قرار المحكمة الجنائية الدولية في الميزان

قرار المحكمة الجنائية الدولية في الميزان
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

قدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان طلبات الى المحكمة لاستصدار أوامر اعتقال ضد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، و وزير حربه يوآف غالانت، وقائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار ومحمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، لمسؤوليتهم ازاء ما يجري في غزة.

العالم الخبر و إعرابه

-القرار رغم كل معايبه، من حيث انه يساوي بين الضحية والجلاد، وبين المحتل وبين من احتلت ارضه، الا انه يمكن وصفه بانه غير مسبوق، فهذه هي المرة الاولى التي تجازف منظمة دولية، بإدانة الكيان الاسرائيلي، الحليف الوثيق والقريب جدا من امريكا، وتصدر مذكرات اعتقال بحق زعمائه لمسؤوليتهم بما يحدث من فظائع في غزة، وهي فظائع لطالما ارتكبوها على مدى اكثر من 70 عاما، دون مساءلة او حتى انتقاد.

-رغم ان القرار، وضع الضحيه في خانة واحدة مع الجلاد، بعد ان تضمن اوامر اعتقال ضد زعماء المقاومة واصحاب الارض، الا ان هذه الاوامر، قد تكون محاولة لارضاء امريكا، كما انها لن تغير من واقع الفلسطينيين شيئا، فالفلسطينيون كانوا ومازالوا، متهمين من قبل الحكومات الغربية والمنظومة الاممية التي تهيمن عليها امريكا.

-اللافت في قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، انه لم يتطرق الى الجرائم التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي، وجميع زعماء هذا الكيان دون استثناء، ليبني عليه اتهامه، وركز ، على "استراتيجية التجويع" التي يمارسها الكيان الاسرائيلي في غزة، وعلى شخص نتنياهو وغالانت، دون باقي زعماء هذا الكيان، ويبدو ان سبب هذا التركيز على "استراتيجية التجويع"، كما يرى خبراء القانون، هو "صعوبة اثبات الجرائم الاخرى، قياسا مع سهولة اثبات جريمة التجويع الجماعي التي تمارسها اسرائيل"!!.

-واللافت ايضا، ان كريم خان، في المقابل لم يجد حرجا في الصاق تهم "الإبادة والقتل واحتجاز رهائن والاغتصاب والاعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز" وبسهولة بقادة المقاومة، رغم ان هذه التهم كان مصدرها الكيان الاسرائيلي، وتلقفها الاعلام الامريكي، الذي تراجع عنها لاحقا، بعد ان ثبت كذبها، حتى ان الصحف الامريكية التي نشرت تلك الاخبار الملفقة ، اعتذرت لقرائها.

-الشيء الاكيد والذي لا يختلف عليه اثنان، هو ان كريم خان على علم اكثر من غيره بالقانون الدولي، الذي يعطي الحق للشعب المحتل ان يدافع عن ارضه بكل ما يملك من قوة ووسائل متاحة لديه، ولا يمكن وصف هذا الدفاع بالارهاب. كما انه اعلم من غيره ايضا، من ان غزة والضفة الغربية، هي ارض فلسطينية محتلة، وفقا للقانون المعتمد في منظمة الامم المتحدة، ولا يمكن وصف اي قوة عسكرية غير فلسطينية فيها، الا بالمحتلة وهذا ينطبق على قوات الاحتلال الاسرائيلي وعلى جميع المستوطنات الاسرائيلية.

-اخيرا، ما كان للمحكمة الجنائية الدولية، ان تتجرأ على ان تصدر مذكرات اعتقال ضد زعماء الكيان الاسرائيلي، رغم كل التهديدات الامريكية، للمحكمة ولشخص كريم خان بالذات، لولا المقاومة الملحمية في غزة، والصبر الاسطوري لشعب غزة، اللذان كشفا للعالم اجمع، رغم كل التضليل الاعلامي الغربي، ان هناك ارضا محتلة، وان هناك شعبا محتلا، وان هناك انسانية تُذبح، وان كل ما كان يقال عن "عن حيادية امريكا ، وديمقراطية الغرب، واخلاقية الجيش الاسرائيلي"، ليست سوى اكاذيب وقحة.