واضاف مدفيديف في اجتماع مجلس الامن القومي لروسيا الاتحادية الذي عقد الجمعة،" ان روسيا ستعارض في المستقبل جعل العقوبات احادية الجانب شرعية عن طريق تبنيها في مجلس الامن الدولي بغية الاطاحة بالانظمة السياسية المختلفة، وان هدف تأسيس هيئة الامم المتحدة ليس لذلك. ويجب على الشعب ان يقرر في نهاية المطاف مصير بلده، سواء كان ذلك في الشرق الاوسط او اوروبا او اميركا. وستلتزم روسيا الاتحادية التزاما صارما باحكام ميثاق هيئة الامم المتحدة".
واشار الرئيس الروسي في هذا السياق الى ان القرار بشأن سورية "يجب ان يطال كل المشاركين في النزاع الذين يتوجب عليهم ان يفصلوا انفسهم عن المتطرفين"
وقال مدفيديف "ان نتائج التصويت على القرار في مجلس الامن بشأن سورية لم تثر استغراب احد".
وتابع مدفيديف قائلا:" نحن كنا نحذر شركاءنا، بما في ذلك على أعلى مستوى، من اننا نعارض استخدام العقوبات على شكل إنذار اخير".
واضاف :" اننا نؤيد تماما المطلب الموجه الى القيادة السورية بالا تستعين بالعنف تجاه مواطنيها. لكن يجب أن تتوفر لدينا رؤية تامة وكاملة عن الوضع".
واوضح مدفيديف قائلا:" ان كثيرا مما يتم فعله تحت علم المعارضة، يكتسب في واقع الامر صبغة متطرفة".
وقال:" لا يبرر أحد هذا الطرف او ذاك، لكن القرار يجب ان يحمل طابعا شاملا ويطال الجميع".
واعتبر مدفيديف" ان نص قرار مجلس الامن الدولي بشأن سورية الذي اعترضت عليه روسيا والصين كان من شأنه " ان يسمح باستخدام الاسلحة ضد هذا البلد". واضاف:" لم يأخذ اصحاب مشروع القرار بالحسبان قلقنا. ومما يثير قلقنا الخاص هو انهم رفضوا فكرة بسيطة مغزاها أن يدرج في نص القرار بند يفيد باستحالة اي تدخل عسكري خارجي في هذا النزاع. ويعني ذلك امرا واحدا، وهو ان شركاءنا في مجلس الامن الدولي لا يستبعدون تكرار السيناريو الليبي، رغم انهم كرروا مرارا على هامش الاجتماعات انهم يدركون ان سورية ليست ليبيا".
ودعا مدفيديف الى انه :" من الضروري الاعتراف بوضوح ان مهمة مجلس الامن الدولي واعضائه الدائمين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية خاصة عن مصير السلام على كوكبنا تنحصر في الا يتيح فرصا لتبني وثائق من شأنها ان تسمح ببلوغ الاهداف بطرق عسكرية، وذلك بمساعدة تلاعبات وحيل قانونية كاذبة. وستعارض روسيا في المستقبل جعل العقوبات احادية الجانب شرعية، عن طريق تبنيها في مجلس الامن الدولي، بغية الاطاحة بالانظمة السياسية المختلفة، وان هدف تأسيس هيئة الامم المتحدة ليس لذلك. ويجب على الشعب ان يقرر في نهاية المطاف مصير بلده سواء كان ذلك في الشرق الاوسط او اوروبا او اميركا".
وقال مدفيديف:" لقد طرحت روسيا والصين مشروعا لهما للقرار يهدف الى مثل هذا العمل ويحتوي على فكرة حيوية للتسوية".
واستطرد مدفيديف قائلا:" تعتبر هذه الوثيقة وثيقة معقولة ومنطقية وآمنة يمكننا من التوصل على اساسها الى الاتفاق على موقف جماعي حقيقي يمكن الاسترشاد به في الاتصالات مع قيادة سورية والرئيس بشار الاسد والمعارضة على حد سواء".
وقال مدفيديف "اذا كانت القيادة السورية غير قادرة على اجراء الاصلاحات فيتعين عليها التنحي، ولكن ذلك سيقرره الشعب السوري".
وقال مدفيديف:" تريد روسيا، ليس اقل من البلدان الاخرى، وقف اراقة الدماء في سورية. واننا نستخدم قنواتنا ونتعاون بنشاط مع القيادة السورية ونطالبها بان تجري الاصلاحات الضرورية".