في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية:

الشيخ نعيم قاسم: لم نخطط لضرب ميرون ولا الوصول إلى صفد، لكن.. + فيديو

الخميس ١٥ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٦:١١ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) 2024.02.15 – أكد نائب الأمين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم أن الحزب رسم منذ بداية العدوان الإسرائيلي الحدود التي سيقاتل فيها وأبقى الإسرائيلي محكوماً بهذه المعادلة، مشدداً على أن حزب الله لا ينوي فتح معركة واسعة مع الاحتلال لكنه سيوسع بقدر ما يوسع الإسرائيلي وأكثر، وأوضح أن محور المقاومة يتكاتف مع القضية الفلسطينية تكاتفاً عملياً فعلياً كل على قناعته و تحليله، باعتبار القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني أولوية مهما كلفت.

العالمخاص بالعالم

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية شدد الشيخ نعيم قاسم أن طوفان الأقصى قد حفر عميقا عند الإسرائيلي، وبين أن هناك مقاومة قادرة وقوية ولا أحد يستطيع تجاوزها.

وأكد أن حزب الله التزم بأن يستهدف العسكر الإسرائيلي وتجهيزاته وإمكاناته وقدراته، لأن الحزب يعتقد أن هذه هي الطريقة لدعم فلسطين ودعم غزة، وحقق إنجازات سواء بالخسائر الإسرائيلية أو بخروج المستوطنين من المنطقة، و إيجاد أزمة اجتماعية بالداخل الإسرائيلي.

ولفت إلى أن لم يكن بمخطط الحزب ضرب ثكنة ميرون، وكذلك الوصول إلى صفد وضرب القيادة العسكرية الأساسية للشمال، لكن لما صارت ضربات على المدنيين أخذ القرار بالتوسعة.

وحذر من أن مخطط رفح هو جزء من مخطط غزة بشكل عام، مشدداً على أنه لا يوجد خيار لإنهاء الحرب إلا التسوية.

وأكد أن الحزب قرر تأجيل النقاش السياسي كله إلى ما بعد وقف إطلاق النار في غزة.

وشدد على أن لا علاقة للحرب على غزة ولا لنتائجها ولا للمواجهة الموجودة في الجنوب كمساندة لغزة، بملف رئاسة الجمهورية في لبنان لا من قريب ولا من بعيد.

وإليكم النص الكامل للقاء قناة العالم الإخبارية مع نائب الأمين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم:

العالم: سماحة الشيخ نناقش في هذه الحلقة محاور متعددة.. المرحلة الإقليمية دقيقة جدا.. محور المقاومه يواجه تحديات كبرى، المقاومة في لبنان أيضا تواجه أخطر التحديات مع العدو الصهيوني.. إذا بدأنا معك بتقييم شخصي.. بعد أربعة أشهر من بدء هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.. كيف تقيم أداء المقاومة وفي أي سياق مفصلي تؤطر تكامل وحده ساحاتها؟

- هناك أهداف رفعتها إسرائيل حول سبب العدوان على غزة، وهذه الأهداف تتلخص بسحق حماس والمقاومة، بما يعني إنهاء القضية الفلسطينية وإنهاء القتال من أجل فلسطين، الأمر الثاني إلغاء تبادل مع المحتجزين بطريقة يفرجون عن كل المحتجزين بأقل الأثمان أو تحرير المحتجزين -كما يقولون- الأمر الثالث التحكم بإدارة غزة في المستقبل، بحيث لا يتكرر ما حصل في طوفان الأقصى، أو يشعر الإسرائيلي أن لديه أمان وجودي وليس في حالة خطر ولا إشكال في داخل فلسطين المحتلة.. هذه الأهداف هي التي رفعها العدو الإسرائيلي.

