السيد الخامنئي.. الرجل الذي أفقد "إسرائيل" ردعها وكسر شوكتها وجرّدها من تسيّدها

السيد الخامنئي.. الرجل الذي أفقد
الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠٢٤ - ١٠:٢٥ بتوقيت غرينتش

قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، :"ان الرئيس جو بايدن، أكد مجدداً أنه لا يريد مزيدا من الحرب مع إيران، ولا اتساع الصراع أو تعميقه".

العالم – الخبر وإعرابه

-ما قاله كيربي يوم امس الثلاثاء، كشف عنه قبل ذلك موقع "أكسيوس" الأميركي، بشيء من التفصيل عندما ذكر ان "بايدن أبلغ نتنياهو ان الولايات المتحدة ستعارض أي هجوم مضاد إسرائيلي على إيران"، معبرا عن "قلقه البالغ من أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني على إسرائيل سيؤدي إلى حرب إقليمية ذات عواقب كارثية" محذرا اياه من :"ان الولايات المتحدة، التي ساعدت إسرائيل في صد هجوم طهران، لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران".

-يبدو ان الخوف الامريكي من ردة فعل ايران ازاء اي حماقة قد يرتكبها نتنياهو ضد ايران، لم تنحصر بالرئيس الامريكي فقط، فهذا وزير خارجيته أنتوني بلينكن، كما ذكر موقع "أكسيوس" نفسه، أبلغ مجموعة من الزعماء اليهود الأميركيين "أن مزيدا من التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إسرائيل".

-تحذير نتنياهو من مغبة ارتكاب اي حماقة، لم تنحصر بالمسؤولين الامريكيين، بل شمل المسؤولين البريطانيين ايضا، فقد ذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ان الاخير اتصل يوم امس الثلاثاء بنتنياهو ودعاه:" الى التحلي بالهدوء، فالتصعيد الكبير ليس في مصلحة أحد وأنه سيفاقم فحسب انعدام الأمن في الشرق الأوسط. هذه لحظة يجب أن يسود فيها الهدوء"!!.

-من الواضح ان "قلق وخوف وهلع" بايدن وبلينكن وسوناك، ليس على امن واستقرار وهدوء المنطقة، فلم ير العالم ايا من علائم القلق على زعماء امريكا او بريطانيا، عندما كانت ومازالت ربيبتهم "إسرائيل" ترتكب الفظائع منذ اكثر من 6 اشهر في غزة، بل على العكس تماما رفض البلدان اي مبادرة لوقف الحرب، رغم انها كانت ومازالت تهدد امن واستقرار المنطقة برمتها، بل ان امريكا وبريطانيا لم تفكرا لحظة واحدة بتداعيات عدوانهما السافر على الشعب اليمني، الذي حاول الضغط على واشنطن ولندن ، من اجل وقف العدوان على غزة، ف"قلق وهلع" بايدن وبلينكن وسوناك، هو فقط على "اسرائيل"، الذي بات وجودها المشؤوم مهددا ولاول مرة، منذ زرعها في قلب العالم الاسلامي، وهو ما لا يدركه نتنياهو المعتوه ولا حكومته الارهابية المتطرفة، التي تضم مجانين امثال بن غفير وسيموتريش، وعدم الادرك هذا مرده ثقتهم العالية والعمياء بالدعم والحماية الامريكية والغربية لكيانهم.

-يبدو ان الموقفين الامريكي والبريطاني، الرافضين لإي مغامرة غبية قد يقدم عليها نتنياهو لتوريط امريكا وبريطانيا في مواجهة مع ايران، كان السبب وراء إرجاء مجلس "وزراء الحرب الإسرائيلي" حتى اليوم الأربعاء، ثالث اجتماعاته المتعلقة باتخاذ قرار بشأن سبل الرد على الهجوم الإيراني، فقد نقلت "هيئة البث الاسرائيلية" عن مصدر مطلع "أن نتنياهو التقى كبار القادة في المؤسسة الأمنية في مقر وزارة الدفاع". وكشف المصدر "أن عددا من الوزراء طالبوا نتنياهو بالتمهل في الرد على إيران، في حين طالب البعض الآخر باستهداف منشآت إيرانية حساسة، وهذا الأمر رفضه نتنياهو بشكل قاطع".

-الخطوة الجريئة والحكيمة التي امر قائد الثورة الاسلامية السيد على الخامنئي، على اتخاذها والمتمثلة باستهداف المراكز في الكيان الاسرائيلي والتي انطلقت منها الطائرات التي قصفت القنصلية الايرانية في دمشق، كانت إيذانا بالانتقال من مرحلة الصبر الاستراتيجي، الى مرحلة الردع، وهو رد ما كان ليخطر ببال اي مسؤول امريكي، فالرد اصاب حتى الابواق الطائفية والمأجورة المعروفة في منطقتنا، بالهستيريا، لذلك رأيناها تصف الهجوم الايراني ب"المسرحية"، فيما عتاة الصهاينة من امثال "وزير المالية الإسرائيلي" بتسلئيل سموتريتش، أو "وزير الأمن القومي الإسرائيلي" إيمتار بن غفير، اعتبرا الهجوم بأنه بمثابة بداية النهاية ل "إسرائيل".

-نجح السيد الخامنئي من خلال الرد الايراني الذي اذهل العالم، ان يكسر شوكة الكيان الاسرائيلي، وان يظهر الكيان على حقيقته، لا وزن له دون الدعم الامريكي والغربي، وان تسيّده على المنطقة كان تسيّدا فارغا، بل اصبح عبئا على امريكا والغرب، فالكيان الذي زرعته بريطانيا ورعته امريكا، كان الهدف منه حماية مصالح امريكا والغرب في المنطقة الاسلامية، بوصفها قاعدة متقدمة، الا انه وبفضل كماشة المقاومة التي اطبقت على رقبة "اسرائيل"، لاسيما بعد 7 اكتوبر و14 فبراير، اصبح على امريكا والغرب ان يهرعا بين وقت واخر بكل ما يملكون من قوة عسكرية الى المنطقة لانقاذ "اسرائيل" من مصيرها المحتوم، حتى باتت حمايتها مكلفة، فامريكا انفقت في ليلة واحدة اكثر من مليار دولار، وكذلك بريطانيا، اما الكيان الاسرائيلي فانفق نحو مليار ونصف المليار دولار، وهي اموال مصدرها امريكا ايضا.

-السيد الخامنئي، وضع الكيان الاسرائيلي في مأزق لا يحسد عليه بالمرة، فالخيارات التي امامه احلاها مُر، وافضل خيار امامه، كما ترى امريكا وبريطانيا، هو ان يبتلع الضربة الايرانية، وهذه الحقيقة بات يتحدث عنها وبصوت عال الاعلام في الكيان الاسرائيلي نفسه، فقد كتبت صحيفة "إسرائيل هيوم"، المقربة من نتنياهو، في تقرير لها تقول: ان "الهجوم الليلي من إيران هو تذكير صارخ بفقدان الردع الاستراتيجي لإسرائيل والولايات المتحدة.. وانه خلق فرصةً لتغيير الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط.. وان ايران اسست استراتيجية متطورة، وتحاول بصبر لا نهاية له، خلق واقع تصبح فيه علامة الاستفهام حول وجود إسرائيل حقيقية وليست مجرد نظرية".

أحمد محمد