إيران أمطرت 'إسرائيل' بالمسيرات والصواريخ.. 'فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِینَ'

 إيران أمطرت 'إسرائيل' بالمسيرات والصواريخ.. 'فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِینَ'
الأحد ١٤ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٩:٠٨ بتوقيت غرينتش

مطر الطائرات المسيرة والصواريخ الايرانية، الذي نزل مساء امس الاحد وحتى فجر اليوم الاحد، على الاراضي الفلسطينية المحتلة، رغم كل تداعياته العسكرية والسياسية والنفسية، على صعيدي التكتيك والاستراتيجيات، على مجمل الصراع مع المحتل الاسرائيلي وحماته، لم يكن سوى "رد" وليس "هجوما"، في اطار الحق المشروع للدفاع عن النفس،  وفق المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، ضد العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق.

العالم مقالات وتحليلات

منذ مساء امس وحتى كتابة هذه السطور، كسرت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، الحظر الاعلامي الذي يمارسه العدو الإسرائيلي على الرد الايراني الواسع على اهداف عسكرية واستراتيجية في الكيان الاسرائيلي، وهو حظر اعترفت به القناة 24 في الكيان، عندما اعلنت ان لديها افلاما عن الرد الايراني، الا انه من غير المسموح لها ببثها، وهي مهمة تولتها كاميرات الهواتف النقالة لاشخاص عاديين، حيث اظهرت الافلام، كيف نزلت الصواريخ والمسيرات الايرانية، على اهدافها واصابتها بدقة متناهية، وخاصة قاعدة نيفاتيم في صحراء النقب.

اما لماذا قاعدة نيفاتيم بالذات، والتي كان نصيبها، من مطر الصواريخ والمسيرات الايرانية 13 إلى 14 صاروخا باليستيا، احدثت أضرارا جسيمة في معداتها وبنيتها التحتية؟، الجواب: هو انه بالإضافة إلى دور هذه القاعدة في الهجمات الإرهابية الإسرائيلية ضد القنصلية الإيرانية، فهي أهم قاعدة جوية للكيان الصهيوني ولاسباب عدة منها، وجود سرب دعم النقل سوبر هرقل 103، والسربين العملياتيين 116 و140 من مقاتلات "اف 35"، وسرب التدريب 117، وسرب الاستخبارات 122، و حظيرة الطائرة الخاصة لرئيس الكيان الصهيوني، بالاضافة الى مقر العديد من كبار عناصر تجسس الكيان.

رغم إعتراف شبكة "سي ان ان"، بان الرد الايراني على العدوان الاسرائيلي "اوسع هجوم بالطائرات المسيرة في العالم"، ورغم انه كان أكبر هجوم صاروخي إيراني، والأول على الكيان منذ عام 1967، والاطول مدى جغرافيا، وشمل معظم اراضي فلسطين المحتلة، واستُخدم فيه رؤوس انشطارية لأول مرة، الا ان هذا الرد الواسع والمكثف، لم يستهدف أي مدني ، او منزل، أو مستشفى، أو مدرسة: أو كنيس، أو مخبز، أو خزان مياه، أو صحفي، أو سيارة إسعاف، أو روضة أطفال، ولم يقع اي ضحايا تحت ذريعة، انها نتائج طبيعة للحروب، كما يفعل الكيان الاسرائيلي الارهابي في غزة، فايران ليست "اسرائيل".

الرد الايراني على جرائم الكيان الاسرائيلي، امس واليوم ، هو بمثابة صفعة لحماة هذا الكيان القاتل والغاصب، وعلى راس هؤلاء الحماة امريكا، التي استنفرت الى جانب بريطانيا وفرنسا، كل امكانياتهم للتصدي للمسيرات والصواريخ الايرانية، فعلى هؤلاء الحماة ان يستيقظوا من سباتهم العميق قبل الاوان، وان يضغطوا على الوحش الاسرائيلي، لوقف عدوانه على غزة، ويكف عن قتل الاطفال والنساء، فإيران كان بامكانها ان تنسف كل ما كان فوق ارض المستوطنات الاسرائيلية على من فيها، لو تعاملت مع الكيان الاسرائيلي ، كما يتعامل الكيان مع غزة.

اخيرا، على امريكا، ان تنصح الاخرق نتنياهو الذي يحاول توريطها في حرب مع ايران، لانقاذ نفسه ومنصبه وكيانه المهزوز، بعدم الرد على العملية التأديبية ، وإلا فان الرد الايراني سيكون فوريا واكثر شدة وقوة واتساعا اضعافا مضاعفة، من عملية "الوعد الصادق".

وكلمة اخيرة للحماة انفسهم، ان منصات الصواريخ الباليستية الايرانية كانت موجهة نحو عدد من القواعد الأمريكية في المنطقة، عندما كانت ايران ترد على العدوان الاسرائيلي، لتتلقى هذه القواعد نصيبها من مطر الصواريخ الايرانية، في حال تدخلت امريكا .. "وَ امْطَرْنا عَلَیْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِینَ"

سعيد محمد