العالم - جوّا الصندوق
وفيما يتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" فهي علاقة آمر ومأمور، وهذا يوجد فيه شيء من الصحة بأن أمريكا هي الدولة القوية و"إسرائيل" تلتزم بسياساتها العامة ولكن العلاقة بين أمريكا و"إسرائيل"هي أكثر من علاقة الآمر والمأمور، وهي علاقة لا تشبه على قيد أي حليفين، ايضا هي أعمق من ذلك بكثير.
فلماذا الولايات المتحدة الامريكية لا تغيّر سياساتها تجاه كيان الإحتلال الإسرائيلي في حال تغيّر اسم الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض.
في شهر آذار/ مارس عام 2019 اصدر الرئيس الأمريكي السابق والعائد للرئاسة دونالد ترامب مرسوما رئاسيا اعترف فيه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وهذا المرسوم يناقض السياسة العالمية، حيث أن السياسة العالمية تعتبر أن الجولان هي أرض سورية محتلة مثلها مثل الضفة الغربية والقدس الشريف، وهنا لا نتحدث عن موقفنا كشعوب عربية واسلامية ومواقف جزء كبير من شعوب العالم، بل نتكلم عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وما يسمى بالقانون الدولي، وما يسمى المجتمع الدولي، وهؤلاء جميعهم من عام 1967 يتعاملون مع الجولان بصفته أرض سورية تحتلها"إسرائيل".
حيث أن هناك قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي أبرزها القرار 242 يطالبون فيه"إسرائيل"بالانسحاب من الأراضي التي إحتلتها عام 1967 أي بعد الرابع من حزيران عام 1967 والولايات المتحدة الأمريكية نفسها في كل إداراتها من عام 1967 وحتى اليوم، كانت تعتبر أن الجولان أرض سورية.
على الاقل من عام 1973 قدمت واشنطن نفسها بصفتها الوسيط للمفاوضات بين سوريا وكيان الاحتلال الاسرائيلي و بين الكيان وكل الدول العربية المفاوضات السورية الإسرائيلية التي كانت تحدث بوساطة أمريكية كان محورها هو تحرير الجولان أي كان محورها الثمن الذي يجب ان تدفعه سوريا مقابل الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان من ناحية، ومن ناحية ثانية هي حدود الانسحاب.
إنقلاب ترامب على سياسة أمريكية عمرها 52 عاما
وبصرف النظر عن أسباب فشل هذه المفاوضات، إلا أن الأساس فيها هو إعتراف الولايات المتحدة الامريكية بأن الجولان هي "أرض سورية"، وبالتالي فإن دونالد ترامب لم ينقلب أصلا على ما يسمى الشرعية الدولية ولا على قرارات الأمم المتحدة لوحدها بل إنقلب ايضا على السياسة الأمريكية كان عمرها على الأقل 52 سنة، إلا أن مرسوم ترامب صدر عام 2019 ، وبعد اقل من سنتين وتحديدا من الشهر في الشهر الاول من عام 2021 خرج ترامب من البيت الابيض وحل محله الرئيس الديمقراطي جو بايدن والذي سيخرج بعد شهرين، وكان بايدن يقدم نفسه في خلال حملته الانتخابية بصفته النقيض لترامب على جميع المستويات، وفي كل المجالات، وانقلب ترامب على السياسة الامريكية عمرها اكثر من 52 سنة حيث انه من المفترض والمنطقي أن بايدن يصدر مرسوما يتراجع فيه عن مرسوم ترامب أي أن المفترض ان الولايات المتحده الامريكيه تعود الى سياسه اعتبار الجولان أرض سورية محتلة ولكن إداره بايدن لم تلغي مرسوم ترامب.
وبعد ايام من اليوم سيغادر جو بايدن البيت الابيض والجولان سيظل بنظر الولايات المتحدة الأمريكية إرضا اسرائيلية وليست ارضا سورية محتلة، والأمر نفسه ينطبق على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بأن القدس هي عاصمة "اسرائيل".
