العالم _ أسيا
بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، وافقت دول العالم المجتمعة في باكو على اتفاق يوفر تمويلا سنويا لا يقل عن 300 مليار دولار للدول النامية التي كانت تطالب بأكثر من ذلك بكثير لمكافحة التغير المناخي.
الاتفاق جاء بعد أكثر من أسبوعين من الانقسامات المريرة والمفاوضات المتوترة، وسط حالة من الفوضى بسبب الانسحابات والمقاطعات والمشاحنات السياسية والاحتفالات العلنية بالوقود الأحفوري.
ويتمثل هذا الالتزام المالي من جانب دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان ونيوزيلندا، تحت رعاية الأمم المتحدة، في زيادة القروض والمنح للدول النامية من 100 مليار إلى 300 مليار دولار على الأقل سنويا حتى العام 2035.
مبلغ الـ300 مليار دولار، الذي سيكون مزيجا من الأموال العامة والخاصة، سيذهب إلى الدول الضعيفة والفقيرة لمساعدتها في التعامل مع الطقس المتطرف والمدمر بشكل متزايد كالفيضانات وموجات الحر والجفاف وتحويل اقتصاداتها نحو الطاقة النظيفة أي المنخفضة الكربون بدلا من تطوير اقتصاداتها عن طريق حرق الفحم والنفط كما فعلت الدول الغربية لأكثر من قرن.
لكن المبلغ الذي تم التعهد به أقل بكثير من واحد فاصل ثلاثة تريليون دولار التي قالت الدول النامية باستمرار إنها ضرورية لمساعدتها على التعامل مع أزمة المناخ التي لم تتسبب بحدوثها.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إنه كان يأمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحا من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي يواجهه العالم، داعيا الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساسا لمواصلة البناء عليه.
ومن بين الدول الرافضة لهذا الاتفاق، الهند، حيث اعترضت بشدة على اتفاق تمويل المناخ، ولكن اعتراضها جاء بعد الموافقة على الاتفاق رسميا بالإجماع.
وعبرت ممثلة الوفد الهندي شاندني راينا في الجلسة الختامية للقمة عن أسفها قائلة إن هذه الوثيقة ليست أكثر من مجرد خداع بصري، وإنها لن تعالج ضخامة التحدي الذي يواجهه الجميع.
بدوره أعرب المتحدث باسم المجموعة الإفريقية الكيني علي محمد، عن أسفه لأن "التمويل قليل جدا ومتأخر جدا وغامض جدا". أما نظيره إيفانز نجيوا من ملاوي الذي يمثل أفقر 45 دولة في العالم، فندد بالاتفاق ووصفه بأنه "غير طموح".