العالم _ ثينك تانك
لم يكن تفجير الجبهة الشمالية مع لبنان فكرة منطقية في أي حال من الأحوال بالنسبة للإسرائيلي، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى والانهيار الكبير في قوة الردع، التي لطالما تغنى بها جيش الاحتلال في العقود السابقة
وبالنظر إلى أداء المقاومة في لبنان منذ السابع من أكتوبر الماضي، فإن ما يظهره الوضع في مستوطنات شمال الكيان، هو واقع يمكن القول إن الاحتلال يخشى التورط فيه. والمقصود هنا حرب واسعة تدفع بحزب الله إلى استخدام كل قدراته..ومفاجآته.
وعليه، فإن سيناريو فتح جبهة الشمال لا يبدو منطقيا أبدا..إلا في حالة بنيامين نتنياهو الذي يعاني عسكريا وداخليا وعلى مستوى العلاقة مع حلفائه في الكابينت.. وأصدقائه في واشنطن.
فهل مآلات الحرب الشاملة مع لبنان أفضل بالنسبة لنتنياهو من التراجع ومواجهة مصير متوقع؟.. ومن يضمن بأن اشتعال هذه الحرب سيكون وفق السيناريو المطروح على طاولة حكومة الاحتلال؟
(المركز الاول) نقطة البحث حول الحرب مع لبنان هي تبعاتها على الكيان الإسرائيلي.. هذا ما تناولته مقالة لمركز ستراتفور بعنوان.. ماذا تعني الحرب مع حزب الله بالنسبة 'لإسرائيل'؟
في هذه المقالة نقرأ.. في 'إسرائيل'، هناك قلق من هجوم على غرار هجوم السابع أكتوبر من حزب الله. تتلخص الإستراتيجية الإسرائيلية في استخدام التصعيد للضغط على حزب الله للانسحاب من الحدود. إذا فشلت الإستراتيجية، فمن المرجح أن تصعد 'إسرائيل' هجماتها على البنية التحتية لحزب الله، لكن ذلك لن يشمل إرسال قوات داخل الأراضي اللبنانية
وعليه.. ستستدعي الحملة البرية عودة الألوية الرئيسية من غزة، ما يعني أن الحملة غير ممكنة حتى تتم السيطرة على غزة. ويرجح أيضا أن تؤدي إلى سقوط مزيد من المدنيين، مما يزيد من عزلة 'إسرائيل' دبلوماسيا. كما أن هذه الاستراتيجية قد تعيد صياغة الحوافز التي تدفع حزب الله للانتقام، وهنا، ستجد 'إسرائيل' نفسها عالقة في موقف محرج.
إذن تخلص المقالة إلى أنه.. لدى 'إسرائيل' خيار غزو واسع النطاق بمجرد انتهاء العمليات في غزة. من المرجح أن تنظر في هذا الخيار فقط إذا حصلت على دعم دبلوماسي كامل من الولايات المتحدة، وحققت أهدافها في غزة. وقد تفشل أيضا في تحقيق أهدافها قبل أن ينهار دعمها السياسي الداخلي، و قبل أن يضغط الغرب عليها لإنهاء الحملة. كما أنها ستحمل مخاطر سياسية هائلة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية
(المركز الثاني)بين تزايد القلق من الشمال وبين العجز عن مواجهته، خيارات قد تبدو صعبة لكيان الاحتلال. حيث نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مقالة بعنوان.. الخط الأحمر الساخن (الأزرق)..
ربما لم تعد 'إسرائيل' مستعدة لمواصلة العيش في ظل هذا التهديد العسكري شمالا بعد فشل ركائز دفاعها بشكل مدو. إن ترسانة حزب الله أكبر بعشر مرات من ترسانة حماس، ما يمنحه القدرة على الضربة الأولى التي يمكن أن تشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية قبل الهجوم البري. وبالتالي، قد تحتاج 'إسرائيل' لإعادة الخيارات الوقائية إلى الطاولة
إزالة التهديد المباشر يستلزم دفع حزب الله بعيدا عن الحدود.. تحقيق ذلك عبر الضربات الجوية المكثفة يمكن أن يعجل بحرب أوسع. كما أن الولايات المتحدة تعترض بشدة على مثل هذا التوسع خوفا من التصعيد الإقليمي. ولذلك فإن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى خيارات أكثر محدودية في الوقت الراهن
في ظل كل هذا.. يبدو أن 'إسرائيل' مطالبة بتقديم تنازلات حدودية جدية مقابل خطوات من قبل حزب الله، يمكن التراجع عنها بسهولة. سوف تتشكل حسابات 'إسرائيل' من تحديات عميقة تواجهها. ليس فقط حرب غزة والضغوط الأميركية، بل أيضا الضفة الغربية المضطربة، والتهديدات في اليمن والعراق، وتحديات السمعة لدى الخارج.. ونفس الأزمة السياسية الداخلية التي شجعت حماس على الهجوم
من التعليقات حول احتمالات توسع الصراع مع لبنان، لدينا هنا تعليق من "غاري ماسيمنغ" وفيه. حزب الله في لبنان يقف في وجه 'إسرائيل' مرة أخرى كما فعل في حرب ألفين وستة. وهذه المرة أقوى ومدعوما بصواريخ فتاح التي ستحول القبة الحديدية إلى قطع ليغو إذا ما راهن نتنياهو بمستقبل واقتصاد 'إسرائيل' كما فعل زيلينسكي.
الأكاديمي في جامعة هارفرد "ستيفن والت" تطرق إلى وضع واشنطن المحرج بسبب سياسات نتنياهو. هل تستيقظ حكومة نتنياهو كل صباح وتسأل نفسها: 'ماذا يمكن أن نفعل لإحراج إدارة بايدن اليوم؟'
في التعليق الاخير، الصحافي ونائب مدير معهد كوينسي "تريتا بارسي" كتب. بحسب ما ورد قال بلينكن لنتنياهو: 'في نهاية المطاف لا يوجد حل عسكري. لكن، إذا كان بلينكن يعتقد ألا حل عسكريا، فلماذا إذن أرسلت الولايات المتحدة أكثر من عشرة آلاف طن من الأسلحة إلى 'إسرائيل' منذ السابع من أكتوبر؟
إذن... حول أسهم اندلاع حرب بين الكيان الإسرائيلي ولبنان، وتبعات هذه الحرب على الاحتلال قبل أي طرف آخر، في ظل تغير المعادلات وموازين القوى في المنطقة..
التفاصيل في الفيديو المرفق