عندما انطلقت حماس ومعها المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى كان لديهم هدف وهو إيجاد ثغرة في فتح الطريق إلى التحرير، وأيضا إلى فك العزلة عن غزة، وإيقاف الاستيطان الموجود في الضفة الغربية، وإنقاذ الأقصى من المؤامرات التي تحاك عليه، طيب.. إذا عملنا مقارنة نرى أن طوفان الأقصى حفر عميقا عند الإسرائيلي، وبين أن هناك مقاومة قادرة وقوية ولا أحد يستطيع تجاوزها.

وجاء العدوان الإسرائيلي منذ أربعة أشهر لم يستطع أن يسحق حماس كما يقول، بل بالعكس إننا نرى عمليات المقاومة هي عمليات مستمرة ومؤثرة، رغم ادعاء الإسرائيلي أنه مرتاح على وضعه، لكن في الحقيقة هو لا يقاتل بل يدمر، والذي يقاتل حقيقة هو الفلسطيني، الذي يوقع خسائر بالعدو الإسرائيلي بشكل مباشر.

أما المحور، فالتكاتف الذي أبرزه المحور مع القضية الفلسطينية هو تكاتف عملي فعلي وليس تكاتف نظري.. وهذا طبعا كلف أعضاء المحور كل واحد بحسبه.. لكن لم يوجد هناك طرف فكر بأنه والله هذه التكلفة كبيرة علينا أو هي تكلفة مؤثرة علينا.. بالعكس معتبرين استراتيجية القضية الفلسطينية ودعم المقاومة ودعم شعب فلسطين أولوية مهما كلف، وهذا خلق حركة نوعية وخلق تأثيراً في المساندة لغزة.

إذاً أنا أقدر أن أقول إنه وبعد أربعة أشهر المقاومة قوية، محور المقاومة صامد أمام كل المطالب، وإسرائيل لم تصل إلى جزء من أهدافها.

العالم: سماحة الشيخ لعلها المرة الأولى التي يدشن محور المقاومة هذا التكامل الميداني في الساحات.. مإذا أسس من مرحلة؟ ما الرسالة التي أرسلها للأميركي وليس فقط للإسرائيلي في التعامل أو في النظرة إلى هذه المنطقة؟

- هناك فكرة يمكن تكون موجودة عند كثيرين أنهم يتصوروا أن محور المقاومة هو عبارة عن مجلس أعلى يضم عدد من الأفراد الممثلين للأماكن المختلفة أو البلدان المختلفة، ويقعد ويرسم سياسات ويدرس قرارات.. لكن الحقيقة ليست هكذا.. محور المقاومة هو أفكار متطابقة وقناعات مشتركة، الكل عنده قناعة بأن فلسطين هي البوصلة، الكل عنده قناعة أن القوي لازم يساعد الضعيف والمدرب يدرب الآخر والذي عنده إمكانية يعطي الآخر من أجل تحقيق الهدف بتحرير فلسطين.. هذا التكامل الموجود.. وفي الحقيقة هو تكامل عملي.

حتى حين نفذ الإخوة في حماس طوفان الأقصى هم من قاموا بهذه الحالة، وهذا حق طبيعي لهم، لأن هم المقاومة وهم يعرفوا وضعهم ببلدهم وماذا لازم يعملوا، القوى الثانية بلبنان والعراق واليمن وإيران وسوريا.. بالحقيقة كل واحد قدم بناء على قناعته و تحليله، ما قدم بناء أن أحداً طلب منه.. أن أنت قف هكذا ودورك هكذا.. هذا مهم كثير أن نؤكد عليه، أن تكامل المحور هو تكامل عملي وليس عبارة عن شيء نظري أو مخطط له هيكلية.

