أردوغان يلعب بالنار

أردوغان يلعب بالنار
الثلاثاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

تحت عنوان (أردوغان يلعب بالنار) كتب أليكس فيشمان مقالته في صحيفة يديعوت أحرانوت استهلها بالقول: يبدو أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، يجتاز الخط الرفيع بين التصعيد اللفظي والصراع الدبلوماسي ضد اسرائيل، وبين السعي الى مواجهة عسكرية.

هذا الرجل، الذي عزا الجميع له سلوكا سياسيا مناهضا لاسرائيل على نحو مواظب ومخطط له جيدا مع أهداف واضحة، يبدأ بالعمل من الباطن. الحالة النفسية في الازمة بين اسرائيل وتركيا بدأت تسيطر على المنطق.

يكمل الكاتب، نشر الاتراك في أثناء العيد تقريراً عما اعتبروه استفزازا عسكريا اسرائيليا زاعمين ان طائرات قتالية اسرائيلية حامت فوق قوة المهمة البحرية التركية التي انطلقت لحماية منطقة تنقيبات الغاز التي تخطط لها تركيا قرب قبرص. نفى الجيش الاسرائيلي، ولكن هذا لا يغيّر في الامر شيئا على الاطلاق. هذا ما يبثه الاتراك: نحن والاسرائيليون في احتكاك جسدي.

في 20 أيلول انطلقت قوة مهمة بحرية تركية الى منطقة التنقيبات بجوار قبرص. وضمت القوة قوارب بحرية عسكرية، سفينة توربيد، سفينة جر، وعلى ما يبدو أيضا، ضمت غواصتين. هذه لم تبدُ بالضبط كقوة حماية. هذه تبدو بقدر أكبر كقوة تنطلق نحو دول معادية مثل قبرص، اليونان وربما اسرائيل ايضا. بشكل عام، صعدت تركيا نشاطها في الاشهر الاخيرة في مجال البحر المتوسط، سواء في الجو أم في البحر، من دون مبرِّر، من دون أي تهديد استراتيجي ظاهر للعيان. الرحلات الجوية التي ينفذها سلاح الجو التركي في المنطقة هي في مقاييس تختلف عن تلك التي شهدناها في الماضي.

 ويتابع فيشمان، استدعى أحد كبار رجالات وزارة الخارجية التركية مؤخرا سفراء عربا في أنقرة وتباهى على مسمعهم بأن تركيا دفعت الى الجو عدة مرات بطائرات قتالية حيال طائرات اسرائيلية حلقت في البحر المتوسط قبال الشواطئ السورية ودفعتها الى الفرار. وسواء كان الحديث يدور عن أنصاف حقائق أم عن خيال، فان هناك امرا واحدا واضحا: الخطاب التركي تجاوز الشتائم الى الالعاب الحربية.

 هذه الالعاب من شأنها أن تنتهي على نحو سيئ. مسؤولون كبار في الناتو حاولوا الحديث الى نظرائهم في جهاز الامن التركي وناشدوهم بوقف اللعب بالنار. فردّ الضباط الاتراك بانه لو كان هذا منوطا بهم، لما كانت هناك مواجهة عسكرية. ولكن قادة الجيش التركي فزعون من اردوغان.

حذّر الامريكيون بدورهم الاتراك: اذا ما واصلتم هذه الالعاب، فستغرق لكم سفينة في النهاية. ولكن اردوغان، الذي يعيش حالة الاعتداد بالنفس، يقود نحو تصعيد عسكري.

 ويختم الكاتب، في مثل هذا الوضع، لا ينبغي ان يتفاجأ اردوغان اذا ما ضغط طيار تركي او اسرائيلي على الزر مطلقين صاروخا. فالمسافة بين الاستفزاز والانفجار الاقليمي قد يستغرق ثوان معدودة. فمن سيوقف اردوغان؟

يديعوت

أليكس فيشمان

2/10/2011

تصنيف :