تطورات مثيرة في الجنوب.. الامريكيون سينسحبون من التنف والمعابر تعود للدولة السورية

تطورات مثيرة في الجنوب.. الامريكيون سينسحبون من التنف والمعابر تعود للدولة السورية
الأربعاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

لن يكون الانسحاب الأمريكي من قاعدة التنف الحدودية العراقية السورية اذا ما تم، مفاجئاً، قياساً للتطورات الميدانية والسياسية في الحرب السورية، فالانباء التي تواردت في الايام الماضية عن نضوج تسوية بين الجانبين الروسي والأمريكي.

العالم - سوريا
وتشير تلك «الأنباء» إلى ان الروس تمكنوا من فرض اجندتهم الميدانية الداعمة لاستعادة الجيش السوري كل الاراضي الخارجة عن سيطرة دمشق عدا تلك الخاضعة للأكراد شمالاً، مقابل تراجع امريكي متواصل عن دعم كل قوى المعارضة المسلحة في مواجهة القوات السورية وتحويل وجهتها نحو تنظيم «داعش» دون حصولها بالمقابل على اي مناطق خارج سيطرة الدولة السورية، كما الحال مع الفصائل الكردية ، التي ما زالت تحظى بدعم امريكي في شمال سوريا، اما فيما يتعلق بالشريط القروي الضيق في منطقة درع الفرات التركية، فالترجيحات تتجه لان تؤول السيطرة عليها بالنهاية للجيش السوري بتسوية روسية ايضاً مع الاتراك تقضي بانسحابهم وان بعد الهجوم على ادلب المرجح العام المقبل.

مواقع اخبارية روسية وسورية واخرى مقربة من الأردن، تتحدث منذ ايام عن ان التفاهمات الأمريكية ـ الروسية اكتملت، وستسفر عن تسليم الجيش السوري كامل الشريط الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، وفي مرحلة ثانية تقضي بانسحاب امريكي بريطاني من قاعدتي «التنف» و»الزكف» وعودتهما إلى قاعدة الازرق داخل الأردن، ويبدو ان المرحلة الثانية المتعلقة بالانسحاب الأمريكي ستكون مع اتمام انسحاب قوات المعارضة المدعومة من البنتاغون وهي فصائل احمد العبدو وجيش اسود الشرقية، خصوصاً وان فصيلاً اخر وهو جيش احرار العشائر قد اتم انسحابه إلى داخل الأردن قبل أسابيع، وسلمت المخافر الحدودية التي كانت تحت سيطرته في السويداء للجيش السوري، في وقت قالت فيه مصادر اردنية لجريدة الغد في عمان ان الحكومة الأردنية تريد اكمال وقف اطلاق النار بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، تمهيداً لجعلها «منطقة خفض للتوتر»، وهو المصطلح الذي بات يعني عملياً المناطق المهيأة لتسوية مع دمشق تضمن عودتها لسيطرة الجيش السوري.

ويقول مصدر مطلع على مجرى المفاوضات، ان معبر الصنمين على الحدود الأردنية السورية هو الهدف التالي لاعادته لهيمنة النظام ضمن الاتفاق الأردني الروسي، ويؤكد المصدر، ان خروج الأمريكيين من التنف هي مرحلة ثانية، ولن تتم قبل انتهاء المرحلة الأولى التي تقضي بانسحاب الفصائل المرتبطة بهم من مئات النقاط العسكرية الصغيرة على الحدود السورية، وتوجه قسم منها للاردن، اما الذين سيبقون في سوريا فلن يسمح لهم بقتال الجيش السوري، بل سيتوجهون لبلدة الشدادي شمال شرقي دير الزور للمشاركة مع الأكراد في معركة شمال شرق دير الزور التي اطلقتها قوات سوريا الديمقراطية، ولكن المصدر الرفيع والمطلع، قال بان بعض المجموعات من المقاتلين في فصائل المعارضة، لا تبدي حماسة كبيرة في المشاركة مع الأكراد في الهجوم على دير الزور، خصوصاً وان معظمهم ينتمي لقرى ريف دير الزور ذات الاغلبية العربية.

وكان عدد من شيوخ ووجهاء دير الزور قد وقعوا عريضة، طالبت بدعم امريكي لفصيلي الشرقية والعبدو للدخول لمدينة دير الزور دون انضمام الأكراد للعملية، وهو ما اعتبر حينها مشروعاً صعب التطبيق، خصوصاً ان الأمريكيين باتوا اقل اعتماداً على فصائل المعارضة في سوريا، وقاموا بتخفيف دعمهم المالي والعسكري لها، وبالمقابل ، أقروا سياسة استراتيجية تقضي بدعم القوى المسلحة الكردية وتطعيمها بمجموعات عشائرية عربية خاضعة للقيادة الكردية شمال سوريا.

وفي حال اتم الأمريكيون الانسحاب من التنف، القاعدة الاستراتيجية على المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا، فان هذا يعني مزيداً من التراجع الأمريكي امام النفوذ الايراني المدعوم روسياً في سوريا بعد العراق، اذ مثلت الحدود السورية العراقية على مدى الاشهر الماضية محور تنازع بين الأمريكيين وقوات الجيش السوري، لاهميتها في وصل مراكز الثقل السياسي والعسكري بين حلفاء طهران في العراق وسوريا، وبعد تهديدات امريكية للقوات التي تقدمت نحو نقطة التنف وصلت لحد قصف تلك القوات مرتين، وقبل الأمريكيون مبدئياً بالتفاف تلك القوات وتجاوزها مثلث التنف نحو الحدود العراقية، لينحصر مقاتلو المعارضة في جيب امريكي منعزل داخل الاراضي السورية، ويبدو ان فقدان القيمة الاستراتيجية لهذا الجيب الأمريكي في الحرب شرقي سوريا، وضعف حلفاء الولايات المتحدة على الأرض من فصائل المعارضة في البادية السورية مقابل اصرار واندفاع الجيش السوري وحلفاءه نحو الحدود ، وضع الأمريكيين امام خيارين احلاهما مر، إما مواجهة الايرانيين والروس في ملعبهما السوري، او الانسحاب.

المصدر : شام تايمز

109-4