الحية: سنتحول لحزب سياسي شريطة إقامة دولة فلسطينية على أراضي 67

الحية: سنتحول لحزب سياسي شريطة إقامة دولة فلسطينية على أراضي 67
الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ - ١٢:١٤ بتوقيت غرينتش

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، الأربعاء، أن الواقع قبل طوفان الأقصى أن القضية الفلسطينية أزيحت عن الطاولة، وكنا نرى الطغمة الفاشية المتطرفة الصهيونية، يقولون علنا بعدم وجود الشعب الفلسطيني، وينشرون خرائط لفلسطين على أساس أنها بالكامل هي “ إسرائيل”.

وأضاف، أنه قبل السابع من أكتوبر، أمريكا التي أرادت الخروج من المنطقة وكانت تريد أن تجعل الكيام الإسرائيلي وكيلها بالتعاون مع من يقبل بقيادته للمنطقة.

واستدرك الحية بالقول: قبل السابع من أكتوبر مارس الوزير بن غفير أبشع الاعتداءات على أسرانا في سجون الاحتلال، وكنا في حقيقة أننا لا بد من فعل شيء ليوقظ النائمين والغافلين.

كما لفت الحية للقول: كنا أمام مشهد يتلاشى فيه الحق الفلسطيني، لذلك كان طوفان الأقصى، والمقاومة الفلسطينية أرادت أن تقول إن الشعب الفلسطيني لا يموت، وقرعت جرسا ضخما أوقظ الكرة الأرضية أن هنا شعبا يرفض الموت.

المقاومة كشفت زيف الاحتلال

وأكد القيادي في حماس أنّ مقاومتنا كشفت زيف الاحتلال، وأثبتت أن هذا الاحتلال لا يستحق كل هذه الحفاوة ولا الترحيب الذي كان يحظى به.

وتابع بالقول: لدينا أسرى أكل الزمان حياتهم، وأردنا أن نخرجهم من السجون، بعد تجاهل الاحتلال أسراه الأربعة الذين نحتجزهم.

وقال الحية: كان هدفنا في السابع من أكتوبر عملية محدودة، نرجع بعدد من الجنود الأسرى لنبادلهم بأسرانا، لكن فرقة غزة في الجيش الصهيوني انهارت تماما.

الطوفان والأبعاد الاستراتيجية

كما أكد على أنّ عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية.

وأشار الحية إلى أنّ الاحتلال الصهيوني بعد طوفان الأقصى تعرض لهزة وفقدان ثقة وانهيار منظومة أمنية، لذلك سارعت أمريكا لتنقذ هذا الكيان المهزوم، وأراد الاحتلال أن يرد الاعتبار لنفسه، بعد انهيار الأسطورة التي بناها عبر الزمن.

ونوه إلى أنّ الاحتلال أراد الانتقام، بالتهجير والقصف العشوائي والمجازر، لأنه كان أعمى استخباراتيا، ولا يعرف شيئا عن المقاومة في غزة، وقد فشلوا في التنبؤ بطوفان الأقصى.

وجاء في حديث الحية أنّ الاحتلال بنى أهدافا كبيرة، مثل سحق حماس وإعادة الأسرى، لكن ما فعله خلال 6 أشهر تدمير 60% من غزة، وهم يعترفون بأنفسهم أنهم قضوا على 15% فقط من قدرة المقاومة في غزة.

وشدد على أنّ كل منطقة يخرج منها الاحتلال ثم يعود إليها يجد أسود القسام يقاتلونه من جديد.

متتالية من الفشل

ومن جانب آخر، لفت الحية إلى أنّ الاحتلال فشل في إيجاد عملاء له في غزة، وكانت العائلات أفضل مما كنا نظن، وكنا نظن فيهم دائما خيرا، وأفشلوا نية الاحتلال في إنشاء روابط قرى.

ولفت إلى أن الاحتلال فشل في استخدام سلاح الفوضى، واستخدام بعض عناصر الأجهزة الأمنية القديمة.

الاحتلال فشل في إعادة أسراه، بل قتل العشرات منهم، وقد أخرجنا بالمفاوضات عشرات المحتجزين من النساء والأطفال وبعض الأجانب الذين أسروا خطأ، خرجوا بسهولة ويسر من خلال الوساطة القطرية والمصرية بموافقتنا.

وقال الحية: أهل غزة يتألمون، نعم، لكنهم صامدون، وقاوموا مشروع التهجير، بل نشهد يوميا أناسا من العالقين، يرجعون إلى قطاع غزة رغم استمرار حرب الإبادة.

وأضاف بالقول: نحن نريد إنهاء الحرب من الآن، وقدمنا كل المرونة اللازمة لذلك، لكن الاحتلال يرفض ذلك، ونؤكد بدون وقف كامل لإطلاق النار لن يكون هناك أي اتفاق.

وشدد على أنّ نتنياهو يخشى مما بعد الحرب من ملاحقات قضائية وسياسية، وبل ويسعى لإشعال المنطقة بنيران حرب إقليمية ليستمر في منصبه.

كما أكد على ضرورة وجوب “أن نستثمر نتائج طوفان الأقصى لنحصل على الأقل استقلالنا في دولة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة”.

