أملا في تحقيق مكسب عسكري..

خبير مصري: نتنياهو يصر على اقتحام رفح رغم التحذيرات

خبير مصري: نتنياهو يصر على اقتحام رفح رغم التحذيرات
الجمعة ١٢ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٤:٤٥ بتوقيت غرينتش

قال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد، إن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الحكومي يصرون على اقتحام رفح، أملا في تحقيق مكسب عسكري.

العالمفلسطين المحتلة

وأوضح في مقابلة مع"RT" تعليقا على ما إذا كان نتنياهو سيقدم على اقتحام رفح رغم التحذيرات المصرية والإقليمية، أن دائرة صنع القرار حول نتنياهو ترغب فى استمرار العدوان على غزة لأسباب عديدة.

وأضاف أن هناك سيناريو آخر يقول أن هناك إصراراً من قبل نتنياهو ومجموعة أخرى حوله هي من يملك صناعة اتخاذ القرار في الكيان الإسرائيلي، وليس نتنياهو في شخصه ولكن هي من مجموعة حوله تمثل النخب السياسة والأمنية والدوائر الضيقة لصنع القرار، وهذه جزئية مهمة جدا ونعني بها كيفية صناعة القرار في الكيان الإسرائيلي.

وأضاف أن كل الدلائل تؤكد أن من المفترض القيام بعملية فى رفح ولو حدثت هذه العملية ربما يستطيع الجانب الإسرائيلي أن يحقق بعض النجاحات العسكرية منها، مشيرا إلى أنه إذا توقفت العملية بدون دخول رفح فلا يمكن التحدث عن اى انتصار تحقق للكيان الإسرائيلي لا عسكريا ولا سياسيا، وتكون حماس هي من فاز فى هذه الحرب وهي من فرض إراداته وبالتالي هناك أهمية لدى نتنياهو ومجموعته للدخول إلى رفح لتحقيق ما أطلقوا عليه اسم النصر الكامل أو النصر الساحق. هذه الجملة دائما ما يستخدمها رئيس الوزراء نتنياهو، فهناك أهمية قصوى يراها نتنياهو واليمين المتطرف في دخول رفح.

وقال إن من يراهن على دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى رفح يقول إن جيش الاحتلال سيستطيع أن يُحكم السيطرة الأمنية بالكامل على قطاع غزة من الجنوب، وسيستطيع حتى التحكم في معبر رفح مع مصر ويغلقه طالما أن هناك معبرا آخر بديلا هو المعبر البحرى أو منفذا جويا سيساعده على عمل الترتيبات الامنية التي يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها، ألا وهي فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه وإيجاد خط فاصل فى منتصف القطاع، وترتيبات أمنية بعمل منطقة عازلة على الحدود والسيطرة على محور فيلادلفيا وبالتالي إحكام السيطرة الأمنية بالكامل، وبهذا سيحقق النصر للكيان الإسرائيلي.

الجزء الثالث هو أن الدخول فى معبر رفح سيجعل المنطقة معزولة تماما وبالتالي من السهل تحقيق الأهداف الكبيرة لحكومة الكيان الإسرائيلي من الحرب والتى لم يُعلن عنها، وهي إعادة احتلال قطاع غزة مرة أخرى والسيطرة الأمنية على القطاع وتنفيذ مشاريع اقتصادية فى القطاع، وتهجير الفلسطينيين وسيسمى هذا تهجيرا طوعيا وسيقدمون تسهيلات لهذا التهجير عن طريق البحر وعن طريق قبرص وهناك دول تم الاتفاق معها على أن تستقبل مجموعات من الفلسطينيين.

وأضاف أن أي مكاسب لعملية عسكرية في رفح سيستطيع من خلالها نتنياهو تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية كما أن دخول جيش الكيان الإسرائيلي رفح سيحقق له مكاسب إسرائيلية فى الداخل الإسرائيلي ويستطيع نتنياهو أن يواجه منافسيه من اليمين المتطرف أو من المعارضة مثل يائير لابيد سواء المعارضة خارج الحكومة أو من المعارضة التى داخل الحكومة المصغرة مثل بينى جانتس وايزنكوت وغيرهم. وبالتالي سيكون نتنياهو قد حقق نصرا كبيرا إذ يبرر كل هذا بأنه رئيس الوزراء الوحيد الذى جاء في تاريخ إسرائيل واستطاع ان يحقق هذا النصر وبهذا سيستطيع ان يصفى القضية الفلسطينية.

ونوه الخبير الاستراتيجي المصري بأنه فيما يتعلق بعملية رفح، من المهم معرفة الخلافات الأمريكية الإسرائيلية، مشيرا إن الخلاف ليس استراتيجيا ولكنه خلاف تكتيكي بحت، خلاف حول التفاصيل: الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض عملية عسكرية في رفح ولكنها تريد بعض الضمانات، أى تريد عملية استهداف ممنهجة بسيطة من خلال القصف الجوي والعمليات النوعية على الأرض لتدمير حماس والقدرات القتالية العائدة لها.

وقال إن عملية رفح تسير منذ أكثر من شهر ونصف أي هناك عمليات نوعية تتم فى رفح بشكل يومي هناك قصف جوى ،هناك طائرات بدون طيار للاستطلاع، هناك عمليات استخباراتية تعمل على قدم وساق فى رفح، هناك استهداف لمنازل ومستشفيات ومحلات... كل هذا لضرب رجال المقاومة وضرب اسراهم بالكامل. فهناك عملية قائمة بالفعل كمان ان مستقبل نتنياهو السياسى مرتبط ارتباطا وثيقا بطول أمد العملية العسكرية. فكلما طال امد العملية العسكرية، تحققت مكاسب لنتنياهو واليمين المتطرف الموجود فى السلطة، هم يعلمون تماما أنهم بانتهاء العملية العسكرية أو توقفها بدون تحقيق النصر الشامل سيُقدمون للمحاكمات، لأن هناك كوارث كبيرة لم يتم الكشف عنها فى غزة وهناك أخطاء كبيرة في إدارة العملية العسكرية وبالتالي من مصلحة اليمين المتطرف إطالة أمد الصراع فى غزة. بهذا يُمكن تلخيص ما سبق حسب الخبير الاستراتيجي المصري.

وقال إنه إذا استطاع نتنياهو أن يحقق من خلال المفاوضات مكاسب كبيرة يستطيع أن يروج لها وكانه حقق نصرا على المقاومة الفلسطينية، لن تتمم عملية غزة. ولكن إذا شعر بأن المفاوضات لم تجنِ الانتصار الذى يرتضيه، فعملية برية فى رفح قادمة لا محالة. اذاً عملية رفح مرهونة بكيفية سير المفاوضات.