العالم: سماحة الشيخ تبدو التطورات متسارعة بشكل كبير جدا ولا سيما على الجبهة اللبنانية.. على ضوء التصعيد الإسرائيلي واستهداف المدنيين في النبطية في الصوان في عتشيت.. أكثر من منطقة.. ما الرسالة التي أراد الإسرائيلي إيصالها؟ وما الذي يمكن أن نتوقعه من رد المقاومة حيال ذلك؟ ولا سيما إذا كانهناك استفزاز إسرائيلي أو جر إلى حرب موسعة.. إذا ما كنتم تقرأون في رسائلهم هذه المعاني؟

- حزب الله رسم من البداية الحدود التي سيقاتل فيها، وركز على الكيلومترات الأولى من جبهتي الحدود الجنوبية، والتزم بأن يستهدف العسكر الإسرائيلي وتجهيزاته وإمكاناته وقدراته، لأن حزب الله يعتقد أن هذه هي الطريقة لدعم فلسطين ودعم غزة، وحقق إنجازات سواء بالخسائر الإسرائيلية أو بخروج المستوطنين من المنطقة بحوالي 100,000 شخص، و إيجاد أزمة اجتماعيا بالآخر.

الإسرائيلي كل الفترة الماضية بقي محكوم بهذه المعادلة، وبقي يتجاوب -إذا صح التعبير- مع الضوابط الذي وضعها حزب الله.

العالم: المقاومة فرضت سياقها على هذه القواعد.

- طبعاً.. لأن المقاومة هي التي بدأت بـ8 تشرين، والمقاومة هي التي حددت الحدود التي تنوي أن تضرب فيها، وأعلنت وأكدت بهذا الموضوع، والإسرائيلي صارت ردات فعله تكون بنفس الدائرة التي رسمها الحزب، ومن الأول قال الحزب أنا ما عندي نية أن أفتح معركة واسعة، ولحد الآن لازال يقول أنا ما عندي نية أفتح معركة واسعة.. لكن إذا الإسرائيلي وسع نحن نوسع.. مثل ما وسع وأكثر.. ونلقنه الدروس اللازمة لهذا الموضوع. طيب هنا الإسرائيلي في بعض الأحيان يعتبر أنه عنده أهداف لربما يقدر أن يمررها ويحققها، أحيانا يكون عنده شعور بأنه لازم يؤذي بمحل.. فيتجاوز الخطوط الحمراء -إن صح التعبير- ويقتل مدنيين ويصل لقرى معينة. نحن كحزب قرارنا واضح.. كل هذه الخروقات سيكون عليها رد، وحصلت عليها ردود، يعني نحن ما كنا بمخططنا ضرب ثكنة ميرون.. ولا نريد أن نصل إلى صفد ونضرب القيادة العسكرية الأساسية للشمال.. لكن لما صارت هناك ضربات على المدنيين أخذنا هذا القرار بالتوسعة، من هنا أريد القول إنه نحن بمقدار الاعتداء على المدنيين أو بمقدار التوسعة الإسرائيلية نحن نمارس التوسعة، ولا نرى حتى الآن توسعة واسعة.

العالم: سماحة الشيخ ولكن في الأيام والأسابيع الأخيرة تكثفت الكثير من التهديدات على لسان وزير الحرب الإسرائيلي غالانت وجنرالات الحرب وحتى نتنياهو.. والحديث الدائم عن نقل فرق كاملة إلى الحدود الشمالية.. هل تقرأون في ذلك استعداد حقيقي لتوسعة الحرب في لبنان؟ أم أنه مجرد تهويل وحرب نفسية يمارسها العدو؟ أم لعلها ربما رسائل إلى الداخل؟

- إلى الآن كل التهويل الذي يقوم به الإسرائيلي هو عبارة عن ضغوطات نفسية ومحاولة لاستدراج عروض ومكتسبات من دون الذهاب إلى الحرب الواسعة، هذا تقييمنا للحالة الموجودة.. هذا لا يعني أن الإسرائيلي ليس من الممكن أن يفكر في وقت من الأوقات أن يوسع الحرب.. ممكن.. وممكن يكون عنده بعض الاستعدادات التي قد يستخدمها مستقبلا، لا نعرف متى سيأتي المستقبل الذي يريد أن يستخدمه.. لكن بالنسبة لنا كحزب، نعتبر أنه مادام الأمر في إطار الكلام والتهويل وبعض التحركات على الأرض التي لا ثمرة عملية من خلالها، ولا هناك مواجهة حقيقية.. نحن نتعاطى معها كأنها لم تكن، لأنه بالنهاية لسنا من النوع الذي يستفزنا الإسرائيلي فيأخذنا على المحل الذي هو ينوي إياه.. لا، نحن عارفين المحل الذي نريد أن نكون فيه، ونحن فية الآن، وسنبقى بهذا الإطار ونوسع بمقدار ما نرى أن هذا الأمر مناسب.