مستقبل غزة بيد أبنائها

وشدد الحيّة على أنّ مستقبل غزة يقرره أبناء غزة وأهل فلسطين، لا أي جهة أخرى، ولذلك على من يفكر باليوم التالي لإدارة غزة أن يريحوا أنفسهم، ونحن لن نقبل أي يفرض علينا على ظهر دبابة إسرائيلية.

ولفت إلى أنّ غزة جزء من الوطن الفلسطيني الكبير، والشعب الفلسطيني وحده من يقرر من يحكمه، ونرفض أي جهة حتى لو كانت فلسطينية يفرضها الاحتلال على أهلنا وشعبنا في غزة.

وقال الحية: إنّ غزة ستبقى عصية على الكسر، وستلملم جراحاتها، وطوفان الأقصى هو بداية رحيل الاحتلال بإذن الله.

واستدرك بالقول: إنّ الذي أفشل الآلة العسكرية الدولية التي جاءت لمساندة الاحتلال، وهو الذي سيواصل النضال حتى ينال حريته واستقلاله.

ونوه إلى أنّه يجب علينا الاللتحاف بالصبر وبمقاومتنا ووحدتنا، ومواجهة المؤامرة التي تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية.

الانحياز الأمريكي للاحتلال

وفي سياق متصل قال الحية: إنّ أمريكا تبنت ورقة المفاوضات الإسرائيلية، وعدلت عليها تعديلات طفيفة لا تؤثر في جوهرها، ونحن سلمنا ردنا عليها بنفس الرد السابق الذي أثنت عليه أمريكا، وقالت إنه يتوافق مع مبادئ اجتماع باريس، لكنهم صبوا غضبهم على نفس الرد عندما قدمناه مرة أخرى.

ولكنّه شدد على أنّ تسليم الأسرى مجانا، لن يكون، وقدمنا مرونة عن معايير صفقات التبادل السابقة، وقد عرضنا الإفراج عن 50 أسيرا فلسطينيا مقابل كل مجندة أسيرة، لكن الاحتلال رفض ذلك.

وأكد أنه حتى الآن لا يوجد ضغط شعبي حقيقي في جمهور أهالي الأسرى يجبر الحكومة الصهيونية على عقد اتفاق يخرج أبناءهم، والورقة في يدهم حاسمة والكرة في ملعبهم.

وقال الحية: إنّ أكثر من 80 ألف طن ألقيت على غزة، ما يعادل أكثر من 5 قنابل ذرية، والعالم ينظر ويراقب الجرائم ساكتا.

ونوه إلى أنّ الاحتلال في عيون العالم، وعيون حلفائه ليس كما كان قبل السابع من أكتوبر، من حيث الثقة بقوته، أو من حيث السمعة العالمية.

وتابع الحية حديثه بالقول: إنّ أكبر المظاهرات المناهضة للإبادة الجماعية تتواجد في أمريكا وبريطانيا، وموجة التعاطف العالمية هي مع الشعب الفلسطيني.

الضفة تواصل المقاومة

وقال الحية: المقاومة في الضفة الغربية تشد أزرها، ومصممة على المواصلة، وبعد الفيتو الأمريكي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تلاشت كل الأكاذيب التي يراهن عليها البعض.

وشدد على أنّ الاحتلال لم يبق خيار لأي فلسطيني في أي مكان إلا أن يمتشق سلاح المقاومة.

وأشار إلى أنّ الاحتلال سلح المستوطنين بعشرات آلاف الأسلحة وسمح لهم باستباحة أي شيء في الضفة الغربية.

وتابع حديثه: أقول لأهلنا الصامدين الصابرين في الضفة الغربية، إنه لا خيار لكم إلا أن تدافعوا عن بيوتكم وأراضيكم وأطفالكم ونسائكم.

واستبشر الحية خيرًا بأنّ الضفة الغربية انتقلت من تلقي الضربات إلى توجيه الضربات القاسية للعدو ومستوطنيه.

كما وجه رسالة للفلسطينيين في الخارج، قائلا: أهلنا وشعبنا في كل مناحي العالم واللجوء، غزة علقت الجرس في أروع ملحمة بطولية عنوانها الأقصى، في ثورة متجددة للعودة للحق التليد، وما لم تكونوا أنتم في أول المشاركين المدافعين، ولذلك نداؤنا لكل أبناء شعبنا في الخارج لإسناد أهلنا في الضفة وغزة.

وقال الحية: حياتنا بئيسة خارج الوطن إذا كنا بعيدين عن معركة التحرير داخل الوطن، وكل شخص فينا عليه أن يسجل اسمه مشاركا في طوفان الأقصى.

ونوه إلى أنّ شعوب الأمة أدركت ضعف هذا الاحتلال، ونطالبهم بإسناد كبير بإيقاف زحف التطبيع، وتوقظون النائمين، ومحاصرة الاحتلال ومصالحه ومن يؤيده، بنشاطكم الجماهيري والمجتمعي والاقتصادي.

وأضاف، إذا ما شعر الاحتلال ومن يسانده أن مصالحه بين الشعوب تضررت، وعلى الدول أن تعلم أن شعوبنا الحرة وصلت إلى الحد الذي لا يمكن لها السكوت عنه.