واشنطن التدخل".
"والنتيجة هي أن أيّا من الجنود الأميركيين لم يُقتل ولم يُجرح في سوريا، والتكاليف هي بمئات ملايين الدولارات وليست بمليارات الدولارات".
"لكن حتى الآن، كان الثمن الإنساني أكبر بكثير بالنسبة إلى سوريا".
كما يلاحظ الكاتب أنه"في العراق، واجهت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة، وألحقت به هزيمة ساحقة في نهاية المطاف".
"أما في سوريا، فإن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة تكتسب القوة بثبات، وتحفّز، عبر الحدود، عملية إحياء هذا التنظيم في العراق".
"في حين أن مقاربة إدارة أوباما القاضية بعدم التدخل لا تقدم وسائل للحيلولة دون تقويض مخاطر سيطرة تنظيم القاعدة لاحقاً على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية".
"كما أن المذبحة التي لم يتم التحقق منها في سوريا، تمتد إلى لبنان والعراق، وباتت تهدد حلفاء الولايات المتحدة، أي الكيان الصهيوني وتركيا والأردن".