العالم - ايران
وفي تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء، أوضح الأدميرال شهرام إيراني قائد القوات البحرية في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن المدمرة "سبلان"، التي تحمل الرقم القياسي في حمل صواريخ الكروز بين السفن، شهدت زيادة كبيرة في عدد الصواريخ البحرية.
وأكد قائد القوات البحرية أن المدمرة "سبلان"، وفق التحديثات الأخيرة، شهدت زيادة في تنوع ومدى الصواريخ، مما رفع قدراتها إلى أربعة أضعاف مقارنة بقدراتها الأصلية. وبناءً على ذلك، أصبحت السفينة مجهزة بـ 16 صاروخ كروز مضاد للسفن، ومن المقرر الكشف عن هذا الإنجاز قريباً.
وكان قد أعلن العام الماضي أن "سبلان" تم تزويدها بـ 12 صاروخ كروز، مما يعني أن هذه الزيادة الأخيرة ستلعب دوراً هاماً في مهام السفينة.
وتحمل المدمرة "سبلان" الرقم 73 وتنتمي لفئة الفرقاطات "ألوند"، حيث تم شراؤها من بريطانيا قبل الثورة الإسلامية تحت اسم "رستم". خلال الحرب المفروضة، تعرضت المدمرة لأضرار جسيمة أثناء مواجهة مع البحرية الأمريكية في الخليج الفارسي، لكنها أعيدت إلى الخدمة بعد إصلاحها على يد خبراء إيرانيين.
كانت "سبلان"، التي تزن حوالي 1500 طن، مجهزة سابقاً بـ 4 صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز "قادر" و"قدير"، وشاركت في أكثر من 13 مجموعة بحرية تابعة للجيش الإيراني.
مهمة تاريخية إلى المحيط الهادئ
شاركت المدمرة "سبلان" ضمن المجموعة البحرية الرابعة والعشرين برفقة سفينة الإمداد "خارك"، حيث عبرت المحيط الهندي وخليج البنغال ومضيق ملقا وبحر الصين لأول مرة، ودخلت المحيط الهادئ، أكبر محيط في العالم. خلال هذه المهمة، قطعت السفن الإيرانية مسافة 13 ألف كيلومتر وأبحرت لمدة 40 يوماً، لتصل إلى الرصيف رقم 7 في ميناء "زهانغجيانغ" التابع للأسطول البحري الجنوبي الصيني. وفي طريق العودة، توقفت المجموعة البحرية الإيرانية لأول مرة في ميناء "كولومبو" بسريلانكا.
وخلال عبورها مضيق ملقا، واجهت المجموعة البحرية الإيرانية مدمرة أمريكية تحمل الرقم DDG106. وروى الأدميرال حبيب الله سياري، القائد السابق للقوات البحرية الإيرانية، تفاصيل هذا اللقاء قائلاً:
- عندما دخلت مجموعتنا البحرية المحيط الهادئ، اقتربت منا المدمرة الأمريكية وسألت: "ماذا تفعلون هنا؟"، فأجاب قائدنا: "أنتم، ماذا تفعلون هنا؟ هذه المنطقة أقرب لنا منكم".
- عندما لاحظت المدمرة الأمريكية طريقة الرد، غيرت موقفها وأجابت بنبرة أهدأ: "لا نقصد أي سوء، فقط نريد معرفة وجهتكم"، فرد القائد: "نحن نقوم بالملاحة البحرية".
- أضافت المدمرة الأمريكية: "نريد فقط أن نخبركم أن المحيط الهادئ يشهد أحوالاً جوية سيئة وقد تواجهون مشاكل"، ليرد قائد المجموعة البحرية الإيرانية بثقة: "نحن رجال البحار الصعبة".
وبحسب تسنيم، في يوليو 2022، وخلال المناورات البحرية "الأمن المستدام" في بحر قزوين، نشرت صور تظهر قاذفة الصواريخ "سينا" وهي مجهزة بـ 8 صواريخ كروز.
وفي شهر نوفمبر 2022، أعلن الأدميرال شهرام إيراني عن ترقية قدرات المدمرة التابعة للجيش الإيراني لتكون مجهزة بـ 8 صواريخ مضادة للسفن، وأكد أن هذه الترقية شملت المدمرة "سهند".
تُعرف صواريخ الكروز بهذا الاسم لأنها تقطع معظم مسارها في مرحلة طيران تُعرف بـ "الكروز" أو الطيران الانسيابي. وفي نماذجها بعيدة المدى، تمتلك الصواريخ تصميمًا وهيكلًا مشابهًا للطائرات، مما يمنحها القدرة على الطيران عبر مسارات متعددة وغير مباشرة.
الميزات التقنية لصواريخ الكروز
التحليق المنخفض: تتميز صواريخ الكروز المضادة للسفن بالقدرة على الطيران على ارتفاع بضعة أمتار فقط فوق سطح الماء، مما يساعدها على التخفي عن أنظمة الاستشعار والرادارات المعادية.
الملاحة الذكية: بالنسبة لصواريخ الكروز الأرضية، يتم تجهيزها بأنظمة متقدمة للتعرف على التضاريس، تحديد الارتفاع، وتوجيه المسار، مما يزيد من دقتها وفعاليتها.
التقنيات المدمجة: تحتوي صواريخ الكروز المضادة للسفن على حساسات لقياس الارتفاع من سطح الماء، بالإضافة إلى رادارات نشطة أو حساسات تصويرية لتحديد الأهداف البحرية وقفلها عليها بدقة.
تصنيف السرعات الصاروخية، السرعات دون الصوتية (ساب سونيك): أقل من سرعة الصوت. السرعات فوق الصوتية (سوبر سونيك): بين ماخ 1 وماخ 5. السرعات فرط الصوت (هايبر سونيك): أكثر من ماخ 5.
وفي بعض التصنيفات، تُعتبر السرعات بين 0.8 وماخ 1.2 في نطاق "السرعات الانتقالية" (ترانسونيك)، وهي مرحلة معقدة يتجنب مصممو الصواريخ العمل ضمنها بسبب طبيعة تدفق الهواء الخاصة في هذا النطاق.
تمتلك القوات البحرية للجيش الإيراني والحرس الثوري مجموعة متنوعة من صواريخ الكروز المضادة للسفن بمديات تتراوح بين 10 و1000 كيلومتر. هذه الصواريخ من تصميم وإنتاج وزارة الدفاع الإيرانية، وتتمتع بقدرة على استهداف الأهداف البحرية حتى من أعماق البلاد.
مع زيادة عدد صواريخ الكروز المضادة للسفن على المدمرات الإيرانية، ارتفعت قدرة هذه السفن على مواجهة التهديدات البحرية بشكل كبير، مما يشكل خطوة مهمة في تعزيز قوة إيران البحرية.