فرغم موجات العنف والتدخل الخارجي والتسلل الداخلي الذي اتاح للارهابيين الاستفادة من قوة الدولة واسلحتها والياتها ومستمسكاتها , اضافة للدول الداعمة للارهاب في المنطقة والعالم ورغم البقايا الشرسة والاجرامية للنظام المقبور الا ان تقدم المملف الامني لم يعد موضع نقاش بعد انسحاب فلول الارهابيين وانكفائهم وحصر نشاطاتهم في الموصل والانبار وهم اضعف على كل حال حتى في هاتين المحافظتين عن السنوات السابقة بكثير.
كما شهدت محافظة ديالى تحسنا امنيا نوعيا واعتقال العديد من المجرمين المطلوبين قضائيا وهو ما يعطي مؤشرا صحيا لعمل القيادات الامنية رغم عدم اكتمال تنفيذ بعض المذكرات القضائية الخاصة ببعض المسؤولين المحليين.
على صعيد الملف السياسي الداخلي يمكن اعتبار فشل جهود سحب الثقة من الحكومة مؤشرا واضحا على ان الكثير من القوى السياسية المدعومة خارجيا وبالتحديد من السعودية وقطر وتركيا فشلت في لي ذراع المالكي الذي خرج منتصرا من زوبعة اعلامية جذرت رصيده وهزت قواعد خصومه.
وليس اوضح من غياب قادة اربيل الخمسة عن اجتماع النجف الاشرف الذي لم يحضره غير المضيف اضافة لرئيس البرلمان اسامة النجيفي الذي يتردد السياسيون كثيرا في حسم خياره المتأرجح بين الوطني والطائفي.
الملف الثالث هو ملف العلاقات الخارجية والدور العراقي اقليميا ودوليا وهو بلا ادنى شك يتصاعد باتجاه اخذ العراق رصيده المسلوب من الحراك العربي والاقليمي والدولي بسبب جرائم صدام التي اخرت العراق قرونا ومؤامرات اشقائه التي ارهقته كثيرا ولكن المتتبع يرى بوضوح تام ان العراق الناهض من كبوته عائد بعناصر قوة جديدة لا يمتلكها الا القليل من البلدان في المنطقة واهمها القوة الدستورية والشرعية الانتخابية المشاركة السياسية الواسعة المعبرة عن الواقع العراقي في حكومته وطيفه السياسي الاول اضافة الى القدرة الاقتصادية ومشاريع الاعمار المغرية لجميع الدول والشركات العالمية وهو مالم يكن يعرفه العراق منذ تاسيسه كدولة في عشرينات القرن الماضي .
ومن المناسب جدا هنا الاشارة الى القمة العربية التي عقدت في بغداد مؤخرا والقمة الدولية لدول خمسة زائد واحد مع الجمهورية الاسلامية في ايران التي سيكون العراق حضنها الدافئ بعد ايام قليلة وما تمثلاه من انطلاقة جديدة لدور مهم ومؤثر قائم على رؤية وطنية عراقية خالصة تعرف ماذا تريد وكيف تتعامل مع الملفات الدولية بحكمة ودقة في تشخيص المصلحة الوطنية العليا.
ان موقف العراق الداعم لبرنامج ايران النووي السلمي والرافض للضغوط الغربية الظالمة على ايران هو الوحيد القادر على تجسير الارضية المناسبة لانجاح المفاوضات , كما انه الاقدر على فتح نوافذ الحوار على مصلحة المنطقة في تخليصها من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل.
العراق المعافى امنيا والقوي سياسيا وبحكومة مستقرة قادر فعلا على لعب دور دولي مؤثر و في ملفات حساسة دوليا كالتسلح النووي وغيره على عكس بعض الدول التي تحولت الى ابواق تردد ما يقوله ويريده الاخرون حتى على حساب شعوب المنطقة واستقرارها.!
بقلم: كامل الكناني