العالم: سماحة الشيخ.. هل لديكم بالمعيار العلمي الدقة التي اشتهرت فيها المقاومة.. خبرتها العميقة بداخل الكيان الإسرائيلي، والتفكير العسكري والسياسي في الداخل الإسرائيلي؟ وما هي نسبة الفرص ما بين الحرب واللاحرب؟ نتحدث عن الحرب الشاملة الموسعة نحن اصلا في حالة حرب.

- إلى الآن لا توجد فرصة كبيرة للحرب الشاملة، بل كل الاتجاهات الآن إلى محاولة لملمة الموضوع، حتى ولو كان التهديد بالدخول إلى رفح موجود من قبل الإسرائيلي، وقد يحصل.. لكن يبدو لي بأن فكرة الحرب الشاملة لا زالت بعيدة، وإن كان احتمالها موجود، لأنه أي خطأ وأي حسابات خاطئة ممكن أن تعمل تدحرج معين ويحصل هذا الأمر.

العالم: إذا ما نفذ الإسرائيلي تهديداته فيما يتعلق باقتحام واجتياح رفح.. مع ما يعنيه ذلك من كارثة إنسانية على المستوى الإنساني، نعرف أنه أكثر من مليون و400,000 فلسطيني موجودون اليوم في هذه المدينة التي لا تتجاوز ربما 60 كلم مربع.. هل سيكون هناك تغير في حسابات حزب الله فيما يتعلق بتوسيع الحرب؟

- للأسف الشديد أن الدول العربية والإسلامية، ودول العالم الذين يدعون أنهم من العالم الحر أو مع حقوق الإنسان لم يتحرك أحد خلال أربعة أشهر للوقوف بوجه هذه الإبادة التي تقوم ضد الفلسطينيين من قبل أميركا وإسرائيل، واليوم مخطط رفح هو جزء من مخطط غزة بشكل عام، يعني ما حصل في الشمال وفي خان يونس وفي الجنوب والوسط ممكن أن يحصل كذلك في رفح، يعني هذا الاحتمال وارد، لا أستطيع الآن أن أقيم مدى عمل حزب الله أو المحور بما سيحصل في رفح، علينا أن ننتظر هل سيحصل العدوان أم لا.. هذا العدوان إذا حصل سيكون لدينا تقدير، بهذا التقدير هل يتطلب الأمر أن نزيد من عملية المواجهة؟ أو أن تبقى على حالها؟ هل هناك فائدة من توسيع المعركة لمصلحة منع إسرائيل من تحقيق هذا الهدف في داخل رفح؟.. هذا كله يخضع للتطورات ويخضع للقراءة الميدانية عندما تحصل هذه القضية.

العالم: بتقديركم ومتابعتكم الدقيقة هل لا زالت هناك فرصة لتسوية سياسية بعد ما قدمته المقاومة والتعديلات عليها؟

- لا يوجد خيار لإنهاء الحرب إلا التسوية، ومبادئ الاتفاق التي وضعت في باريس ستكون هي المنطلق للتعديل والتوجيه، لكن يمكن أن يأخذ هذا المسار وقتاً، وبالتالي خلال هذا الوقت واضح أن الأميركي والإسرائيلي يستخدم كل وسائل الضغط وكل إمكانات القوة ويستنفذ الفرص أنه ربما يقدر يحقق إنجازاً معيناً، فيبدو أن الأمرين سيضلان يمشيان مع البعض، أي موضوع محاولة الوصول إلى اتفاق، والموضوع الثاني استمرار المعارك من قبل إسرائيل، حتى يحققوا إنجازات على الأرض.

