فيديو خاص:

العلاقات الأميركية الصينية.. بين "أوكوس" والناتو الآسيوي

الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

عودة الاستفزازات الأميركية للصين، والتلويح مجددا بتحالفات هي نسخة عن حلف الناتو في منطقة المحيطين الهادئ والهندي. فيما ترفع بكين تحذيراتها من جر المنطقة إلى أتون الحرب.

العالم - ثينك ثانك

مرة جديدة، تلجأ الولايات المتحدة إلى حديث التحالفات العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لإيصال رسائل متعددة الأبعاد للصين. لكنها رسائل لا تخلو من مسارات قد تؤدي إلى الحرب بين الطرفين نهاية الأمر.

فالصراع بين واشنطن وبكين يظهر في أوضح صوره على الساحة العسكرية. والحديث هنا عن بحر الصين الجنوبي، وساحة الشطرنج التي تمتد لتضم دولا تحاول واشنطن جرها إلى الصراع.. في حال وقوعه هناك.

لكن للصراع هذا وجه يبدو أكثر خطورة، وهو أن الفصل بين الساحات الذي تعتمده الولايات المتحدة ليس صائبا، بحسب العسكريين الأميركيين. حيث يجب الربط دائما بين الساحتين الصينية.. وكذلك الروسية.

فهل تعمل واشنطن جديا على استفزاز الصين؟ وماذا لو وصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة في منطقة الإندو-باسيفيك؟

المركز الاول

تركيز على الوضع العسكري والجهوزية التي تمكن الولايات المتحدة وحلفاءها من مواجهة الصين. هذا ما طرحته مقالة للمعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجية بعنوان.. تطوير الردع الفعال، من وجهة نظر مقاتلي الحرب.

تبدأ المقالة بفكرة أن.. الرد على تهديد الصين أمر ضروري، رغم أن ذلك لن يؤدي بالضرورة إلى استعادة الردع. لكن، قد يؤدي تطبيق جهد استراتيجي شامل إلى تحقيق ذلك.. القيمة الاستراتيجية لاتفاقية أوكوس لا تكمن فقط في تعزيز القدرات العسكرية، ولكن في بناء بيئة استراتيجية جديدة تجعل من المكلف بالنسبة للصين أن تحصل على ما تريد.

لكن.. كان الموضوع المشترك هو الغموض الذي يكتنف أهداف الردع لواشنطن وحلفائها، والتركيز على الحاجة إلى تحديد. هناك غياب لرسائل سياسية واضحة توضح لماذا تعتبر حماية منطقة المحيطين الهندي والهادئ من النفوذ الصيني ضرورية للمصالح الاستراتيجية الأميركية والعالمية.

وعليه تختم المقالة.. لردع الصين، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها الانخراط في مجموعة من الأنشطة التي تعمل بشكل جماعي كحواجز حماية لوقف ديناميكيات التصعيد من الغليان إلى حرب ساخنة. وتشمل هذه الأنشطة الاتفاقيات العسكرية والأمنية مثل أوكوس وبناء سلاسل التوريد الأجنبية والمحلية وضمان مرونتها.

المركز الثاني

كما أشرنا في بداية الحلقة فإن التغاضي عن طبيعة التعاون الصيني الروسي أمر خاطئ بالنسبة لواشنطن. وهذا ما تناولته مقالة لبروجكت سنديكيت بعنوان.. النقطة العمياء القاتلة في استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ.

نقرأ في هذه المقالة.. السرد المتعلق بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ له مزاياه، لكنه يهدد بصرف الانتباه عن التحالف الأوراسي بين روسيا والصين. بينما يعتمد إطار المحيطين الهندي والهادئ على أساس بحري واضح حيث يكون المحيطان الهندي والهادئ المسرح الجيوسياسي الأكثر أهمية فإن الإطار الأوراسي يكاد يكون أرضيا بالكامل.

لم تعلن الصين وروسيا عن شراكة 'بلا حدود' فحسب؛ كما أنهما تهيمنان على مساحة اليابسة الأوراسية الشاسعة. ورغم الخلافات الكبيرة بين القوتين، فإنهما متحدتان بتصميم مشترك على مراجعة النظام الإقليمي والنظام العالمي. يعتمد كل مشروع على حفاظ روسيا والصين على توافق استراتيجي أساسي.

إن المسرحين مترابطان بشكل عميق.. نتيجة أحد الصراعات سوف تحدد شكل الصراعات الأخرى القادمة. إن إهمال هذه العلاقة الاستراتيجية الرئيسية يوجد اخطارا كبيرة. يحتاج الغرب بشكل عاجل إلى البدء في تطبيق رؤية أوراسية. إن الاعتماد بشكل كبير على منظور المحيطين الهندي والهادئ سيكون خطأ كبيرا.

التعليقات حول موضوع الحلقة..

نبدأ مع "روبرتا سوتون" التي كتبت.. العقوبات ضد روسيا دمرت أوروبا، وهذا ما أرادته الولايات المتحدة. العقوبات ضد الصين سوف تضر المملكة المتحدة وربما الولايات المتحدة التي تعتمد على الصين كثيرا، كما يمكن للصين أن تنتقم.

الصحافي "توماس وينغ بولين" في تعليق له كتب. يريد المحافظون الجدد في واشنطن توسيع حربهم على العالم الحر إلى الصين ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. تمتلك موسكو وبكين صواريخ فرط صوتية هي الأكثر تطورا، والتي لا تمتلكها الولايات المتحدة ولا تستطيع حماية نفسها منها.

التعليق الأخير من الأكاديمي "بول ييه" وفيه. ستقف الصين إلى جانب الروس - وذلك لأن التاريخ على حق..حيث أخل الأميركيون وحلف شمال الأطلسي بوعودهم.

إذن حول الاستفزازات الأميركية تجاه الصين، والتلويح مجددا بالتحالفات العسكرية في منطقة الإندو-باسيفيك.. ومن الأكثر استعدادا لخوض مواجهة في حال كانت حتمية بين الطرفين.