الولايات المتحدة الامريكية كانت على مدى أكثر من 60 سنة أو 70 سنة ترفض الإعتراف في أن القدس هي عاصمة لـ"إسرائيل" كانت السفارة الأمريكية موجودة في تل أبيب وليست في القدس الى أن قرر ترامب نفسه في عام 2017 نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس والإعتراف بأن القدس هي عاصمة"اسرائيل" تصرف وكأنه ميت، حيث ان السفارة الامريكية بقيت في القدس وبنظر الولايات المتحدة الامريكية القدس هي عاصمة "اسرائيل".
علاقة أمريكا بـ"إسرائيل" هل هي حديثة العهد؟
أكد الكاتب والباحث والمؤرخ العربي الفلسطيني أحمد الدبش أنه إذا أريد النظر الى طبيعة العلاقة الأمريكية الاسرائيلية مع الكيان الصهيوني يجب النظر الى أن"إسرائيل"، قبل أن تصبح "دولة" وجدت كجماعة دينية سياسية ضاغطة في أمريكا.
ولفت الدبش إلى أن التاريخ الأمريكي من عام 1492 عندما فكر كولومبوس إقتحام الأراضي الأمريكية، والتي كانت تسمى بـ"الأرض الهندية" بمفهومهم ودخول هذه الأراضي بحث عن كيفية دخول هذه الاراضي فارسل رسالة إلى البابا في حينه قائلا له:" نريد أن ندخل الأراضي الهندية لاكتشاف الذهب لتمويل الحمله الصليبية باتجاه فلسطين وباتجاه الأراضي المقدسة لتحرير قبر المسيح من أيادي الكفار الوثنيين ويقصد"العرب المسلمين" ثم تطور مفهوم العلاقة بعد دخول كولومبوس فاستخدم أسفار الكتاب المقدس لعملية استخدام اسفار الكتاب المقدس لتنفيذ عمليه الإبادة للسكان الاصليين.
العلاقه بين أمريكا و"إسرائيل"علاقة زواج كاثوليكي!
أكد الكاتب والباحث والمؤرخ العربي الفلسطيني أحمد الدبش أن علاقة أمريكا بـ"إسرائيل" ليست علاقة تحالف وليست تبعية ولكنها على علاقة زواج كاثوليكي ان الكتاب المقدس شكل العمود الفقري للسياسة الامريكيه على مر العصور وليس من اليوم حيث اذا راينا العصر الحديث في عام 1919 وعد بلفور 1917 او ما يسمى بإعلان بلفور من صاغا ومن ساهم في صياغته هو الرئيس الامريكي ومن ساعد على انشاء دوله للكيان الصهيوني هم الامريكان بالتالي فالعلاقه تطورت من علاقه دينيه تم الزواج بين الدين والسياسي وبالطبع فان امريكا لها مصالح استراتيجيه واستخدموا الروايه الدينيه حيث ان مصلحتهم الاستراتيجيه هي وجود كيان غريب داخل الوطن العربي لتفتيت الوطن العربي وهذا ما فكر به البريطانيون منذ ايام عام 1830 و 1834 حيث ان وزير خارجيه بريطانيا انذاك اشتغل في ان يتحدث باليهود لانشاء جسم غريب داخل المنطقه العربيه لضرب مشروع محمد علي وانهاء اي عمليه لوحده داخل هذه المنطقه العربيه.
وقال الدبش :"إن ظهور الإصلاح البروتستانتي دفع العديد من البريطانيين إلى الهروب إلى إمريكا، هربًا من الاضطهاد. من هنا، ساد في المخيال الشعبي مقولة إن أميركا قد اختيرت، من سائر أمم الأرض، لتكون مؤئلًا للمجيء الثاني للمسيح، كونها مكانًا لاستكمال الإصلاح الديني "البروتستني"، بعد فشله في أوروبا. وقد تماهى المستوطنون البريطانيون البروتستانت على الأرض الأميركية، مع الإسرائيلين القدامى، وكأنهم هم "إسرائيل المسيحية"، وكانت "التوراة" مرجعهم المطلق. وهم بالتالي "شعب الله المختار"، مقارنة بما حدث مع اليهود في مصر قديمًا.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...