العالم: سماحة الشيخ إذا عدنا إلى الملف اللبناني.. العرض الفرنسي الذي نقل إلى لبنان والمقاومة وكان من الواضح أن الحكومة اللبنانية تعاملت معه باهتمام قليل.. إشارة اأامين العام لحزب الله سماحة السيدحسن نصرالله إليه بأنه.. يعني فقط هو يأخذ بالاعتبار المصلحة الإسرائيلية.. ما سمي بورقة الإجراءات بين لبنان والعدو الإسرائيلي.. إذا ما اطلعتم على هذه المعطيات يعني ما هي أبرز ملاحظاتكم عليها؟

- لا حاجة لأن نناقش المقترح الفرنسي بتفاصيله، لأنه هو من حيث المبدأ قائم على مقترح في الوقت غير المناسب، وقائم على مقترح معارض تماما لأصل دخولنا في المعركة.. نحن دخلنا في المواجهة نصرة لغزة، ليتوقف إطلاق النار في غزة، جاء من يقول لنا انسوا غزة واتركوا إطلاق النار في غزة وإسرائيل لا نريد أن نقول لها شيء ولها حق ان تعمل الذي تريده، لكن أنتم أوقفوا المساندة وتعالوا إلى حل آخر.. يعني الطرح بالشكل أصلا هو في غير محله وبغير وقته.

العالم: هل انتم مستعدون للمناقشة في المضمون إذا ما أوقف العدوان على غزة؟

- عندما يتوقف العدوان على غزة نرى وقتها ما هي الاقتراحات الموجودة فيما يتعلق بالقرار 1701 وتطبيقه وحوله وزيادة وأمور أخرى.. لكن الأمر ليس مرتبطا ولا محصورا بشيء اسمه المبادرة الفرنسية.

العالم: نعم سماحة الشيخ.. سماحة الأمين العام لحزب الله أشار في خطابه وكان واضحا بأن المقاومة اليوم هي في موقع قوة، والإسرائيلي ليس في موقع القوة ليفرض الشروط، وطالب الدولة اللبنانيةبفرض سقف أعلى من الـ1701 ربما هذا يحمل في طياته أن لحزب الله ربما ملاحظات على 1701.. ما هي ملاحظات حزب الله على هذه الموضوع؟

- نحن مقررين أن نؤجل النقاش السياسي كله إلى ما بعد وقف إطلاق النار، سواء كان عجبنا القرار 1701 أو كانت لدينا تعديلات عليه، أو هناك إمكانية أو لا توجد إمكانية.. نعتبر كل هذا الملف بكل تفاصيله مؤجل وأي بحث تفصيلي فيه الآن مضيعة للوقت، وبنفس الوقت نحن نكون نشوش على العمل الذي نقوم به في مساندة غزة.

العالم: في الموضوع السياسي الكثير من الساسة اللبنانيين أو حتى أطراف لبنانية ربما تعارض بشكل أم بآخر دخول حزب الله في هذه الحرب وفتح الأجواء الجنوبية على حرب تربط ما بين سياقات أو مخرجات هذه الحرب وما بين ملف رئاسة الجمهورية.. مإذا تقولون في هذا الإطار؟

- لا علاقة للحرب على غزة ولا لنتائجها ولا للمواجهة الموجودة في الجنوب كمساندة لغزة بملف رئاسة الجمهورية لا من قريب ولا من بعيد.. والآن الذي يعطل انتخابات رئاسة الجمهورية هو تشكيلة المجلس النيابي المتفرقة، التي لم تتفق على رأي، وبالتالي لو كان الطرف الآخر عنده قدرة يجمع 65 صوتا لحملهم ونزل على المجلس النيابي.. لو نحن عندنا 65 لحملناهم ونزلنا على المجلس، لكن لا أحد عنده قدرة أن يأتي بهذا العدد، فضلا عن الـ86 الذي هو جلسة النصاب.

