واكد منير شفيق في كلمته مساء الاحد في المؤتمر المنعقد في طهران ان "كل فلسطين من النهر الى البحر هي حق حصري للشعب الفلسطيني وابنائه واحفاده وليست من حق اي من الغزاة المهاجرين الذين استوطنوا فلسطين فيما بعد العام 1917 حتى اليوم وهو ما يقول به القانون الدولي بالنسبة الى جميع الشعوب التي وقعت تحت براثن الاستعمار الغربي المعاصر".
واضاف ان "فلسطين وفي قلبها القدس شكلت بعد اغتصابها من قبل الكيان الصهيوني القضية المركزية للشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية ولاتكون القضية المركزية الا كان الهدف تحريرها من النهر الى البحر".
وقال شفيق: "اما اذا جزأت ومسخت الى قضية دولة فلسطينية في حدود 1967 فلن تكون قضية مركزية وانما تصبح اداة في سوق المساومة الدولية وهذا ما حدث مع التجربة الفلسطينة وذلك عندما وضع شعار اقامة دولة فلسطينية قبل تحرير الارض، فغدى الاعتراف بها طريقا للاعتراف بالكيان الصهيوني والتنازل عن الحقوق والثوابت وهذا هو معنى الدولتين التصفوي الاستسلامي".
وتابع بالقول: "اما قضية عودة اللاجئين الى ديارهم فصارت تحت براثم ذلك الشعار بعيدا ان تكون الهدف الاول مع التحرير وانما اصبحت مع مشاريع التسوية معرضة للتأجيل اللانهائي او التوطين".
واوضح ان "القضية الفلسطينية اليوم تشهد معركة مفتعلة مشبوهة حول اتخاذ قرار من هيئة الامم باعطاء عضوية للدولة الفلسطينية بحدود 1967 بدلا من الاعتراف بفشل استراتيجية التسوية والمفاوضات والرهان على اميركا وبدلا من العودة الى وحدة وطنية على اساس برنامج التحرير والمقاومة والانتفاضة وتعبئة الرأي العام العالمي لعزل الكيان الصهيوني والسياسات الدولية التي تغطي جريمة اغتصاب فلسطين. بدلا من ان تكون المعركة ضد قوات الاحتلال في رام الله والخليل والقدس تصبح معركة سياسية لانتزاع قرار من هيئة الامم المتحدة".
وتسائل المفكر الفلسطيني منير شفيق "ليقل لنا هؤلاء الذين يذهبون بالقضية الى هيئة الامم والذين يؤيدونهم، ما هو مصير كل القرارات التي صدرت عن هيئة الامم المتحدة عن القضية الفلسطينية من قرار 181 في عام 1947 وحتى اليوم؟ الم تكن سلسلة من التنازلات عن الحقوق الفلسطينية؟ الم تكن فخا او غطاء لكل متنازل يريد الاعتراف بالكيان الصهيوني تحت حجة الاعتراف بالقرارات الدولية او الشرعية الدولية المزعومة؟ ثم الم تكن كل قرارات هيئة الامم حبرا على ورق، فبأي الآء تجربون المجرب؟".
واوضح شفيق "فيما الاستيطان يستشري اكثر واكثر وفيما تهويد القدس يجري على قدم وساق وفيما الحفريات تحت المسجد الاقصى تهدده بالانهيار كل يوم وفيما اصبح الحل مرهونا بالمفاوضات اي بما يرضى عنه الكيان الصهيوني.
وصرح في كلمته انه "من المؤسف ان هذا الخلل الخطير في توجيه المعركة ضد الكيان يجيء بعد ان حدثت متغيرات كبرى في ميزان القوى العالمي والاقليمي والعربي في غير مصلحة الكيان الصهيوني واميركا".
وقال المفكر الفلسطيني ان "هذه التغييرات تمثلت في فشل اقامة نظام عالمي احادي القطبية ونشوء عدة اقطاب دولية مع عدم القدرة على اقامة نظام متعدد القطبية وانما حلول نوع من الفوضى الدولية والفراغات التي تتيح المجال لبروز قوى دولية جديدة ونجاح الثورات الشعبية ضد المؤامرات الاميركية".
واكد منير شفيق ان "انتصار المقاومة على العدوان الصهيوني في تموز 2006 في لبنان وانتصار المقاومة على العدوان الصهيوني 2008-2009 على قطاع غزة وهما حربان كانت اميركا ورائهما وقد اذل من تواطؤ معهما من انظمة عربية، كذلك هزيمة الاحتلال الاميركي امام المقاومة في العراق وافغانستان اسهمت بالاطاحة بما سمي بخط الاعتدال العربي الذي راهن على اميركا".
SM-02-16:30