مجلس الأمن يضع الاحتلال بموقف محرج.. هل يبقى متمردا دون حسيب ورقيب؟

مجلس الأمن يضع الاحتلال بموقف محرج.. هل يبقى متمردا دون حسيب ورقيب؟
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠٢٤ - ٠٩:٠٩ بتوقيت غرينتش

تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، ولكن رغم ذلك أثار القرار امتعاض قادة الاحتلال، من واشنطن لوضعه كيان الاحتلال في موقف محرج لا يحسد عليه، فهل يبقى الاحتلال متمردا على القانون الدولي دون حسيب ورقيب؟

العالم – مقالات وتحلیلات

قرار مجلس الأمن يتمتع بـإلزامية عامة، لكن دون تدابير تنفيذية، بسبب صدوره بناء على الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، وليس الفصل السابع المتعلق بمسألة تهديد الأمن والسلم الدوليين، كذلك القرار حدد فترة زمنية محددة لوقف إطلاق النار في غزة وهي النصف المتبقي من شهر رمضان، كما ان القرار اذ لم يمتثل كيان الاحتلال له فان مجلس لأمن لن يقر عقوبات أو تدابير عسكرية ضده.

القرار لاقى ترحيبا من قبل حركة المقاومة الاسلامية حماس، مع المطالبة بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه، فیما لاقى امتعاضا من قبل قادة كيان الاحتلال، ووصل الأمر إلى الغاء نتنياهو زيارة وفد "إسرائيلي" إلى واشنطن لبحث عملية إجتياح رفح وذلك احتجاجا على عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض لإفشال القرار، كما صرح مسؤولون صهاينة، بينهم وزيرالخارجية يسرائيل كاتس، أن إسرائيل لن توقف إطلاق النار وستواصل القتال "حتى إعادة جميع المحتجزين وتدمير حماس" حسب زعمه.

رغم أن يمكن ان يكون عدم ادراج القرار ضمن الفصل السابع جاء بناء على طلب أميركي حتى لا يتم التصويت بحق النقض لتمسك العصاء من الوسط لتضمن رضاء الحلفاء وتقبل بقرار الزامي لكيان الاحتلال وفي نفس الوقت غير تنفيدي.

ولکن رغم كل الدعم اللوجستي والإستراتيجي والعسكري المقدم من قبل الولايات المتحدة لكيان الاحتلال الا ان القرار أوجد شرخا في العلاقات بين بايدن ونتنياهو وصدام بين البيت الأبيض وتل أبيب حتى أن كان ظاهريا.

السؤال الذي يطرحة هنا لماذا الإمتعاض الإسرائيلي من القرار؟

القرار وضع كيان الاحتلال الإسرائيلي في موقف محرج، لأنه قد يؤدي إلى فرض عقوبات عليه من قبل بعض الدول إذا لم يمتثل لقرار وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان وكذلك سيحاكم من قبل الرأي العام، وستذهب روايته المزعومة حول حماس وغزة ادراج الرياح ومهما حاولت المكينات الداعمة له بأن تنصر هذه الرواية، ويتجلى للعلن ان هدف الرئيسي من العدون على ليس كما يدعي تحرير الأسرى والقضاء على حماس، محو من على هذه الأرض كل ما هو فلسطيني حجرا كان أو حيوانا أو بشرا.

وكذلك يؤكد للجميع بأن الاحتلال لا يمتثل للقوانين الدولية ومصالحه فوق كل المواثيق الدولية وان تصادمت هذه المصالح مع القوانين الدولية أو أوامر الدول الغربية وواشنطن فأنه سيسحقها ويسير نحو أهدافه المزعمة.

كما ان حكومة نتنياهو ان قبلت بهذا القرار فأنها ستعلن بشكل رسمي أنها خسرت الرهان في غزة حيث لم تحقق هدفها المزعوم المتمثلة بالقضاء على حماس، وان المعادلة في غزة المقاومة من تخط عنوانها وليس الاحتلال. وبالتالي هذا الفشل يجبرها على اجراء الانتخابات المبكرة وفشلها الحتمي فيها.

اذا هل يمتثل الاحتلال لقرار مجلس الأمن ويعلن بشكل غير رسمي خسارته أمام قدرات المقاومة، أو لن يمتثل إلى هذا القرار ويستمر بعدوانه على قطاع غزة لسيل المزيد من الدم الفلسطيني، ويزيد من وتيرة حرب المستشفيات وحرب التجويع الذي يشنهما على القطاع؟

*معصومة عبدالرحيم