دعوة الملك الأردني لتنحي الرئيس الاسد انقلاب للصورة

دعوة الملك الأردني لتنحي الرئيس الاسد انقلاب للصورة
الجمعة ٢٥ نوفمبر ٢٠١١ - ٠١:١٢ بتوقيت غرينتش

ملك الأردن عبد الله الثاني دعا الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن السلطة . في موقف لافت وهو الذي يعاني في بلاده من حملات احتجاج شعبية عارمة تطالب بالإصلاح وحرية التعبير يقابلها بقمع يطال حتى المؤسسات الإعلامية .

دعا العاهل الأردني إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وذلك  في مقابلة خاصة مع شبكة  bbc البريطانية . وقد وضعت الدعوة في سياق المؤامرة الخارجية التي تتعرض لها سورية هذه الأيام .

  أعتقد أني لو كنت مكانه لتنحيت عن الحكم، لو كنت في مكانه لتنحيت مع التأكد أن من سيخلفني لديه القدرة على تغيير الوضع الحالي الذي نراه، لا أعتقد أن النظام يسمح بشيء من هذا، لو كان بشار معنياً بمصلحة بلده لكان تنحى، وكذلك لوفرة القدرة على بدء مرحلة جديدة في الحياة السياسية السورية.

كأن المشهد ينقصه المزيد من المهرّجين، حتى يخرج ملك الأردن المفدّى بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحّي. بائع الأملاك العامة في الأردن، وحفيد السلالة التي تتقاضى حتى الآن رواتب شهرية من الاستخبارات الأميركية ويشرف على تربيتها وتعليمها أفضل المدرسين في الاستخبارات البريطانية، وجد أن الأزمة السورية تستوجب رحيل الأسد. ترى هل يقف هذا الرجل يوماً أمام المرآة؟

 إن صورة سقوط بغداد وتبعاتها لا تزال عالقة في أذهان وعقول مؤيدي النظام السوري في عمان، الذين رأوا أن ما يجري لسوريا ما هو إلا مؤامرة تهدف إلى تفتيتها، وأن الأمر لن يتوقف عند سوريا، بل إن كل الدول العربية مستهدفة.

اللافت أن تصريح الملك الآردني جاء بعد أقل من يوم واحد على بيان للسفارة الأميركية جاء في إطار تصعيد الضغوط على دمشق.

وجاء فيه أن مسؤولا كبيرا بوزارة الخزانة الأميركية أجرى محادثات مع مسؤولين أردنيين كبار ومسؤولين تنفيذيين بالقطاع المصرفي بشأن جهود تطبيق عقوبات اقتصادية على سوريا.

 ورأى مراقبون أن زيارة مساعد وزير الخزانة الأميركية، دانييل جلاسر، للأردن إشارة واضحة إلى بدء مرحلة جديدة من اتخاذ عقوبات؛ فالزيارة في مجملها تهدف إلى إطلاع المسؤولين الأردنيين على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على النظام السوري، ومناقشة المحاولات المحتملة من الحكومة السورية لتجنب هذه العقوبات، وذلك عبر القطاع المصرفي الأردني.

 دعوة الملك الأردني للرئيس السوري بالتنحي تشكل انقلابا حقيقيا للصورة العربية اليوم . والسؤال كيف يمكن لحاكم لن يتزحزح عن الحكم طالما بقي حيا أن يطلق مثل هذه الدعوة . إنه فعلا زمن انقلاب الصورة .