المشكلة إذا مشكلة داخلية أولا، مرت أربعة أشهر على عدوان غزة ولم يتزحزح أحد من كل الأطراف عن مكان رأيه قبل أربعة أشهر أو خمسة أشهر بالنسبة للملف الرئاسي، أما الأجانب فالدول الغربية والعربية ما عندهم خيار أن يلجو إليه من الداخل، من الداخل لم تكتمل عندهم صورة معينة، لذلك الموضوع له علاقة بالرئاسة وحدها.. وأنا أقول هنالو افترضنا أن غداً يتفقوا معنا مجموعة ونقدر أنه نصل إلى أن يجري انتخاب رئيس نحن حاضرين ننزل ننتخب الرئيس بمعزل عن المواجهة الموجودة الآن في الجنوب.

العالم: مهمة جدا هذه الإشارة.. سماحة الشيخ بطبيعة الحال أطراف داخلية لبنانية طالما ارتبطت بأجندات ومصالح خارجية.. إذا ما تدحرجت الحرب -وقفنا عند رأيك في بداية هذه الحلقة وأنتم تستبعدون ذلك- إلا في حال التدحرج.. إذا ما تدحرجت الأمور نحو حرب شاملة كيف تقدرون أن يتعامل الداخل اللبناني مع واقع كهذا يفرض على لبنان؟

- أكيد بسنة 2006 كان الوضع الداخلي اللبناني أصعب بكثير من الوضع الحالي، ولذلك إذا افترضنا أنه حصل تدحرج وحصلت حرب كبرى سوف لن تكون عندنا المعاناة السياسية التي عانيناها بالـ2006 ومع ذلك المعاناة السياسية بوقتها ما أثرت لا على مقاومتنا ولا على نتائج الحرب التي كانت إيجابية لنا ولا على موضوع الإعمار، وبالتالي كل الأمور مشيت رغم الصراخات التي كانت تطلع بين حين وآخر، الآن أعتقد إذا حصل شيء من هذا النوع ستكون الصراخات أقل.. وبالتالي الذي حمل الأول سيحمل الثاني.

العالم: هل تتوسع رقعة النقاشات لتسوية شاملة في المنطقة تشبة إعادة التموضع لنفوذ قوى بناء لما يحدده الميدان؟

- أنا أستبعد أن تدخل المنطقة الآن بتسوية شاملة، هنك شيء محدد له علاقة بغزة وبالإسرائيلي وبما يحيط بهما، اليوم المطلوب أنه نعثر على حل لهناك، وبالتالي حتى ورقة التفاهم التي تحدث والتي ممكن تتقدم للأمام لن نأخذ بعين الاعتبار أي شيء آخر.. لا أنا أعتقد أن أي نقاش وسحيكون بهذا الاتجاه، نعم يمكن أن الأميركان يستخدموا نفوذهم ويستغلوا الفرصة لإيجاد بعض الدعائم لمصلحة إسرائيل، مثل موضوع الترويج للتطبيع بين السعودية والكيان الإسرائيلي.. لكن أنا لا أعتبر أنه هذا جزء من إعادة النظر بملف، لأنه للتطبيع مكان وخطواته موجودة كمقدمات، فإذا حصل سيكون بناء على المقدمات التي حصلت، وهم استفادوا من أحداث غزة لهذا الموضوع، أو استفاد السعودي من بعض المطالب التي يريدها بالوقت الحاضر، غير هذه المسألة لا أعتقد أن هناك شيء مطروح، لكن أنا لا أعتبره جزء من الحل على غزة. موضوع غزة سيكون حله قائم بذاته، وعلى هامشه ممكن أن تصير أمور أخرى.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..